الشماس  المهندس جريس منصور  مدير مدرسة البطريركية اللاتينية في الرامة ونائب المدير العام لمكتب المدارس الكاثوليكية في اسرائيل .
بمناسبة حلول شهر رمضان المبارك  شهر الرحمة ، شهر الغفران ، شهر التوبة، شهر الانسانية ، شهر التقرب من الله، ننتهز هذه اللحظات الايمانية لنرفع أسمى آيات التهاني والتبريكات لجميع اخوتنا المسلمين أينما كانوا في هذا العالم ونقول لهم أعاده الله علينا وعليكم  باليمن والخير والبركات  سائلين الله جل في علاه  أن يعيده على الجميع بالصحة والعافية والسلام والايمان والخير . ولا انسى هنا معاناة الشعوب  التي ادعت انها تحررت بالربيع العربي إن كان اخوتنا في سوريا أو في العراق ومصر وليبيا وتونس ومعاناة شعبنا الفلسطيني.
 آمل أن تلقى الجهودُ المبذولة بسخاءٍ خلال هذا الشهر جميعَ ثمارها الروحية المرجوّة. وأن يكون هنالك وعي بالنسبة للبُعد الروحي للشخص البشري. إنّه أمرٌ يعتبرُهُ المسيحيون والمسلمون ذو أهميّة قصوى، وذلك أمام تحدّيات النزعة المادية والعولمة. علاقة كلّ إنسان مع السموّ ليست أمرًا صنعه التاريخ، بل إنها من صلب الطبيعة البشرية. فنحنُ لا نؤمنُ بالصدفة، بل مقتنعون - وقد اختبرنا ذلك - أن الله يقودنا في مسيرتنا!
إنّ المسيحيين والمسلمين، بغضّ النظر عن اختلافاتهم، يعترفون بكرامة الشخص البشري المتمثلة بالحقوق والواجبات. فهم يعتقدون أن العبقرية والحرية كلاهما هبات عليها تشجيع المؤمنين على الاعتراف بهذه القيم التي نتقاسمها لأنّها مؤسسة على ذات الطبيعة البشرية.
فواجبنا نقلُ هذه القيم الإنسانية والأخلاقية للأجيال الشابّة موضوع اهتمامٍ مشترك. وتقعُ علينا مسؤولية جعل هذه الأجيال تكتشف أن هناك الخير والشرّ، وأن الضمير لابدّ أن يُحترم، وأن تعزيز البُعد الروحي يجعلها أكثر مسؤولية وثباتًا واستعدادًا للخير العام.
كثيرًا ما يصبحُ المسيحيون والمسلمون شهودًا على انتهاك ما هو مقدّس، وانعدام الثقة في أولئك الذين يعترفون بإيمانهم. لا نستطيعُ سوى إدانة جميع صيغ التعصّب والتخويف والأحكام المسبقة والجدالات، بالإضافة إلى أعمال التمييز التي يتعرّض لها أحيانًا المؤمنون في الحياة الاجتماعية والسياسية، كما أيضًا في وسائل الإعلام.
نحن جميعنا خلائق الله عزّ وجلّ ، نحن شعب واحد وأمّة واحدة.
إن شهر رمضان فرصة كبيرة للتآخي والتسامح والمحبة  نرفع صلاتنا لآجلكم، أن يحفظكم ويرعاكم وينير دربكم الله القدير القدوس.