هل أن العقاقير الباهظة الثمن هى الأفضل؟
2008-03-24 09:35:24

أكدت دراسة أمريكية على دور العامل النفسى عند الأفراد، فى زيادة التأثير الدوائى للعقاقير التى يتناولونها، مبينة بأن اعتقاد المريض بأفضلية العقاقير ذات التكلفة العالية، قد يزيد من فعاليتها، وبشكل يفوق ما تقدمه العلاجات الأقل ثمناً.

وعلى مبدأ المقولة الشعبية "كل شيء ثمنه فيه"، والتى يشار من خلالها إلى أن البضائع الباهظة الثمن، تخدم المستهلك بشكل أفضل، أظهرت الدراسة أن اعتقاد المريض بتفوق تأثير العقاقير باهظة الثمن، على نظيراتها التى تباع بثمن أقل، قد يزيد من فعالية الأولى، فتسهم فى علاجه بشكل أفضل.

وأجرى باحثون من معهد مساتشوسيتس للتقانة دراسة شملت 82 متطوعاً، من مدينة بوسطن بولاية مساتشوسيتس الأمريكية، كانوا ممن استجابوا لإعلان تجارى على شبكة الانترنت، والذى وضع من قبل فريق البحث، زعموا من خلاله بوجود عقار جديد من مسكنات الألم ذات التأثير القوي، كالكوديين، وأنه أقر استخدامه من قبل إدارة الغذاء والدواء الأمريكية، ولكنه فى الحقيقة لم يكن سوى عقار زائف، لا يحوى مواد فعالة.

و تم تصنيف المشاركين فى مجموعتين، الأولى أخبر أفرادها بأن العقار الجديد "المزعوم" زهيد الثمن، وأن تكلفته للقرص الواحد منه لا تتجاوز العشرة سنتات، فيما أبلغ أفراد المجموعة الأخرى بأن العقار الجديد مرتفع الثمن، ويكلف دولارين ونصف للقرص الواحد.

وبحسب نتائج الدراسة التى نشرتها دورية الرابطة الطبية الأمريكية "جاما"، فقد انخفض الشعور بالألم عند أفراد المجموعةالذين أخبروا بارتفاع تكلفة العقار، وبشكل واضح مقارنة مع أفراد المجموعة التى قدم إليها العقار كعلاج زهيد الثمن.

وتفسر نتائج الدراسة، من وجهة نظر الباحثين، سبب شهرة العقاقير الباهظة الثمن والتى تحمل علامات تجارية معروفة، وإقبال الأفراد على شرائها بشكل أفضل، كما هو الحال بالنسبة لمسكنات الألم، مقارنة مع العقاقير التى تملك نفس المحتوى الدوائي، ولكنها تباع بأثمان زهيدة.

                                              



المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبها فقط، وموقع المدار بفسح المجال أمام الكاتب لطرح افكاره االتي كتبت بقلمه ويقدم للجميع مساحة حرة للتعبير
Copyright © almadar.co.il 2010-2025 | All Rights Reserved © جميع الحقوق محفوظة لموقع المدار الاول في الشمال
سيجما سبيس بناء مواقع انترنت
X أغلق
X أغلق