بروفيسور نعيم شحادة: " سيبدأ تنفيذ هذا المشروع، وهو الأكبر في تاريخ البلاد،  في خمس بلدات: الناصرة، شفاعمرو، سخنين، نوف هجليل وصفد.  بشرى سارة للجليل والمجتمع العربي للحد من انتشار وباء السكري" 
 

أطلق مساء أمس الثلاثاء،  في المركز الثقافي في مدينة صفد، مشروع "سفيرا" السكري في الجليل وهو أكبر مشروع في تاريخ البلاد لعلاج مرض السكري بكل تأثيراته وإسقاطاته، وباستثمار يبلغ 75 مليون دولار.  وذلك بحضور وزير الصحة نيتسان هوروبيتس، مديرة لجنة الصحة في الكنيسيت عضو الكنيسيت عيديت سيلمان، مدير المشروع بروفيسور نعيم شحادة، ممثلين عن الصناديق الداعمة للمشروع وعن جامعة بار ايلان، ممثلين عن صناديق المرضى ورؤساء البلديات والجمعيات الاهلية والمهتمين بالشؤون الصحية. 

"سفيرا"-   مشروع السكري في الجليل على اسم راسل بيري، والذي تقوده كلية الطب على اسم عزريئيلي في جامعة بار إيلان في صفد، هو مشروع شمولي، يدمج ويربط بين البحث العلمي وعلاج مرض السكري  والمجتمع والميدان، ويهدف الى تقليص معدلات الموت والاصابة المرتفعة في الجليل بمرض السكري ومضاعفاته ومنعها والوقاية منها.  ينطلق المشروع بفضل التبرع السخيّ بمبلغ 20 مليون دولار قدمه صندوق راسل بيري. 

يعالج المشروع، الذي يمتد على مدار عشر سنوات،  التحديات والعوامل متعددة المجالات، التي تؤثر على معدّلات الإصابة بمرض السكري وموازنته. كذلك بناء شراكات مع السلطات المحلية، صناديق المرضى والمراكز الطبية في الجليل، المكاتب الحكومية، مؤسسات المجتمع المدني، والمنظمات الاهلية من أجل تحقيق الأهداف المنشودة. وعلى سبيل المثال سيتم العمل مع السلطات المحلية لخلق بنية تحتية متطورة تعزّز نمط الحياة الصحي، مثل مسارات المشي، ودوريات الفحص السريع للسكري  بالإضافة الى بحث اكاديمي ومسح ميداني شامل يمّكن تطبيق التكنولوجيات الطبيّة المستقبلية والمتطورة على أرض الواقع.   

يرمز الاسم "سفيرا"، بشكله الهندسي، للشمولية. حيث تدعم قواعد الشراكة والتناغم والشمولية الموجودة في أساس  ال "السفيرا"، إمكانية الربط المميزة بين البحث العلمي والعلاج، كذلك ابتكار نماذج جديدة لعلاج ومتابعة وبحث الأمراض المزمنة في مناطق الضواحي الجغرافية والاجتماعية.  كما وسيدير المشروع  " البروفيسور كارل سكورتسكي، عميد كلية الطب في جامعة بار إيلان، ود. سيفان شبيتسر المختصة بصحّة الجمهور وتقليص الفجوات الصحية.  وبروفيسور نعيم شحادة رئيس المجلس العلمي للمشروع ومديره في المجتمع العربي. 

عن ذلك قال بروفيسور نعيم شحادة، رئيس المجلس العلمي للمشروع  ورئيس االجمعية الإسرائيلية للسكري (إيال)  "أعتبر هذا المشروع بشرى سارة لمنطقة الشمال والجليل والمجتمع العربي الذي يشكل غالبية سكانه، سيبدأ تنفيذ هذا المشروع في خمس بلدات وهي: الناصرة، شفاعمرو، سخنين، نوف هجليل وصفد. حيث نستخدم  فيه  كل الأدوات المتاحة من أجل تقليص عدد من ينتقلون  من مرحلة "ما قبل السكري" الى  مرضى سكري لاحقا  بنسبة خمسين بالمئة. حيث تظهر الاحصائيات والتوقعات بوصول عدد مرضى السكري في البلاد بحلول عام 2040 الى مليون مريض. كذلك، فإننا ننوي أن نقلّص بصورة كبيرة من عدد المرضى غير المتوازنين، من خلال توفير العلاج المناسب والإرشادات المطلوبة ودعم المرضى لتبنّي واتباع نمط حياة صحي.  يقلل تحقيق هذه الأهداف  بشكل  ملموس، من مخاطر الإصابة بمضاعفات مرض السكري الخطيرة والتي يعاني منها المجتمع العربي بشكل خاص. حيث يعتبر سكان الجليل أكثر عرضة  لمخاطر الإصابة بمرض السكري والمعاناة من مضاعفاته مقارنة بمناطق البلاد الاخرى" 

وقد قال البروفيسور آريي سبان، رئيس جامعة بار إيلان: "تم إنشاء كلية الطب على اسم عزريئيلي من أجل تغيير وجه الضواحي الشمالية في إسرائيل - النهوض بصحة الجمهور وبالخدمات الطبية، وإتاحة الدراسة العلمية للتلاميذ والتلميذات وتعزيز المجتمع. سيكون مشروع "سفيرا"  السكري أول نموذج من نوعه في العالم لدراسة الأمراض المزمنة في الضواحي الجغرافية والاجتماعية، ولإنشاء شراكات متعددة المجالات ومتعددة الأوساط، وخلق فرص جديدة تعود بالفائدة على منطقة الشمال والجليل.  نتوقع أن يتم تعميم هذا النموذج على مجالات أخرى وأن يتم استخدامه كأداة ناجعة لتحقيق المزيد من الأهداف على المستوى القطري".

وقال بروفيسور كارل سكورتسكي عميد كلية الطب على اسم عزريئيلي الذي بادر لمشروع "سفيرا"  السكري في الجليل: " يؤثر غياب المساواة   سلبيا على مواجهة الأمراض المزمنة، وقد تعلّمنا خلال فترة الكورونا أن هنالك تأثيرا إيجابيا للنماذج والابتكارات الطبية الجديدة في مواجهة انتشار الكورونا بالرغم من غياب المساواة في الشمال والجليل. بعد أن فحصنا وضع السكري في الجليل بعمق، فإننا نؤمن أن لهذا المشروع الضخم تأثير جوهري على معدلات انتشار مرض السكري وموازنته  في المنطقة".