قدم وفدان كبيران عن الطائفتين الإسلامية والمعروفية في شفاعمرو، الأربعاء، التهاني لأبناء الطائفة المسيحية في المدينة لمناسبة عيد الميلاد المجيد ورأس السنة الجديدة إذ التقى أبناء الطوائف الثلاث في أجواء من الألفة والاحتفال في "بيت السيدة العذراء".
 وترأس الوفد الكبير للطائفة الإسلامية رئيس البلدية ناهض خازم وضمّ رئيس الجبهة الديمقراطية للسلام والمساواة النائب محمد بركة وإمام المسجد القديم الشيخ عبد المجيد ابو الهيجا وأكثر من مئة من الشخصيات الاعتبارية من مختلف العائلات، بينهم أعضاء بلدية في الحاضر والماضي، ولفيف من وجهاء الطائفة. وترأس الشيخ يوسف احمد ابو عبيد إمام الطائفة الدرزية وفد الطائفة الدرزية الذي ضم عدداً كبيراً من المشايخ ونائب رئيس البلدية كمال شاهين وعضويها فرج خنيفس واجود زين وشخصيات مجتمعية. وكان في استقبال الوفدين كهنة الرعايا وأعضاء المجلس الرعوي وأعضاء بلدية ووجهاء الطائفة المسيحية وشخصيات عامة أخرى.
وافتتح حفل الاستقبال الأب أندراوس بحوث مرحباً بالجميع متمنياً أن تدوم المحبة والألفة بين أبناء المدينة، وقال: "المجد لله في العلى الذي أعطانا نعمة الاجتماع بأخوة لنا في هذا النهار السعيد المبارك، وعلى الأرض السلام الذي نتوق ونتضرع للخالق أن يعم على بلادنا الحبيبة التعِبة من الحروب والمظاهر السلبية، وفي الناس المسرة التي نتمناها لجميعكم في هذا العيد المبارك". وأضاف أن القرآن الكريم حوّط السيدة مريم العذراء بالاحترام الفائق. وتابع يقول إن الأنبياء جميعهم صوت صارخ في الضمير أنْ "عودوا وتوبوا إلى الله"، هذه رسالة الكتاب المقدس، مؤكداً ان "قلب هذا البلد الطيب هو ما نراه في هذا النهار المبارك".
 وهنأ الشيخ عبد المجيد ابو الهيجا المحتفلين بعيد الميلاد وتناول ما جاء في القرآن الكريم عن السيدة العذراء وبشارة عيسى بالنبي العربي. وأضاف ان الاحتفال بأي نبي هو احتفال برسالة سماوية، متمنياً أن تسود هذه الرسالة على العالم أجمع. وقال: "لعيسى عليه السلام وأمه مريم الصديقة البتول المكانة الكبيرة في قلب كل مسلم..وحبنا لعيسى هي كمحبتنا لمحمد صلى الله عليه وسلم، وكمحبتنا لموسى ولجميع الأنبياء والمرسَلين". وختم: "علينا جميعاً أن نؤمن بهؤلاء الأنبياء والمرسلين وأن نقرّ برسالتهم وأن نسير على خطاهم، خطى المحبة والمودة والعبادة".
وقدم الشيخ يوسف ابو عبيد تهنئة الطائفة الدرزية وقال: "جئنا لنعايد بعيد ميلاد السيد المسيح عليه السلام، في هذه المدينة الطيبة التي تعتبر النموذج الحي للعيش المشترك ووحدة حال أهلها". وتابع ان العيد ليس بالملابس والمفرقعات إنما بمراجعة النفس والضمير وبالايمان والصلوات وعمل الخير، وبالمحبة والتآخي.
وقدم الشيخ موفق شاهين من الناصرة، الذي حضر مع وفد الطائفة الإسلامية، تهنئة للمحتفلين بالعيد مشيداً بوحدة أهالي شفاعمرو كما تتجلى في مثل هذه المناسبات. وقال: "كأقلية في هذه البلاد يجب أن تجمعنا وحدتنا ومحبتنا وتعاوننا وارتباط كل من بالآخر لنعزز تجذّرنا في هذه الأرض".
 وقدم النائب محمد بركة تهنئة مقتضبة فقال: "أشعر بفخر واعتزاز بهذا المشهد الدوري الذي تشهده بلدنا من عيد إلى عيد، حيث يجتمع الجميع تحت مظلة شفاعمرو الواحدة والموحدة". وأشار إلى أن الميلاد كما البشارة ثم القيامة هي ثلاث محطات مرتبطة ارتباطاً وثيقاً بتضاريس بلادنا، بالناصرة وبيت لحم والقدس، "وهذا يعني أنه عندما نحتفل بهذه المناسبة على هذه الأرض فنحن أبناء الشعب الفلسطيني أوْلى من سائر البشر للاحتفال بهذه المناسبة الجامعة لأبناء مجتمعنا الواحد".
ثم كانت الكلمة الختامية لرئيس بلدية شفاعمرو ناهض خازم فهنأ المحتفلين بالميلاد المجيد وقال: "رنمت الملائكة قبل أكثر من ألفي عام بميلاد السيد المسيح، المجد لله في العلا وعلى الأرض السلام وفي الناس المسرة. وأضاف: "للميلاد قيَم جمة ومعانٍ كثيرة تصبُ كلُها في قيم التسامح والفرح والمحبة والرجاء والوعد بالسلام. والميلاد دعوةٌ لتجديد فعلِ الرجاء بغلَبة الحق والخير. ورسالةُ الميلاد نحياها بالوحدة والتعاضد والسِلم بين أبناء المجتمع الواحد على كلِ أطيافِه.
وتابع يقول إن السلام هو لمن يتناغم ويتماهى مع الله وتعاليمه، ولمن يتناغم مع ذاته ومع كل البشر والطبيعة. وتابع: جاء في القرآن الكريم "يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا .. "، هذه رسالة إنسانية اجتماعية لكل البشر. وقد ترك لنا الأنبياء جميعاً تعاليمَ من القيَم وأسس التعامل الإنساني بين شعوب ألأرض وما علينا سوى التمسك بها والسير بموجبِها فيعمّ السلام بقاعَ الأرض".
وختم: "الأعياد مناسبة جديدة للتجديد في النفوس والعقول، وهذه المعايدة، كما المعايدات في أعياد الطوائف الأخرى، مناسباتٌ جميلة تعيشها شفاعمرو على مدار العام لتؤكد التآخي بين أطيافِها وتعزز صِلات الترابط والأخوّة بين أبنائِها".