قداس وجناز الاربعين وتأبين المأسوف على شبابه أرمندو عبد في معليا
2012-11-11 09:58:33

شارك صبيحة يوم السبت,المئات من اهالي معليا والمنطقة في الذكرى الاربعين لوفاة الطيب الذكر الشاب أرمندو شكرالله عبد والذي قُتل أثناء عمله في ايلات ورحل عن الدنيا في ريعان شبابه وقمة عطائه بعد رحلة طويلة من الشقاء والتعب.

أٌقيم القداس الالهي في كنيسة السيدة في معليا وترأسه سيادة المطران الياس شقور وكاهن الرعية الاب نديم شقور بالاضافة الى لفيف من الكهنة والشمامسة, وشارك به أهل الفقيد, أقربائه وأصدقائه ومعارف كثار من معليا والجوار. وبعد القداس والجناز, شارك الحضور في حفل تأبين المرحوم, والذي إفتتحه الاب الياس عبد إبن عم الفقيد بكلمة شكر لكل من قدم العزاء من قريب وبعيد وسرد كلمة تعزية ورثاء, ذرفت دموع كل من سمعها في الكنيسة وخارجها.

 كذلك تحدث للحضور سلمان فخر الدين (ابو تحرير) من الجولان الذي قدم العزاء للعائلة الثاكلة وشجعهم على كمال مسيرة حياتهم(مع العلم بأن ابو تحرير قد فقد إبناً له قبل عامين).

وفي نهاية التابين تلى ابن صف المرحوم ارمندو الصديق والشاعر مروان مخول مرثية بعنوان" أرمندو" كان لها صدى وتأثير كبير على الحضور.

وفي نهاية الحفل التأبيني تم توزيع مسبحة عن نية المرحوم وتقديم العزاء للعائلة وتم دعوة الحضور لغذاء المجابرة في بيت والد المرحوم.

كلمة الاب الياس عبد في ذكرى الاربعين للراحل ارمندو عبد: أيها الأخوة والأخوات:هيهات من يُسعفنا في تصديق هذا الحدث, فكلنا لم نُصّدق ولن نُقِر بأننا قد فقدناك يا ارمندو,أمك ومنذ يوم الحدث عندما اتصلت بك وانتَ لم تُجب, قالت لي: " إسا برجع بتصل", وحتى اليوم تنتظر اتصالك على أحر من الجمر وأنت لم تتصل!!.وأبوك كلمك في ذلك اليوم المشئوم الذي عدت به محمولاً على أكتف الشباب وللمرة الأولى أنت لا تُجيب !. وأخويك وأختك حاولوا أن يشعروا بدفئك فوجدوك بارداً بارد !!! وجميع العائلة إلتفت حولك بذات الرجاء الذي رأيناك به رجلاً من بيننا نبت في منبتنا ينمو سوياً في حضوره, اخلاقه, طموحه وإنسانيته, حاولنا ذلك اليوم ضمك إلا أنك لم تؤكد حضورك فكنت غائباً غائب !!

وكافة الاصدقاء , الأحباء والمعارف حضروا, وأنت تغمض عينيك لا ترَ أحداً !! لم نعهدك هكذا يا ارمندو, أحقاً هذا هو جفاء الموت !!!

بالرغم من ذلك لم نُرد ان نُصدق ........... لتختلط العبرات  بالكلمات وتشكرنا بالورود" لأنو منو لحالو تقدم في عرسك هدية", وتحشرجت النغمات بالنشيج وأنت مُستلقٍ في نعش تتأمل سماء معليا وتودع هوائها الطلق في نومٍ لا صحوة منه, بأتسامتك الرائعة ووجهك الطفولي المليح.

هل كنت تُحبها مثلما هي تُحبك؟ وكيف لا تحبك وأنت شاب رائع...رائع بحضورك وحُبك للحياة, رائع بأنسانيتك,مُسالمتك وحبك للناس, رائع بكرمِك,فرحِك وصداقتك,رائع في عملك, طموحاتك ورسمك لحياة الفرح.

ومن لا يشهد على ذلك من جميع الذين عرفوك, من يُصدق بأنك رحلت وإن كانت حيتك التي إخترتها وأحببتها, ترحالاً إن كان خراج البلاد أو داخلها, إلا أنها لم تكن ولن تكون رحيلاً.

