من وحيد زيادة - مراسل موقع المدار
لكل بداية يوجد نهاية وما أجملها من نهاية التي تتدفق منها رائحة العطر والقرنفل المدججة بلون ياسميني شذي يزركشه حب ومحبة، احترام وإجلال من الألف وحتى الياء.
هذا ما لاحظه موقع المدار، صبيحة هذا اليوم، في مركز قرية أبوسنان والتي شهدت، اليوم ،أحد أبرز أحداثها بتقاعد المواطن أبو غازي سلمان زبن (67 سنة) بعد خدمة دامت حوالي الخمسة عقود من الزمن (47 سنة) حيث خدم " إيجيد" بشكل ملفت للنظر، بجدية، بمحبة وإخلاص، تفاني ونشاط حيث عمل كمدير للكراج سنوات عديدة أحبه الجميع هناك كونه أظهر مهنية وإخلاص بارعين ومن ثم كسائق في الحافلات على الخط الموصل بين عكا، المكر - الجديدة، جولس، يركا، كفرياسيف وأبوسنان حيث أدى أداء حسنًا في كل مكان وزمان وبذلك كسب قلوب المسافرين من كل الفئات العمرية وحظي فيما بعد بلقب " العم" أبو غازي دليل على التقدير والاحترام. 
موقع المدار احترم توجه العائلة وشاركها باحتفالها الرمزي بتقاعد والدها ورب أسرتها فاجتمع بالعائلة والأقرباء والأنسباء والأصدقاء من العاملين في شركة " إيجيد" لتوثيق هذه اللحظة التاريخية من جهة العائلة حينما ترك مقود الحافلة، التي أتى بها مبتسمًا من بعيد بوجه يغمره الوقار والروح الشبابية، دون أن يدري بالمفاجأة العائلية، وسلّمه بكل أمانة وإخلاص لمتابع درب آخر شاب يطمح لما وصل اليه " العم" أبو غازي من صيت وسمعة طيبين.
 المنظر كان مؤثرًا بدرجات لا توصف، تبدلت من خلاله البسمات بدمعات فرحة، والدمعات بقبل دافئة وعناقات شديدة احترامًا للموقف السوسني الذي اشتمل أيضًا على باقات ورود من الأحفاد مكرمين مقدرين لجدهم المعطاء لعائلته ومجتمعه. الدمعات والاحتقان في العيون والحناجر كانت تصرخ فرحًا مزغردة بانتهاء فترة زمنية مهنية - ذهبية، لامعة وبراقة في حياة  بطل من هذا الزمان الذي ربى أسرة أبوسنانية بكد وتعب وعلمها سوية مع رفيقة دربه، أم غازي، على الأسس التربوية الفذة والأخلاق السامية.
هذا وبعد المفاجأة العائلية الأريجية توجّه  الجميع الى بيت أبو غازي العامر حيث استقبله أبناء عائلته بلهفة ووجهوا له التحيات والكلمات المعبرة من الأحفاد الذين يرون بجدهم مثلهم الأعلى فعانقوه واحتضنهم ووزع الضحكات والبسمات بكرم "سلماني" بارز كما اعتاد في حياته وبين أبناء مجتمعه فدعا الجميع الى وجبة غذاء شهية ملؤها المحبة والترحاب بالمشاركين في تلك اللحظة التاريخية فهكذا تناول الجميع الوجبة ومن ثم التضييفات الفاخرة التي وُضعت من صنع الأم، بناتها وكنّاتها المحترمات.
الانفعال أعزائي لازم الموجودين ولازمنا حتى النهاية وهذا دليل على عظمة الموقف وتلك اللحظات التاريخية والتي بالطبع ستشتاق لحدث مماثل كاشتياق " إيجيد" والمسافرين لِ " العم" أبو غازي.

الجدير ذكره أن مسؤولين كثار من شركة " إيجيد" منطقة عكا - نهاريا حضروا الحدث منهم: رودي غرزوزي، مدير لجنة المراقبة، بوعاز هيرتس، مدير " إيجيد هسيعيم"، عوديد شوشاني، مدير فرع عكا - نهاريا وآخرين. 
ونحن في موقع المدار نتمنى لأبي غازي وعائلته العمر المديد والسعيد وأن يحظى دائمًا بلحظات جميلة وحلوة إن شاء الله.