وصلت الى موقع المدار رسالة من شابة تشكو طبيب مريض نفسانيا وتطلب ارشاد ونصيحة زوار موقع المدار الكرام. ، شاركونا بتعقيباتكم حول القضية هل الطب رسالة قبل ان تكون مهنة : لا يكفي ان الطب في إسرائيل رغم تطوره ، يعل القلب، والمعاينات لا تتم الا بعد ان يستفحل المرض في الجسد حتى باتوا يعينون أطباء قد فقدوا اتزان عقولهم... 

يوم الثلاثاء الواقع 16.08.2011 الساعة التاسعة والنصف من صباح هذا اليوم  تقررت عيادتي الخاصة لطبيب مختص لآلام الظهر(الديسك) في إحدى العيادات في كرمئيل ( اسم العيادة واسم الطبيب محفوظ في هيئة التحرير – المحرر ) ، وهذا الموعد جاء ضروريا لقوة الوجع واصابة اعصاب رجلي اليمنى بالضرر بحسب ما اظهرت صور   CT وفحص EMG ، قبل هذا الموعد بحوالي عشرين يوما ارسلني طبيب العائلة الى تلك العيادة بالذات ليفحصني طبيب مختص، بعد ان حاول علاجي بالأبر والفيزوترافيا دون ان يتحسن الوضع او يخف الالم، يومها الطبيب الذي فحصني قال لي وضعك شبه خطر وبحاجة الى عملية وقد كتب لي ان اقوم بفحوصات ضرورية وسريعة، التي ذكرتها سابقا واعود اليه دون موعد مسبق ... وهكذا حصل ...

بتاريخ 10.7.2011 كنت قد انهيت الصور والفحوصات وفي اليوم التالي قصدته تلبية لاوامره حين وصلت العيادة سألت الممرضة ان كان بامكاني رؤيته وهذه كانت رغبته بعودتي سريعا دون ان احجز دورا ، استقبلني الطبيب وكم تفاجأت حين كتب في حاسوبه ما رأى في الفحوصات وقال لي انت بحاجة الى طبيب مختص... خرجت مذهولة اسائل نفسي اليس هو طبيبا مختصا؟ حسنا لربما اخطأت لا بأس ...

عدت الى طبيب العائلة  البارحة اخبرته بما  حصل وسألته ان يرسلني الى طبيب مختص وأخبرته بلامي التي لا تهدأ ولا تستكين ، وبما ان طبيبي رافق حالتي وحاول مساعدتي ضمن صلاحيات اختصاصاته قال لي غدا صباحا احدد لك موعدا مع طبيب مختص في كرمئيل غير الذي ذهبت اليه ... وهكذا حصل

صباح  هذا اليوم اتصلت  بطبيبي وكان قد عمل  على ترتيب الامور واتصل بالعيادة محددا  لي موعدا الساعة 9:30  حيث دخلت غرفة الطبيب دون اي تأخير يذكر...

وهكذا بدأ يومي العصيب هذا... بعد القاء التحية وإعطاء الطبيب الكارت (البطاقة) والفحوصات سألني ما الامر؟

اجبت : الام في ظهري وضعف في اعصابي

قال : انت كنت عند  دكتور (...) في الغرفة الثانية  يوم الخميس فلما اتيت الي الآن؟

اجبت : هو طلب مني ان اقصد اخصائيا في هذا الامر... الست اخصائيا؟

قال: اجل وهو ايضا كذلك فلما لم يعالجك؟

اجبت  الحقيقة لست ادري

هنا وضع (سي دي) الذي يحوي صورة CT في الحاسوب ونظر في الاوراق وطلب مني الصعود الى سرير المعاينة

جلست  على السرير وبدأ بفحص فقرات العمود الفقري من الجهة اليسرى الالم اخف ولكنه لمس مكانا مؤلما ، قال اهدئي وانتقل الى الجهة اليمنى واول ما وضع يده مكان الوجع صرخت متألمة وهنا وقعت الكارثة...

( هي ليست المرة  الاولى التي يؤلمني  بها الكشف الطبي وانا دائما مستعدة بعد كل كشف لان اتحمل الالام دون اية معارضة ، وايضا ليست المرة الاولى التي اصرخ بها من الوجع وهذا شيء طبيعي عندما يكون لمس الوجع لا يحتمل ...)

صرخة  الآخ الطبيعية هذه  انزلت علي كارثة حقيقة ومساً مباشرا بالكرامة واذلالا لا يوصف ...

