قام عضو الكنيست عن الجبهة د. حنا سويد، أمس الجمعة، بزيارة ميدانية إلى أراضي يركا التي تحاول السلطة الاستيلاء عليها، وقد رافق النائب سويد في جولته كل من الشيخ محمد رمال والرفاق د. عبدالله أبو معروف ود. عارف سلامة وماضي شلة وفريد خطار، واستقبلهم العديد من المواطنين الذين كانوا يقومون بحقهم الطبيعي في صيانة أرضهم، إذ أنهم قاموا بوضع السياج وزرعها بأشجار الزيتون ، وبدت الأراضي كورشة عمل كبيرة تطلق صرخة التحدي من أبناء يركا إلى كل من يطمع في الاستيلاء على أرضهم وعلى رأسهم مديرية أراضي إسرائيل (المنهال)، الذين يختلقون المشاكل ويحاولون استصدار أوامر منع دخول لأفراد عائلة غبيش الذين يملكون في المنطقة أكثر من 470 دونم ارض، ولكن عزم وإصرار ووحدة الأهالي يضمنان بقاء هذه الأوامر حبرا على ورق في كل مرة يستصدروها.
وقد قام كل من الشيخ حسين سلمان والسيد ماجد غبيش بشرح واف للنائب سويد عن تاريخ القضية ومحطاتها العديدة منذ أكثر من ستين عام ، أي منذ قيام دولة إسرائيل، لان الحكومة حاولت مصادرة الأرض بشتى الوسائل وبعدة مراحل إلا أن يقظة الأهالي وتجذرهم في أرضهم أديا إلى عدم حسم المعركة لصالح الدولة، التي من جهتها لم توفر وسيلة إلا واستعملتها لكي يتنازل أصحاب الأرض عنها، بدءا بالمحاكم ومن ثم عرض الصفقات ومحاولة إدخال السماسرة ، إلا أن أصحاب الأرض كانوا يقضين لسياسة الدولة ومكارتها وعنصريتها في كل ما يتعلق بقضايا الأرض.
النائب د. حنا سويد لمس مدى إصرار الأهل وقال " إن زيارة التضامن هدفها شحن الأهل بالمعنويات والحماس، إلا أن أهالي يركا يعون أن كونهم على حق، يضمن عدم ضياعه لأنهم يطالبون به في كل مكان وزمان، ولذا فمعنوياتهم عالية وحماسهم شديد وهمتهم مرتفعة.
وشدد سويد على أهمية صيانة الأرض وزراعتها ، لان هذا يثبت صلة صاحب الأرض بأرضه ويبرهن لمن يدعي أنهم ليسوا مليكي الأرض ، أن صلة المواطن العربي صاحب الأرض بالأرض تنتقل جيلا بعد جيل، وان من كان يعتقد أن أجيال ما بعد النكبة ستتخلى عن أرضها مدعوا ليركا ولبقية قرانا ومدننا العربية ليرى أننا شعب متمسك بأرضه ولا يمكن أن يفرط بها.
وفي نهاية الجولة، غادر النائب سويد والوفد المرافق الأراضي بعد أن اتفقوا على مواصلة التنسيق والعمل للتصدي لأي محاولة لمصادرة الأراضي.