هل بشرت كأس القارات بالخير لمونديال 2010؟
2009-07-03 13:00:31
وصول الولايات المتحدة إلى نهائي كأس القارات يقترح أنه من غير الحكمة أن تستند التوقعات لنهائيات كأس العالم ببطولة كأس القارات، وهذا ينطبق خارج الملعب كما في داخله. فالبطولة التي شارك فيها ثمانية منتخبات وفازت البرازيل باللقب، جرت مبارياتها في أربعة مدن، وأكثر من 95 في المئة من المشجعين في المدرجات كانوا من جنوب افريقيا.في الصيف المقبل، الأمور ستكون مختلفة مع توقع وصول 500 ألف مشجع أجنبي إلى جنوب افريقيا لمشاهدة 32 مباراة في عشر ملاعب موزعة على نطاق البلد كله. ومع ذلك، فكأس القارات هي بروفة لكأس العالم، الامتحان الصوري لجنوب افريقيا قبل النهائي، فكيف فعلوا؟
    رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم سيب بلاتر وصف تنظيم كأس القارات بأنه "حقق نجاحاً هائلاً". فمن المؤكد أن الحضور كان جيداً بالنسبة إلى المعايير السابقة، إذ بلغ متوسط الحضور أكثر من 38 ألف متفرج للمباراة، وفقاً لداني جوردان رئيس تنظيم مونديال 2010، الذي قال إن هذا "خسوف" بالنسبة إلى البطولات السابقة، إذ أن المعدل في بطولة فرنسا عام 1997 كان 30 ألف متفرج، و37 ألف مشجع في المانيا عام 2005. ولكن كانت هناك مقاعد خالية في كل المباريات، حتى في مباراة النصف النهائي بين فريق "بفانا بفانا" والبرازيل وفي المباراة النهائية، اللتان اقيمتا في استاد ايليس بارك في جوهانسبرج.
   ولهذا أسباب عدة، فكلفة تذكرة الدخول كانت ثلاثة أضعاف مما هي عليه في مباريات الدوري الممتاز في جنوب افريقيا، وكانت بعض المباريات أقل سحراً خصوصاً المباراة بين العراق ونيوزيلندا. وجنوب افريقيا لم تتعود على مشاهدة مباريات كرة القدم في ظلام وبرد الشتاء، فمباريات الدوري الممتاز فيها تقام في الصيف.
ومن غير المحتمل مشاهدة مقاعد خالية في نهائيات كأس العالم التي ستقام في الصيف المقبل في جنوب افريقيا، خصوصاً أن هناك بالفعل أكثر من 500 ألف طلب للحصول على التذاكر، وفقاً لـ"فيفا"، وعلى الأقل 80 في المئة من المتفرجين سيكونون من خارج البلاد.
الأجواء في كأس القارات كانت افريقية خالصة وفريدة. فالضجيج في المباراة النهائية كان لا مثيل له بالنسبة إلى المباريات الأخرى، فقد لمع "فيفيزيلا"، البوق المصنوع من البلاستيك، ليصم الآذان ويردد نغمة في شتى أنحاء الملعب كأنه قطيع ضخم من الأفيال.

بلاتر عبر عن قلقه أزاء ضجيج هذه الأبواق، ولكن جوردان قال: "الحضور لمباريات القارة الافريقية هو مكان صاخب. فالمشجعين يحضرون مع أبواقهم وطبولهم، أما في جنوب افريقيا فيأتي فيفيزيلا". وأضاف: "عندما تمتلئ الملاعب بالمشجعين من البرازيل وانكلترا خلال الصيف المقبل في نهائيات كأس العالم، فإنه سيكون هناك عدد قليل من هذه الأبواق".

يذكر أن مباريات كأس القارات اقيمت في أربعة ملاعب: ايليس بارك في جوهانسبرج وفري ستيت في بلومفونتين وبافوكينغ في روستنبرج وفتوس في بريتوريا وكلها ستستضيف مباريات كأس العالم. وأكد الاتحاد الدولي لكرة القدم للجنة تنظيم مونديال 2010 أنه يتعين عليه القيام بتحسين هذه الملاعب، خصوصاً في مرافق وسائط الإعلام لأنها ما زالت على طرازها القديم.