انفعل الطبيب ونفر في وجهي ماذا هناك؟ لا اقدر ان اكشف عليك بهذه الطريقة ، ادار ظهره وقصد حاسوبه ينظر الى الصورة ثم عاد وقال استلقي ، استلقيت رفع رجلي وطواها ومن ثم ضرب ضربة عند كاحلي اهتزت لها رجلي ( انا لا اشكو من ان طريقة الكشف غير طبيعية انما حساسية وضعي والامي لا اقدر على السيطرة عليهما ، كما اني لا اعارض الفحص)

وحين  رأى ردة الفعل  لرجلي صرخ بوجهي  انا لا استطيع ان اكشف عليك ، هناك ثلاثون واربعون مريضا  افحصهم يوميا لم يتصرفوا تصرفك 

الهي  ما الذي فعلته حتى  صرخ علي ، اجبته  ولما العصبية ماذا هناك؟ هنا انفعل اكثر جاب الغرفة ذهابا وايابا وهو يتمتم وقال الافضل ان اجلب ممرضة

خرج ليجلب ممرضة ، والصدمة ادخلت جسدي الى هزات من الرجفات والبكاء وشيء واحد في رأسي يقول اخرجي من هذه الغرفة ، وانا الملم اوراقي دخل ومعه ممرضة (يهودية) سألتني ماذا هناك ؟

اجبت  لا ادري ... وقد لاحظت  توتري ورجفة جسدي ودموعي فانطلقت لتجلب  لي كأس ماء وانا طالبته باعطائي الصور

وبدأ  يستفزني مرة من اين انت، ومرة اخرى يقول للممرضة انني شتمته ، الا يكفي انني استقبلتك من دون موعد مسبق

اجبته : ان لم يكن باستطاعتك  ان تستقبلني فلما من البداية وافقت  ؟

وانا ما عدت اعلم من توتري ان كان يجب ان اتكلم العبرية ام العربية حين اتكلم بالعربية يقول للممرضة انني اسيء اليه بالكلام وحين انطق بالعبرية يهاجمني وكأنني قد اسأت او اهنت

هنا قلت له اسمع هات  الصور لا اريدك ان تفحصني ولست مبالية بعد الآن بقدمي ان كان فيها مذلتي وهذه الجملة قلتها بالعامية  وارجو العفو على كتابتها " يلعن ام الاجر يللي بدها تجبلي المذلة مني سألاني عنها"

رأسا قال للممرضة هي تسب علي

يا  الهي ماذا يريد هذا الانسان مني علي الخروج قبل ان افقد اعصابي : هات الصور

اعطاني  الصور قلت له الله يوفقك فقال تكلمي بالعبري كي تسمع كيف تسيئين (وقد قالها بالعبري)

اجبته بالعبرية بامكانك  ان تترجم ما يحلو لك وبحسب اهوائك

خرجت  بعاصفة من التوتر والبكاء قصدت صديقتي الممرضة التي تعمل هناك، جلست امام باب غرفتها احاول السيطرة على نفسي وايقاف دموعي ، وفي الوقت نفسه احاول ان افهم ما الذي جرى ولما هذا التصرف؟ ولما هاجمني بهذه العدوانية وهذه الهمجية ، الهي ماذا فعلت كي استحق هذه المعاملة الدنيئة ...

بقيت  على هذه الحال  حوالي الساعتين الى  ان استطاعت صديقتي ان تهدىء من روعي قليلا قصدت سيارتي وعدت الى منزلي  في معالوت ... حتى هذه  الساعة انا منهارة  كلما سألني احد  في المنزل ماذا قال  الطبيب اعود للبكاء من جديد ...

  لم اواجه حقارة  كهذه الحقارة وفوق  كل هذا اتصل  بطبيبي ولا ادري  ما الذي قاله  حتى اتصل بي  وسألني العودة  اليه ليفحصني فرفضت...

صديقتي  الممرضة قالت لي هذا  طبيب مريض نفسانيا  دائما هناك شكاوى من المرضى ضده وانا لا اعلم لما لم يطردونه حتى الآن ... قدمي شكوى ضده .

لا  لا اريد ... الله يسامحو ، لن ادع انسانا صغيرا كهذا يجعلني احمل حقدا بقلبي...

صدقا  اقول "الله يسامحو" انما ما ذنب المتألم حتى يعاني فوق الام جسده اذلالا او انهيارا عصبيا...

نعلم  ان الطب رسالة قبل ان تكون مهنة ، فهنيئا لنا بهكذا رسل

صدق قول المثل: طبيب يداوي الناس وهو عليل.