نورما نعوم الملكة الأجمل: منطقية في عملي ومتسرعة في حياتي
2008-01-23 18:47:30

اعتلت عرش الجمال في لبنان واعتمرت التاج فكسبت الرهان، وكانت الملكة الأجمل والأكثر ثقافة فكراً ومضموناً. تميزت بعفويتها وطبيعتها، صاقلةً شخصيتها بالعلم، بحيث تابعت دراستها الجامعية في مجال الحقوق حتى حصدت الإجازة فيها، لكنّ أضواء العدسة سرقتها وجذبها الحقل الإعلامي، فأطلّت لأول مرة كمقدمة برامج في "استديو الفن" ومن بعدها تريثت حتى عادت لتطل على الجمهور من جديد من خلال برنامج "جار القمر" واليوم تقدم برنامج يُعنى بالموضة على شاشة تلفزيون "المستقبل". هي ملكة جمال لبنان السابقة نورما نعوم، التي التقتها "الخيمة" في هذا الحوار:

ماذا بقي في الذاكرة، من لقب ملكة جمال لبنان؟

كل شيء قدمته أحنّ إليه، لأنني قمت به عن قناعة.. أجد نفسي في تجربة ملكة جمال لبنان لكنني لم أبنِِ حياتي عليها.

ألا توافقينني الرأي بأنه لولا حصولك على لقب ملكة جمال لبنان، لما كنت في تقديم البرامج؟

لم اعتمد على اللقب لأدخل مجال تقديم البرامج، والدليل أنني بعدما قدمت "استديو الفن" رفضت عروضاً كثيرة لأنها ما كانت ستحقق لي شيئاً.

تجربة الحياة ماذا أضافت إلى شخصيتك؟

عندما أراجع حساباتي أجد أنني حققت أموراً كثيرة كنت أطمح إليها سواء على المستوى الشخصي، المهني، وحتى الإنساني وهذا شيء يفرحني ولا أندم عليه، ومع ذلك تبقى هناك أموراً كثيرة لم أحققها سوف تأتي مع تقدم خبرتي في الحياة.

ما هذا التواضع؟

المسألة ليست تواضعاً، فأنا انسانة منطقية وخصوصاً في العمل.. لكن في حياتي العادية مندفعة جداً لدرجة التسرع.

تلازم شخصيتك صفة العقلانية؟

في العمل عقلانية لأقصى الحدود كون التراضي غير وارد، فلا أحب الهزيمة  بسهولة ولا أتحمل الخسارة لذلك أدرس خطواتي.

أنت لست ديمقراطية حتى لا تقبلين الخسارة؟

ما قصدته هو أنني استفيد كثيراً من أخطائي لتفاديها فيما بعد. إذاً ليس لديك ثقة بالآخر؟

طبعاً، وهذا يجعلني حذرة في تعاملي مع أي إنسان، فأي خطأ في التفزيون هو قاتل، خصوصاً أن أي برنامج تلفزيوني لا ينجح بجهدٍ فردي.  فحرصي على تقديم الأفضل يجعلني متخوفة من الجميع.

إذاً أنت ضد الصورة النمطية بالإنحصار في تقديم لون برامج معين؟

التجربة لم تكن سهلة وكانت نوعاً من المخاطرة، لست ضد التزام مقدم البرامج بمواضيع محددة، لكن وجدت أن شخصيتي بمقدورها التأقلم مع هذا البرنامج.

تقديم برنامج مثل "Project Fashion" ألم يكن مجازفة؟

كان مجازفة كبيرة، ومع ذلك ليس لدي مشكلة في ذلك لأنني كنت مقتنعة بما سأقدمه، ومن الطبيعي عند تقديم أي برنامج يجب أن تأخذ بعين الاعتبار مدى نجاحه أو فشله وخصوصاً لناحية تقبل الجمهور له.. وعبر هذه التجربة أحسست بتغيير جذري في طبيعة العمل التلفزيوني فكنت أشارك في الإعداد، التنسيق، وفي أدق التفاصيل ما زادني خبرةً وأعطاني شحنة إضافية مهمة كمقدمة برامج، خصوصاً أن البرنامج يتطلب تحضيراً قوياً، لكنني وبحكم عملي مع المصمم زهير مراد كان لدي الخبرة بالأخص لناحية التعاطي مع الطلاب

الجمهور لم يتقبل الفكرة كثيراً ووجدها عادية؟

(ترفض بشدة)، البرنامج لا يعتمد على إعدادٍ مسبق كون كل شيء مجهول.. من هنا فإن أي خطأ غير وارد. وهذا ما حصن شخصيتي وجعلني أتكيف بسرعة مع البرنامج.. أما لناحية أن الجمهور لم يتقبله فللناس أذواق فكما البعض لم يعجبه، فهناك اناساً يترقبونه باستمرار.

البرنامج يتطلب حضوراً ذهنياً قوياً جداً، فما هي المشاكل التي ترافقك؟

هذا الحضور الذهني القوي اكتسبته نتيجة تجاربي السابقة في العمل التلفزيوني، وإلا لما كنت مرتاحة لهذه الدرجة في العمل.. والجديد في تجربتي في هذا البرنامج أنني اعتمدت كثيراً على نفسي، على حضوري وتركيزي، وأيضاً على طريقة أدائي.. وهنا تكمن الصعوبة.

ما المنفعة من هكذا برامج؟

بالرغم من أن البرنامج يُعرض ساعة في الأسبوع، لكنّه يُلخص جهد الطلاب على مدى أسبوع.. وهذا يتطلب مواكبة حركة الطلاب بأدق التفاصيل وعرضها بسهولة على المشاهدين بدون أن يحس بالملل.. فالصعوبة إذاً هي بتقديم الحقيقة إلى المشاهد بموضوعية بعيداً عن التكرار والروتين.

