في ظل الظروف المعقدة والمركبة التي يعيشها مجتمعنا، ومن أجل حياة مشتركة، وضمن مبادرة قطرية في المجتمعين العربي واليهودي، بادرت جهات عديدة من جمعيات المجتمع المدني بالتعاون مع ناشطات وناشطين في مختلف المجالات، في إطار العمل المشترك بين العرب واليهود، لمبادرة قطرية تضم المجتمعين اليهودي والعربي، تنادي للعمل المشترك ولحياة مشتركة، وتدعو الى الحوار، واحترام حرية الرأي وتقبل الآخر، دون تمييز او عنصرية، هدفها إقامة حوارٍ مبنيّ على التفاهم والمساواة بعيدًا عن العنصرية.
وأجمع موظفو شركات الهايتك على أهمية العمل المشترك والحياة المشتركة.
وفي حديث مع ميسم جلجولي من تسوفن، قالت: "نعمل في تسوفن كطاقم عربي يهودي، وخلال الحرب بدأنا نعمل على تنمية العلاقات بين الطاقم، ولا نرى في المؤسسة أن هناك تغييرات في العلاقات بين المجتمعين في الطاقم".
وأضافت ان التحدي الكبير هو مسألة الباحثين عن عمل والخريجين، حيث رأينا ان بعض الشركات تغيّر تعاملها بعد الحرب، في موضوع الشخص العربي والشخص اليهودي، وأصبح هناك نوع من الفتور في العلاقة.
وصرّحت كوكب وتد طربيه من مؤسسة تسوفن، أنه من الصعب ان نتوقع ما سيحدث في المستقبل، لكن برأيي فإن مجال الهايتك يتأثر بالعديد من الأمور، وفي فترة الحرب، لم نتقدم، وانما بقينا مكاننا، والشركات تحاول ان تعود للوضع الطبيعي بتجنيد نسبة قليلة من الموظفين، "نحن تأثرنا من الوضع الاقتصادي والقضائي الذي كان في البلاد سابقًا، والآن في الحرب، وكل هذه عوامل على انخفاض التجنيد في الهايتك".
وأكدت "ميراف بوعز" من مؤسسة تسوفن، أنه علينا ان لا نتنازل عن أي مكوّن من مكونات المجتمع الإسرائيلي، علينا ان نتمسك في المشترك، ومسألة اننا جميعًا مختلفون، فليس هذا بسبب أننا يهود مختلطون، انما نحن مختلفون لأننا بشر مختلفون، ولدنا مع امور مختلفة وقدرات مختلفة، ونحن ايضا مختلفون في مكوّنات اخرى، لكن لا يهم فالاختلاف هو جزء من مكونات الحياة، السؤال كيف يمكن ان نسخّر هذا الاختلاف نحو امور مشتركة تجمعنا معًا".
من جهته قال "ارتور بلوخر" من مؤسسة تسوفن، أنه لا يشعر أن العلاقات بين العمّال العرب والعمّال اليهود، قد طرأ عليها أي فرق او اختلاف، بسبب الحرب، مقارنة لما كانت عليه قبل الحرب، بل انها لم تتغير، لأن الطاقم الذي يعمل هو طاقم متماسك، وهذا الطاقم يعمل منذ سنوات، قبل اندلاع الحرب، ولم تؤثر الحرب على العلاقات بين الطرفين، ونحن نعمل على الحفاظ على إبقاء العلاقات جيدة، وجعلها علاقات صداقة حقيقية.
وعلى الرغم من الاختلاف أو تفاوت الآراء نبقى نحن أبناء هذه البلد باختلاف اطيافها وتوجهاتها، لأنه بالنهاية "المشترك ما بنترك".