د. لؤي سعيد: "رقدنا عالكورونا ونسينا باقي الأمراض"
25/02/2021 - 09:30:59 am

"رقدنا عالكورونا ونسينا باقي الأمراض"

لي الفخر أن أكون جزءا من أبحاث واعدة لمعالجة مناعية (إيمونوثيرابيا) ضد عدة أنواع من السرطان، في الشركة العالمية التي أعمل بها.

في الآونة الأخيرة قامت الضجّة على الوسائل الإجتماعية حول الكورونا والتطعيمات، والخوف من المؤامرات، وبعض الإدعاءات العامة حول الموضوع وأيضامن قبل ناس ليس اختصاصها هذا المجال، وردود فعل وتخوفات من الناس التي تقرأ وتتّبع كل خبر وستاتوس وكومنت من أناس قياديين في المجتمع.

لقد نسينا أن معظم حالات الوفيات في بلادنا ما زالت بسبب السرطان. وقد فقدنا خيرة من شبابنا وشاباتنا، وحتى من بلدي، من هذا المرض اللعين!

تقوم الشركة التي أعمل بها كباحث بعدة أبحاث مناعية لمعالجة عدة أنواع من السرطانات، وجدا متحمس لهذه السنة التي سوف ندخل بها إلى تجارب إكلينيكية في المرحلة الأولى في عدة مستشفيات في بلادنا والخارج.

هل هم فئران تجارب؟

كلا، فئران التجارب هي مرحلة تسبق ذلك وتسمى المرحلة البري-كلينيكية لنثبت فعالية العلاج وفحص قدراته.

بعد ذلك، تقام الأبحاث الكلينيكية في المرحلة الأولى بفحص فعالية العلاج على الانسان المتطوع لفحص أمانة العلاج لحتى مائة شخص. في تلك المرحلة تعبر حوالي 70% من الأدوية/العلاجات بحسب الFDA.

في المرحلة الثانية تؤخذ الجرعة الآمنة التي تم التحقيق منها في المرحلة الأولى، وتعطى لمئات من المرضى لفحص فعالية العلاج على تخفيف وحتى القضاء على الخلايا السرطانية. المعلومات التي تجمع في هذه المرحلة تساعد الباحثين على تحضير الوسائل اللازمة للتقدم للمرحلة الثالثة. بحسب الFDA فقط 33% من المتقدمّين يعبرون هذه المرحلة. وأما المرحلة الثالثة فتضم حوالي 3,000 شخص من المرضى. بدون معرفتهم، جزء منهم يتلقون العلاج الجديد وجزء آخر يتلقون دواء معروف لفعاليته وموجود في السوق (بلاسيبو) لأجل المقارنة بينهم والتأكد من فعاليته الفيزيولوجية وليست النفسية، مثل غالب حالاتنا لما منوخد أكمول وبعد عدة ثواني دغري بيروح وجع الراس بسبب الطمأنينة النفسية.

فقط 30% ممن عبروا المرحلة التي تسبقها يعبرون هذه المرحلة الثالثة.

عادة، في ظروف ليست كورونية، تستمر الأبحاث في المرحلة الثالثة عدة سنين وتعطي المجال للباحثين باكتشاف العوامل الجانبية للعلاج، اذا كانت موجودة! ويقومون بتعديل التركيبة لأجل تخفيف تلك العوامل بقدر الإمكان، أو تفقد مؤهلاتها.

في ظل ظروفنا تلقى عشرات الملايين والآن حتى مائة وخمسين مليون من الناس في بلادنا ومئات الملايين حول العالم التطعيم لفيروس الكورونا بفترة جدا قليلة، ولم نسمع عن حالات وفاة أو حالات قصوى من العوامل الجانبية، غير شلل نصفي لمدة يوم أو يومين لبعض من يعانوا من الحساسية وثم يعبر. بينما هنالك آلاف الوفيات في بلادنا بسبب إصابتهم من فيروس الكورونا، غالبيتهم الكبار في السن.

