انها  الشابة عبير عبود من مدينة شفاعمرو والتي انهارت بدون سابق انذار ، وبدون أية اشارات سابقة لوضعها الصحي ، انهارت وهي تتمرن ،  على كيفية اجراء عملية انعاش ووصلت قبل حوالي اسبوعين الى مستشفى رمبام للعلاج ومع الاسف رغم بقائها في غرفة العلاج المكثف لمدة 8 ايام فقدت العائلة اغلى ما تملك بعد ان لفظت عبير انفاسها الاخيرة لتلفظ معها العائلة القرار المصيري بالتبرع باعضاء ابنتهم الغالية لانقاذ حياة اخرين.

من الموت تولد الحياة
وبعد القرار الصعب الذي اتخذته العائلة وهي عائلة معروفة في مدينة شفاعمرو قامت الوحدات الطبية بالحفاظ على اعضاء عبير ومنها الكبد والكليتين . حيث اجريت عمليات زراعة كبد وكلية في مستشفى هداسا في القدس لمريضين فيما تمت عملية زراعة كلية لمريض ثالث في مستشفى بيلنسون في تل ابيب.
الام سمر عبود : قرارنا بالتبرع كان صعبا
وتقول سمر عبود والدة الفتاة عبير عن القرار الصعب بالتبرع بالاعضاء :" لم يكن من السهل اتخاذ مثل هذا القرار الصعب ، ولكننا قررنا خوض هذه التجربة الصعبة لمساعدة عائلات اخرى في تقديم العون لابنائها فلقد مررنا في هذه التجربة ونعرف كم هي صعبة . فليس من السهل ان ترى فلذة كبدك ترقد على فراش المرض ولا تملك ان تصنع شيئا لمساعدتها . هذا ما حاولنا تقديمه لعائلات اخرى . نحاول ان نسهم في علاج اطفال او مرضى اخرين ومنع تكرار الام عائلات اخرى وقلوبنا مع هذه العائلات ونصلي لانقاذ حياتهم .
اننا كعائلة تعيش في مدينة مختلطة تسعى الى العيش بسلام وامان نتمنى ان تكون اعضاء عبير قد وصلت الى مختلف الاديان دروز ، مسيحيين واسلام لتكون عبير جسرا للمحبة والسلامة بين جميع الاديان وتقريب القلوب مع بعضها".
ما يعزينا ان ارى اخرون انقذت حياتهم
وتنهي سمر عبود حديثها قائلة :" انه لقرار صعب فعلا ، ولكن ما يدفعني لاتخاذه هو الامل في ان تقدم المساعدة لعائلات اخرى وتخليصها من معاناة الفقدان. وكلي امل لا بل ان ما يمكن ان يعزيني في هذه المحنة ان ارى ان اعضاء عبير ساهمت في انقاذ حياة مرضى اخرين".