رد الفعل لم يتأخر من الضابط الميداني فقد طلب من غندور اعتزال الوحدة والجولة والسفر الى تل هشومير استعدادا لمحاكمته "عصيان الاوامر "...

قرية الرامة تعيش فيها ثلاث طوائف ،مسيحيون ،دروز ومسلمون . بطبيعة الحال وكما ينص عليه القانون فالدروز مجبرون على الخدمة في الجيش، اما المسلمون والمسيحيون فتبقى قضية "خدمة العلم" مسألة تطوع وتقريبا هي معدومة في صفوفهم العرب غير الدروز ... في هذه البلدة يخدم حوالي عشرة من ابنائها المسيحيين في الجيش واحدهم هو امجد غندور الذي تطوع مع اخيه التوأم لخدمة "العلم الإسرائيلي"! ...غندور التحق بمدرسة كدوري في صغره ودرس موضوع الهندسة ،وبعد تخرجه تطوع والتحق بالجيش .

عائلة غندور تقيم ابنها على انه جندي كتميز ويمتلك طاقة وثقة متناهية بالنفس ،لذلك تم تجنيده في وحدة التسليح الرئيسية في تل هشومير ،وقد عمل غندور مرشدا في الفترة الاخيرة ،وحاز على ثقة وتقدير ضباطه وقيادته الذين اوصوا ان يلتحق بدورة للضباط، لكن مستقبله في الجيش يبدو غامضا في هذه الفترة بعد ان عصى الاوامر ورفض الدخول الى كنيس يهودي في صفد للاستماع الى ندوة دينية لاحد حاخامات صفد حول موضوع "التسامح في شهر ايلول " (مصطلح في الدين اليهودي)..فقبل نحو اسبوع قررت وحدة غندور الخروج في جولة ميدانية هدفها تربوي ومعرفة الاخر ،حيث استمع الجنود الى عدد من الندوات التربوية والثقافية والدينية في منطقة الشمال وكانت المحطة الاخيرة في كنيس يهودي في مدينة صفد ،حيث وصلت الوحدة الى هناك للاستماع الى الندوة الدينية من الحاخام ،الجنود العلمانيون وبضمنهم غندور انتظروا قرب باب الكنيس ،وبعد لحظات طلب منهم وضع القبعة (כיפה) على الرأس والدخول الى داخل الكنيس ايذانا ببدء المحاضرة الدينية ،لكن غندور بقي وحيدا يراوح مكانه وحين طلب منه الضابط الامتثال للامر رفض ذلك بحجة ان الامر يتنافى مع عقيدته المسيحية ...

رد الفعل لم يتأخر من الضابط الميداني فقد طلب من غندور اعتزال الوحدة والجولة والسفر الى تل هشومير استعدادا لمحاكمته "عصيان الاوامر "...في تل هشومير استغربوا تقديم غندور الى المحكمة العسكرية في قضية "عقائدية" وقد تأجلت المحاكمة الى الاسبوع القادم لدراسة الملف وابعاده.