غصّت قاعة المركز الثّقافي في كفرياسيف، مساء الجمعة السّابع من حزيران 2024، بالحضور الّذي توافد على هذه القرية الجليليّة من كلّ القرى والمدن المجاورة وحتّى المثلّث، للمشاركة في تكريم عضو الاتّحاد المربّي الكاتب سهيل عطا الله.
افتتحت الاحتفال عريفة الأمسية عضو أمانة الاتّحاد الشّاعرة فوز فرنسيس مرحّبة بالحضور وشاكرة للجميع تلبية الدّعوة، ومشيدة بجمال هذه اللّقاءات الّتي تجمع أبناء مجتمعنا على المعرفة والأدب، والانتماء والتّقدير، والّتي تؤكّد أنّنا شعب يحبّ الحياة ويستحقّها. ثمّ تحدّثت عن سيرة كاتبنا المحتفى به باختصار، وعن إصداراته الّتي تستحقّ الاهتمام.
كانت أوّل الكلمات لرئيس المجلس المحلّي في كفرياسيف السّيّد عصام شحادة، عبّر فيها عن تقديره الشّخصيّ وتقدير كفرياسيف لكاتبنا سهيل، شاكرًا الاتّحاد على هذه اللّفتة القيّمة، ومعلنًا عن نيّة المجلس إطلاق منتدى ثقافيّ كفرساويّ.
تلت ذلك كلمة الدّكتور النّاقد نبيه القاسم المؤثّرة، تحدّث فيها عن الرّامة بِحاراتِها وعائلاتها وعاداتها الجميلة، وعلاقة الجيرة والصّداقة الّتي ربطت بين عائلاتها وعوائل أهل إقرث بلدة الكاتب الّتي هُجّرت إليها عام ال48، وأشاد بالمحتفى به واستحقاقه التّكريم كرفيق طفولة وكاتب وزميل تدريس في ثانويّة الرّامة الشّاملة وفي الكليّة الأكاديميّة العربيّة للتّربية في حيفا.
وقد فضّل المربّي وشاعر كفرياسيف أحمد الحاجّ أن يتحدّث أيضا عن بداية صداقته وعلاقته بالمحتفى به واستحقاقه هذا التّكريم، ذاكرًا بعض القصص من الزّمن الجميل. تلت كلمته أغنية "بكتب اسمك يا بلادي" حسب طلب المحتفى به، أدّاها بفنيّة عالية الفنّان نبيل عوض.
بعدها كانت البداية للشّاعر عضو أمانة الاتّحاد عناد جابر بكلمة بيت المعلّم في البلدة، الّذي يضمّ تحت لوائه المعلّمين المتقاعدين ومنهم كاتبنا عطا الله، تخلّلها قصيدة يشيد فيها بمناقب المحتفى به.
تلته الابنة لمى حنّا بكلمة العائلة وممّا جاء فيها: "أبي في عينيك يقطن الأمان، وبين أصابعك تعيش الشّهامة وفي خطواتك أسمع إيقاع الحياة المتّزن وصوتك صوت الحكمة والإرشاد."
ثمّ كانت الكلمة المركزيّة؛ كلمة الاتّحاد، الّتي ألقاها الأمين العامّ للاتّحاد الكاتب المحامي سعيد نفّاع، والّتي حملت المعاني من مثل هذا التّكريم الّذي يجيء ضمن سلسلة طويلة من تكريم كتّابنا من الرّوّاد عرفانًا وكجزء من رسالة الاتّحاد الثّقافيّة، ومنوّهًا إلى معاني تنظيم الحركة الثّقافيّة في اتّحاد ووحدتها ودور كاتبنا المكرّم في هذه المسيرة، مستلهمًا من الرسالة المفتوحة الّتي كتبها محمود درويش إلى سميح القاسم سنة 1987، يهنّئه فيها على نجاحه ورفاقه في تأسيس أوّل اتّحاد للكتّاب العرب في البلاد وما يحمل من أهميّة في التّنظيم الجمعيّ في وجه محاولات التّهويد وطمس الهويّة، وكونه إعلانا عن انتصار ثقافة الضّحيّة على ما تعرّضت له من حروب الإلغاء والإبادة، ومشيرًا إلى دور كاتبنا المحتفى به في حمل هذه الرّسالة، حين رأس مؤتمرا لإعادة انطلاق الاتّحاد، والحفاظ على لواء الوحدة بعيدا عن الفئويّة والذّاتيّة.
بعد الكلمات جاءت فقرة التّكريم، قدّم فيها الاتّحاد درع التّكريم لكاتبنا المحتفى به سهيل عطا الله عربون وفاء وتقدير لمسيرته التّربويّة والأدبيّة، ودوره الفاعل في إعادة انطلاق الاتّحاد، وتعزيز مكانته والحفاظ على وحدة الحركة الثّقافيّة. وقدّم درع تقدير أيضا للمجلس المحلّيّ على كلّ عمله الدّؤوب من أجل إنجاح الاحتفال. وبدوره قدّم المجلس المحلّيّ ممثّلا برئيسه درعًا تكريميّا للكاتب.
مسك الختام كانت كلمة الكاتب المفعمة بالعواطف وآيات الشّكر، استهلها بالقول: "إنّ رسالة الاتّحاد الّذي أتفيّأ في ظلاله أوّلا وثانيا وثالثًا تتميّز بالحفاظ على لغتنا لتبقى سيّدة في ديارنا... كتّابنا جنود يعملون على أمن وأمان ضادنا وذلك بإبداعاتهم وزياراتهم للمدارس بهدف صيانة جمال جميلة الجميلات، فاللّغة إذا ضاعت ضاع الوطن وضاع التّاريخ... كلامكم أيّها الأحبّة قلائد لؤلؤ تطوّق جيدي وصدري."
تجدر الإشارة إلى أنّه تخلّل الاحتفال أغنيتان وطنيّتان؛ "لاكتب اسمك يا بلادي" و"الأرض بتتكلّم عربي"، قام بأدائهما الفنّان ابن كفر ياسيف نبيل عوض.