عقدت  ندوة بعنوان "المساواة: إرث ديني عريق" بمشاركة كل من المطران عطا الله حنا والدكتور حسين الوليد، والبروفيسور فاضل منصور، وتولى عرافة الندوة الدكتور خالد فوراني.

 وجاءت هذه الندوة كافتتاحية سلسلة من الندوات الشهرية يطلقها مركز مساواة، وتهدف إلى تعميق إدراكنا لمفهوم المساواة في أزمنة وأماكن وخطابات مغايرة، لا بل متناقضة. بحثت الندوة الاولى قيمة المساواة كفضيلة في التعاليم المسحية والإسلامية والتوحيدية (الدرزية).

وتطرق د. حسين الوليد المحاضر في كلية الدعوة والعلوم في ام الفحم وكلية غرناطة في كفر كنا الى اربعة جوانب للمساواة في الشريعة الاسلامية وهي المساواة في الخطاب التشريعي اي المساواة في التكاليف الدينية على كافة الناس، والمساواة بين المسلمين وأهل الذمة، والمساواة في الانتفاع من بيت مال المسلمين أي أنّ العاجز من المسلمين يحق له من بيت المال كما يحق للعاجز من أهل الذمة وهذا ما يوازي للتأمين في أيامنا، والمساواة أمام القضاء فلا يوجد في الاسلام فرد لا تطاله يد القضاء. وأضاف: "الاسلام يقول ان الناس في الاصل من مصدر (اصل) واحد. ولا فرق بينهم. الناس في القيمة الانسانية متساوون. كل الناس بني آدم وآدم خلق من تراب".

أما الشيخ البروفيسور فاضل منصور فتحدث عن ثورة النبي شعيب التي اتصفت بالنزاهة وفرضت المساواة من جوانب عدة ومنها منح المرأة حق الطلاق، ومنع تعدد الزوجات، وفرض حرية الوصية (يمكن للانسان أن يوصي بأملاكه لابنته او لابنه حسب اختياره) وتحريم أخذ مال أو أملاك اللاجئين. وأضاف: "العدل والمساواة هما الجوهر والاساس في كل شيء.  الله يعطي الانسان الفرص حتى يجسد نفسه. لذلك فإنّ الانسان يقرر مصيره حسب أعماله. خلق الله خلق كل الناس متساوين، مع ان الناس من جنسيات مختلفة، لكنهم كلهم متساوون جميعا".

أما المطران عطا الله حنا فقال: "الديانات تقرب بين الناس وتوحد بينهم"، وأضاف: "اننا مدعوون لأن نحافظ على علاقة قوية فيما بيننا لأن ما يوحدنا هو ايماننا بالإله الواحد وما يوحدنا هو انتماؤنا للأرض الواحدة وللأمة الواحدة وللشعب الواحد وللثقافة الواحدة". وتطرق المطران عطا الله حنا، بالإضافة إلى ما تقدّم الى ثلاثة اسباب لعدم وجود المساواة في حياتنا وهي جهل الاخر وتشويه صورة الاخر والخوف من الاخر.