وفي المقابل، فإن الملاعب الست الأخرى التي بنيت خصيصاً لاستضافة كأس العالم، فهي أبهى من الفن. فالملاعب نيلسون مانديلا في بورت اليزابيث وغرين بوينت في كيب تاون وموسى مهيدا في ديربان بدت رائعة بالفعل. أما الملعب الرائد في نهائيات كأس العالم فسيكون "مدينة كرة القدم" في سويتو، جوهانسبرج، الذي سيتسع لـ94 ألف مشجع وسيستضيف مباراتي الافتتاح والنهائي. ومن المتوقع انهاء الأعمال الانشائية فيه في كانون الأول المقبل وسيسلم إلى "الفيفا" في آذار 2010. ويصر مدير المشروع مايك مودي أنه سيكون فريداً من نوعه والذي تم بناءه على موقع الاستاد القديم (البنك الوطني الأول، أو مدينة كرة القدم) المكان الذي ألقى نيلسون مانديلا أول خطاب له بعد اطلاق سراحه من السجن في عام 1990. وقال مودي: "لا أعرف أي ملعب في العالم الذي يترتب عليه مثل هذا التاريخ. فمن الذي لديه نيسلون مانديلا؟".
وعلى رغم أن ملعب "مدينة كرة القدم" يملك مرآباً يتسع لـ150 ألف سيارة، إلا أن الملاعب الأخرى ليست جاهزة لهذا الاستيعاب والتنقلات. واعترف جوردان بأن هذه الناحية لم تكن جيدة في بطولة كأس القارات. وبدا أن وسائط النقل إلى الملاعب غير موجودة، والمشجعين إما يصلون إلى الملاعب ترجلاً أو يصلونها بسياراتهم أو يستعملون سيارات الأجرة.
نظام "حافلات النقل السريع" الجديد وتوفير حافلات حديثة في ممرات مخصصة لها من المقر افتتاحه في جوهانسبرج قبل نهاية هذا العام، على رغم الاحتجاج الكبير من سائقي سيارات الأجرة. ولكن هناك حاجة ماسة إلى هذه الخدمة.
والآن إلى المسألة الضرورية جداً التي يريد جوردان القضاء عليها – الجريمة
مسألة الأمن عادت إلى الأضواء في بطولة كأس القارات بعد سرقة مقتنيات الوفدين البرازيلي والمصري من الفندق. ويذكر أن مشجعاً لمنتخب جنوب افريقيا للكريكيت كان قد اختطف قبل المباراة الأولى مع منتخب انكلترا وويلز، وفي الوقت نفسه كانت هناك قصة مروعة على الصحفات الأولى للصحف المحلية حول اختطاف ثلاثة اخوة جنوب افريقيين ووضعوا في صندوق لسيارة التي توجهت بهم إلى دوربان، حيث توفي أحدهم اختناقاً.
ويصر جوردان: "نحن جادون إلى درجة كبيرة حول الأمان والسلامة، وقد استثمرت الحكومة 1.3 بليون راند على الأمن قبل افتتاح نهائيات كأس العالم". الأمن في ايليس بارك في نهائي كأس القارات كان ممتازاً، حيث فتشت حقائب الوافدين ثلاث مرات، والشرطة كانت تقف على جانبي الطرق الرئيسية المؤدية إلى الملعب. ومع ذلك، ومهما يقول المنظمون، هناك أماكن خطرة في المدينة، حتى سائقو سيارات الأجرة وموظفو الفنادق ينصحون الزوار بعدم التقرب منها.
وعلى صعيد أكثر ايجابية، أداء "بفانا بفانا" في بطولة كأس القارات خلق نوعاً من حمى كرة القدم قبل نهائيات كأس العالم. ففي بداية البطولة عندما كان البلد المستضيف يكافح في مرحلة المجموعات، المشجعون والنقاد كانوا يطالبون بإقالة المدرب جويل سانتانا وكابتن الفريق وارون موكوينا.
مسيرة منتخب جنوب افريقيا وصلت إلى مرحلة قبل النهائي والأداء الممتاز ضد اسبانيا في مباراة المركز الثالث قد غيّر كل ذلك. جوردان يقول بهذا الصدد: "هذه العروض جذبت أعداداً متزايدة من المشجعين البيض الجنوب افريقيين، فلدينا حوالي 2.1 مليون مشجع لكرة القدم في هذا البلد من البيض، لكن أنديتهم هي مانشستر يونايتد وليفربول وتشلسي، إلا أن في كأس القارات خرجوا لدعم بفانا بفانا".
الحشد في المباراة النهائية كان أكثر اختلاطاً من أي حدث رياضي آخر. وبالتأكيد كان أكثر بكثير من جولة منتخب انكلترا وويلز للكريكيت الصيفية. وجوردان يعترف بأن نجاح منتخب جنوب افريقيا سيكون مهماً لنجاح بطولة كأس العالم المقبلة. وأضاف: "من المهم جداً بالنسبة إلى الدولة المضيفة أن يكون اداؤها جيداً. لدينا فريق من الشباب وهم يزدادون ثقة. إنها مهمة صعبة جداً للنجاح".
إذاً ما هو حكم جوردان النهائي على بطولة كأس القارات؟
أجاب: "نحن سعداء للغاية. علينا أن نعيد النظر في استراتيجية التنقلات وتعزيز ذلك... يجب علينا ألا نحتفل مبكراً، كأس القارات كانت بطولة صغيرة، وهذا الحدث لا يعني تلقائياً بأن تنظيم بطولة كأس العالم سيكون ناجحاً".
 
المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبها فقط، وموقع المدار بفسح المجال أمام الكاتب لطرح افكاره االتي كتبت بقلمه ويقدم للجميع مساحة حرة للتعبير
الاسم الكامل :
مكان الاقامة :
التعليق :
هام جدا : أدارة الموقع لا تنشر اي تعقيب فيه تجاوز لقانون القذف والتشهير, وتقع المسؤلية على كاتب التعقيب
Copyright © almadar.co.il 2010-2024 | All Rights Reserved © جميع الحقوق محفوظة لموقع المدار الاول في الشمال
سيجما سبيس بناء مواقع انترنت
X أغلق
X أغلق