في ظل حالات الطوارئ تم الموافقة على تطعيمات شركة فايزر وغيرها من قبل الFDA لهذه الفترة الصعبة وتبينت فعاليته الرائعة ضمن الاشخاص المتطعّمين!

هل له تأثير على الخصوبة للأمد البعيد؟

هذا سؤال لن يقدر أحد على الإجابة عليه إلا الوقت، لكن تقوم حاليا أبحاث في شركة فايزر لفحص تأثير التطعيمات بين ٤٠٠٠ من النساء الحوامل. (والتوصية بإستشارة الطبيب)

هل فعالية التطعيم لها تأثير على الفيروس المتحول (variant) الذي اكتشف في بلاد أخرى؟

نعم، المناعة المتخصصة التي تطورت عقب التطعيم في أجسامنا لها القدرة الجزئية (cross-reactivity) أن تتعرف على أجزاء الفيروس الدخيلة في أجسامنا بحسب نسبة التشابه (الهومولوجيا) بين الفيروس الأصلي وبدائل الكورونا المتحولة، فهي تقدر على التعرف على البدائل المختلفة وأيضا تتطور المناعة الخاصة من جديد لمحاربة البديل الجديد الذي نصاب به.

هل المتطعّم ما زال بإمكانه نقل العدوى؟ وما الفائدة من التطعيم إذًا؟

نعم المتطعّم المصاب ما زال بإمكانه نقل العدوى لذلك يسمى 'حامل' وليس مريض، لكن نسبة العدوى من قبله هي أقل بأضعاف كثيرة من المريض، لإن جسمه يحارب الخلايا المصابة بسرعة وتكون نسبة انتشاره في خلايا جسمه أقل بكثير وشبه مستحيلة، لذلك تكون عدد جزيئات الفيروس في لعابه أو نفسه أقل بأضعاف من الشخص المريض، مما يضعف بكثير إمكانية نقل العدوى أيضا. ولكن رغم ذلك ما زالت التوصيات بوضع الكمامة لوقف أي إمكانية صغيرة لنقل العدوى.

أعرف عائلات من أقاربي وأصدقاء ذاقوا المرّ من فيروس الكورونا، وتمنّوا لو كان بإمكانهم أخد التطعيم قبل ذلك.

وهنالك من يؤمن أن يوجد مؤامرات من وراء التطعيم لتسييرنا عالماعز. وهناك أيضا متخبّطون يقرؤون كلما ما يدور عالسوشال ميديا ويتخوفون وفاقدي الثقة.

المتأكد منه حتى الآن أن التطعيم آمن لدى معظم الفئات.

ولا أخاف شرا لإن الله معي، لذلك اتخذت خطوة التطعيم واتكلت على الله. أنا أومن أن الله أعطانا العقل لنتعلم وندرس ونبحث وننتج علاجات وأدوية. مثل الأكمول، ومثل الاوبتالجين، وغيرهم..

باختصار، لا أحد يجبرك، أنت تقرّر بنفسك أن تأخذ التطعيم أم لا. هي مسؤوليتك وحدك 🙏🏻

تحياتي،

د. لؤي سعيد



المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبها فقط، وموقع المدار بفسح المجال أمام الكاتب لطرح افكاره االتي كتبت بقلمه ويقدم للجميع مساحة حرة للتعبير
الاسم الكامل :
مكان الاقامة :
التعليق :
هام جدا : أدارة الموقع لا تنشر اي تعقيب فيه تجاوز لقانون القذف والتشهير, وتقع المسؤلية على كاتب التعقيب
Copyright © almadar.co.il 2010-2024 | All Rights Reserved © جميع الحقوق محفوظة لموقع المدار الاول في الشمال
سيجما سبيس بناء مواقع انترنت
X أغلق
X أغلق