رئيس الوزراء الفلسطيني يقدم العزاء لأسرة القاسم: المهم ان نسير على درب راحلنا سميح القاسم
2014-08-23 21:30:42

قدم رئيس الوزراء د. رامي الحمد الله، اليوم السبت، واجب العزاء بالشاعر الكبير سميح القاسم، وقد كان في استقباله ابناء الفقيد الراحل والاشقاء والعائلة الكريمة ووجهاء القرية والطائفة على رأسهم الرئيس الروحي للطائفة الدرزية الشيخ موفق طريف ، عدد من اعضاء الكنيست . وقد القى رئيس الوزراء رامي الحمد الله كلمة خلال العزاء أكد فيها إن الحكومة ستحافظ على إرث شاعر المقاومة الراحل سميح القاسم من خلال المحافل الثقافية الفلسطينية والعربية، والمناهج التعليمية.

كلمة دولة رئيس الوزراء رامي الحمد الله في تأبين الشاعر سميح القاسم _ في مدينة الرامة
السادة آل القاسم الكرام - السيدة الفاضلة ام محمد شريكة حياة الشاعرالكبير، وأنجاله السادة الحضور .

بقلوب مؤمنة بقضاء الله وقدره ،نودع اليوم الشاعر الكبير، والوطني الصادق، وأحد رجالات فلسطين الأبرارسميح القاسم، وأتقدم من عائلته وأهله وذويه باسم سيادة رئيس دولة فلسطين الأخ أبو مازن،وباسمي ونيابة عن الحكومة الفلسطينية، وابناء شعبنا في الوطن والشتات،بأحر التعازي والمواساة ، وأوجه تعزية خاصة لأهالي مدينة الرامة من مسلمين ومسيحيين ومن ابناء الطائفة الدرزية الكريمة، الذين عاشوا على هذه الأرض الطيبة كما عاش عليها آباؤهم وأجدادهم متحدين ومتآخين بهذا التنوع الديني والاجتماعي والثقافي الخلاّق ، يمثلون هذه الوحدة المتينة في المجتمع الفلسطيني في اماكن تواجده كافة.

أحيي مدينة الرامة التي يحتضن ترابها جثمان شاعرنا الكبير الذي يؤكد لنا في مماته كما أكد لنا في حياته بطولة الانتماء ، وبطولة العشق الأبدي للأرض وهويتها وحقوق شعبها في البقاء،فهو باق في الرامة ،معبرا عن بلاغة قصيدته التي اصبحت شعارا وأيقونة : إنّا هنا باقون ، باقون كالجدار، كقطع الزجاج، كالصبّار، نجوع ، نعرى، نتحدى، ننشد الأشعار، ونأكل التراب إن جعنا ولا نرحل، إنّا هنا باقون.

الأخوات والأخوة
سميح القاسم كمحمود درويش ، كل منهما أعظم شاعر لأعظم قضية، كل منهما أعظم شاعر لأعدل قضية،كل منهما سار في درب الحرية التي سار عليها أجيال من الشعراء والأدباء والمبدعين ، كرّسوا على امتداد تاريخ صراعنا من اجل الحرية والاستقلال مفهوم الوطنية الفلسطينية، وتجليّات الهوية الفلسطينية بأبعادها القومية والأنسانية، ومجّدوا البطولة والتضحية، والتشبث بتراب الوطن،وكتبوا قصائد الشوق والحنين،ووضعوا فلسطين وردة في سفر الخلود، وتحوّل شعر سميح ورفاقه الى أناشيد وأدب مقاومة، وقصائد يحفظها الكبار، ويكبر على محبتها الصغار.

سميح القاسم من أعظم الشعراء لأعظم وأعدل قضية، قضية فلسطين، قرن القول بالعمل، وربط الإبداع بالممارسة، فهو المناضل من اجل الحقوق الوطنبة،والمناضل من أجل السلام والمساواة،والمناضل من اجل حقوق شعبه ، حق تقرير المصير، وحق العودة، وحق إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس، كان سميح شاعرا ومناضلا، كان راية في الريح، كان رمزا وطنيا وثقافيا من رموز فلسطين، وصار شعره ونثره جزءا من أدبيات كفاح شعب فلسطين،ووصل صوته الى عمق الروح والوجدان، والى عمق الرأي العام والضمير الإنساني، والى صدارة الأخلاقيات العالمية.