لقد كان رحيلك تعدياً, إغتصاباً وإنتزاعاً لحياتك, لقد كان شراً وبالاً, وموتاً زؤاماً, وقضاء الطغيان, قدر العنف والاجرام الذي رسمته مؤسسات الشيطان ووكلائها على الارض من اجل السيطرة, التفرقة, شرعنة الحرام, هيمنة الظلم والظلمه,وإذكار العنصرية, الطائفية والأقتتال.

هذا ما تُشاهدونه في افلام العنف, القتل, وسياسة العنف والقتل وشرعنة العنف والقتل الذي ترسمه سياسة الولايات المتحدة لا بل الويلات المتحدة التي تُنتج الزنادقة والمجرمين الذين يعملون بدون ضوابط أو نواميس ليُصبح أرمندو ضحية هذا المجرم المأفون الذي يأتي عابراً المحيط مملوءاً حقداً وشراً, يقتل أرمندو المُطمئن الذي ينشد لقمة عيشه في عمله !!!

لم يكن لإبن عمي يُقاتل أو يقاوم, لم يحمل سلاحاً, لم يمت في حادث طرق, بل بدمٍ باردٍ, قام إبن الشيطان هذا بأطلاق 3 رصاصات إتجاهه عن بُعد قصير جداً لم يُمهله فيها أن يستفيق أو يصرخ أو يتألم أو يستغفر ربه أو يستوعب بأنه حيال الموت, بل أرداه قتيلاً دون ان يرمش له جفن !!.

ماذا تقولون أيها الخوة عن نوعية هذا الأجرام؟ اليست هناك من......؟ ألم يكن هنالك خلفية تحريضية للقتل لأي سبب من الاسباب؟ من أحضر القاتل الى البلاد؟ ما هي المعايير التي يُقبل فيها للعمل أمثال هذا المجرم؟ من المسئول عن عمله في البلاد. كيف يدخل ليعمل في الفندق بين الزبائن دون إبراز وثائق وفحوصات؟ كيف عاود الدخول للفندق بعد ان تم تصريحه؟ كيف نجح في اختراق الضوابط الأمنية ودولتنا معروفة في تميزها بأتباع قواعد الأمن, والسؤال الأول والأخير من هو المسئول عن هذا الحدث الأجرامي؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟ إننا لا نعرف الكثير والمعلومات التي نتناولها كانت مُستقاة من وسائل الاعلام والمقابلات الصحفية, والخبر اليقين سوف يصلنا مع الانتهاء من التحقيق وإغلاق الملف وآمل أن يكون ذلك سريعاً.

ونحن نعدكم بأن لا نترك الموضوع حتى يتحقق الأمان لكثير من الشباب المتواجدين في دائرة الخطر وليكن دم أرمندو لهم ومن أجلهم !!.

أيها الحضور الكريم: فحصت الكتب وراجعت القواميس فلم أجد في اللغة العربية كلمة تُعبر عن عمق الالم الذي تعيشه العائلة حيال هذا المصاب الاليم, وهذا يتمثل بالألم والحسرة, الاهات والاوجاع وضيق التنفس, الاختناق, البكاء, العويل, اللوعة, الاحتراق والتلذع, وكل هذا مع شعور مرافق بالظلم, الاسى والاسف,والشعور بالانكسار والعجز أمام قوة الموت وبطشه.
وأصبح هذا الحدث مفصلياً, كرونولجياً(مُزمن) في حياة العائلة ما قبل حدث قتل ارمندو وما بعده, وأصبح للعائلة مكاناً جديداً تزوره وقد إحتضن التراب جُثمان أخر العنقود.
أرفع صلاتي الى أبو المراحم ورب التعزية السيد المسيح له المجد ان يرتب نفس ارمندو مع الصديقين في عليا سمائه, ويُرسل وابلاً من التعزية, الصبر والسلوان لوالديه,إخوته وأخته وكافة العائلة ويُقدرنا على مُكافأتكم في مناسبات الفرح.رحمه الله وأطال في أعماركم.

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبها فقط، وموقع المدار بفسح المجال أمام الكاتب لطرح افكاره االتي كتبت بقلمه ويقدم للجميع مساحة حرة للتعبير
الاسم الكامل :
مكان الاقامة :
التعليق :
هام جدا : أدارة الموقع لا تنشر اي تعقيب فيه تجاوز لقانون القذف والتشهير, وتقع المسؤلية على كاتب التعقيب
Copyright © almadar.co.il 2010-2024 | All Rights Reserved © جميع الحقوق محفوظة لموقع المدار الاول في الشمال
سيجما سبيس بناء مواقع انترنت
X أغلق
X أغلق