عرض برنامج "Mission Fashion" على شاشة الـ LBC ألا يؤثر على البرنامج؟

بهذا البرنامج لم نعتمد أي خطة، خصوصاً وأن "Mission Fashion" عرض على شاشة الـ LBC بعد فترة طويلة من برنامجنا، لذلك فمن يجب أن يعتمد هذا الأسلوب ليس نحن. البرنامج متكامل ويتعاطى مع الموضة بجدية وموضوعية، وبالرغم من أن الـ LBC قلدت البرنامج إلا أنها لم ترق به الى المستوى المطلوب.

نراك متجهمة وجدية في البرنامج؟

(تقاطعني)، هذه الجدية مطلوبة لأن البرنامج يحتم عليّ أن أكون كذلك، كوني لا أقدم سهرة فنية أو حتى برنامجاً فنياً. وعوضاً عن أنني مقدمة البرنامج فأنا في لجنة الحكم، وعليه غذا لم أكن جدية معهم فسيفقد البرنامج رونقه.

لأي مدى أثر عملك على حياتك الشخصية؟

جو العمل قد يكون أثر على حياتي الشخصية، وليس طبيعة العمل.. وبرأيي عجقة العمل تدفع الإنسان للبحث عن الراحة في حياته العاطفية أو العلاقات الأسرية.. ولا أجد أن العمل هو الذي أثر على حياتي العاطفية، إنما طبيعة تفكيري واستقلاليتي هما اللذان أثرا على حياتي العاطفية.

هذه الاستقلالية إذاً هي التي كونت شخصية نورما نعوم القوية؟

كوني الوحيدة في المنزل فهذا زاد المسؤولية على عاتقي منذ الصغر، وهذه الاستقلالية استغليتها من الناحية الإيجابية حتى الآن.. وبالرغم من الحرية التامة من ناحية اتخاذ القرار لكنني كنت مطالبة بتحمل مسؤولية خياراتي الخاطئة، مما زاد نضوجي الفكري بدون أن أتخلّى عن القيم والعادات والتقاليد.. وعوضاً عن ذلك فلم أعتمد على غيري في حلّ مشاكلي، بل كنت أتحمل عواقب ما أفعله منفردة.

لماذا يقال أنك عنيدة؟

بالعكس، فأنا إذا اخطأت أعتذر وهذا ما منحني السلام الداخلي مع نفسي والآخرين، خاصةً وأن الروابط الإنسانية مهمة جداً في الحياة.

بالنسبة إليك العمل مقدس أكثر من أي شيء آخر، لماذا؟

لأنني حريصة على أن لا أتراجع بعد الشوط الكبير الذي قطعته، لكن هذا لا يعني أن هاجسي هو التلفزيون والانتقال من شاشةٍ إلى أخرى.. لكنني أحب التحدي والمواجهة، وكل تجربة  خضتها زادتني ثقة بنفسي وقوت شخصيتي.

كيف تتعاملين مع الانتقادات؟

أي انتقاد يجب أخذه بعين الاعتبار، خصوصاً أنه لا يمكننا إرضاء كافة الأذواق.. لكن مع ذلك فإن الموضوعية لدى بعض الصحفيين غائبة وهذا شيء مزعج. كما أن الصحافيين يمارسون السلطة بنوع من الدكتاتورية وذلك لمجرد الانتقاد، من هنا فأي انتقاد من هذا النوع لا أعطيه الأهمية، كما وأن البعض الآخر لا يملك أي ثقافة تلفزيونية، ويمارس سلطة المشاهد الذي لا يدري لعبة التلفزيون. وهناك صحافيون لا يعرفون كتابة نقد تلفزيوني جيد.

ألا تخافين من ردود الفعل السلبية تجاهك؟

أعطي رأيي بموضوعية، وعموماً بعض الإعلاميين يفضلون تقديم أي شيء لإرضاء غريزتهم في حبهم للشهرة، وأنا لست كذلك لأني أفضّل تقديم برنامج جيد يحبه الجمهور وأكون مقتنعة فيه.

ما هي مشاريعك الجديدة؟

وقعت العقد مع شاشة المستقبل لأكثر من سنة، وأحضر الآن لبرنامج آخر يرضيني ويتناسب مع شخصيتي.

ألا تفكرين في الاستقرار؟

الاستقرار شيء مهم، لكنه ليس هاجساً بالنسبة إلي.. أفضل إقامة علاقة جدية تؤدي إلى الزواج وهذا لم أجده إلى اليوم. علماً أنني مررت بهذه التجربة الجدية منذ مدة قصيرة، ولكنّها لم تكتمل بسبب أمر بسيط وهو مغادرة لبنان، لذلك فضلت البقاء هنا على حساب سعادتي الشخصية.

 

 

 

 

 

المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبها فقط، وموقع المدار بفسح المجال أمام الكاتب لطرح افكاره االتي كتبت بقلمه ويقدم للجميع مساحة حرة للتعبير
الاسم الكامل :
مكان الاقامة :
التعليق :
هام جدا : أدارة الموقع لا تنشر اي تعقيب فيه تجاوز لقانون القذف والتشهير, وتقع المسؤلية على كاتب التعقيب
Copyright © almadar.co.il 2010-2024 | All Rights Reserved © جميع الحقوق محفوظة لموقع المدار الاول في الشمال
سيجما سبيس بناء مواقع انترنت
X أغلق
X أغلق