الأخوات والأخوة
يرحل سميح القاسم لكن إبداعه لم يرحل،وسيرته ومسيرته وحياته الحافلة بالكفاح والنضال والتحدي لم ترحل،فأدبه خالد كما ادب ابراهيم طوقان وعبد الرحيم محمود، وعبد الكريم الكرمي، ومحمود درويش،وغسان كنفاني، وتوفيق زيّاد، وراشد حسين وسالم جبران، ومعين بسيسو، وهارون هاشم رشيد، وعشرات المبدعين.. أدبهم خالد، وثقافتهم كانت وما زالت في قلب مشروعنا الوطني،تضيء لنا الدرب،ونستلهم منها القوة والعزيمة، ونأخذ منها قيم البطولة والتضحية، ونقتبس من حروفها مظاهر السيادة، ثقافتهم بالنسبة لنا مثل العلم والنشيد وبطاقة الهوية، فلا قضية وطنية بدون آداب وفنون تعبّر عن جوانبها الحضارية،وقيمها الإنسانية،وفضائها الواسع.
واليوم ونحن في حضرة شاعرنا الكبير سميح القاسم ، نقول له: نم قرير العين في ثرى بلدك الطاهر،فإنّا باقون على العهد، إنّا باقون على العهد.. لك المجد والخلود، ولشعبك الصمود والمضي قدما في كفاحه العادل من أجل الحرية والاستقلال.. انت باق في الرامة، وانت باق في قلوب ابناء شعبك. باق في ربيع ورود وزهور فلسطين، باق لتحرس حدائق الأفكار، باق لتحرس بساتين الأحلام،لروحك السلام، ومع الأنبياء والصديقين والشهداء ، وحسن أولئك رفيقا. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

هذا والقى وطن محمد نجل الراحل سميح القاسم كلمة رحب فيها بالوفد القادم من الضفة الغربية برئاسة الدكتور رامي الحمد الله والوفد المرافق له وجميع الوفود المعزية والتي وصلت من كل حدب وصوب، وشكر كل من فتح بيوت العزاء في بيروت ودمشق والقاهرة وتونس وفي غزة وطولكرم والقدس ونابلس، مؤكدا أن المهم ان نسير على درب راحلنا سميح القاسم والذي كان يحمل قلبا مفعما بمحبة الناس وكان يتعامل مع الكبير والصغير بكل محبة وبساطة وفتح قلبه للجميع وحرص على محبة الجميع له، وقد كان اخا وابا وصديقا لكل من عرفه. اما الدكتور نبيه القاسم ابن عم الراحل سميح القاسم فقد شكر جميع من زار بيت العزاء وكل من بعث برسالة تعزية للعائلة الكريمة وان العائلة تشكر الجميع على هذه المحبة التي يبادلونها مع العائلة ، فإن سميح القاسم هو فقيد الجماهير وكان القاسم بيننا كان يعني البقاء الاشعاع الثوري والامل في تحقيق جميع آمال ابناء شعبنا".

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبها فقط، وموقع المدار بفسح المجال أمام الكاتب لطرح افكاره االتي كتبت بقلمه ويقدم للجميع مساحة حرة للتعبير
الاسم الكامل :
مكان الاقامة :
التعليق :
هام جدا : أدارة الموقع لا تنشر اي تعقيب فيه تجاوز لقانون القذف والتشهير, وتقع المسؤلية على كاتب التعقيب
Copyright © almadar.co.il 2010-2024 | All Rights Reserved © جميع الحقوق محفوظة لموقع المدار الاول في الشمال
سيجما سبيس بناء مواقع انترنت
X أغلق
X أغلق