العليا : مصلحة الطفل تستلزم قطع الاتصال بينه وبين والده العنيف
2012-08-30 15:04:02

قررت  محكمة  العدل  العليا   قبل  ايام  عدة  برفض  طلب  الاستئناف  الذي  قدمه  والد  طفل  ضد  قرار  المحكمة  المركزية  اللتي  كانت  قد  رفضت  استئنافه  على  قرار  محكمة  شؤون  العائلة  اللتي  اجازت  اخراج  الطفل  من  يد  والديه  وإعطائه  لعائلة  حاضنة  بحضانة  مغلقة  .
 
ويستدل  من  حيثيات  هذه  القضية  أن  عائلة  المدعي  كانت  معروفة  لمكتب  خدمات  الشؤون  الاجتماعية  في  مكان  سكناهما  كعائلة  يستشري  فيها  العنف  ,  والذي  من  اجله  قبع  الوالد  في  غياهب  السجون ,  مما  ادى  فيما  ادى  الى  اخراج  الطفل  خارج  اطار  الاسرة  وإعطائه  الى  عائلة  حاضنة  في  ظروف  مغلقة  ,  من  حيث  ان  مصلحة  الطفل  تتطلب  ذلك  كما  ارتأت  محكمة  شؤون  العائلة  مستندة  بذلك  على  تقرير  خاص  قدم  لها  لهذا  الغرض  من  قبل  الشؤون  الاجتماعية  ,  سيما  وان  الاب  لم   يأخذ  على  عاتقه  مسؤولية  تامة   كونه  المسبب  للوضع  المزري  الذي  بسببه  الت  اليه  اوضاع  العائلة  الى  الهاوية  ,  وكذلك  لم  يتعاون  بما  فيه  الكفاية  مع  "  البرنامج  العلاجي  "  الذي  قدم  له   والذي  من  شأنه  أن   ينهي  عنفوانه .
 
من  خلال  فترة  " العش  الزوجي " التي  استدامت  زهاق  السادسة  عشر  عام  رزق  المتداعيان  لدى  محكمة  شؤون  العائلة  بخمسة  اطفال  ,  ومنذ  ولادة  الطفل  الاول  اضطرت  هذه  العائلة  لتلقي  الخدمات  الاجتماعية  بعد  التعرض  وبناء  على  اقوال  الزوجة  للعنف  الجسدي  من  قبل  الزوج ,  حتى  أن  الطفل  الاخير  موضوع  قرار  المحكمة  أعلاه  اضطر  الى  تلقي  تلك  الخدمات  منذ  يوم  ولادته  عام  2007  واخرج  من  بيته  لهذا  الغرض .  
 
من  الملفت  للنظر  في  هذه  القضية  كما  في  قضايا  أخرى  من  نوعها  أن   جميع  المحاكم  على  انواعها  ودرجاتها  حتى  الدينية  منها  ترى  مصلحة  الاطفال  كمصلحة  عليا  ومطلقة  تدحض  وتعلو  فوق  باقي  المصالح  الاخرى  مهما  كانت  من  قسوة  وألم  أو  حتى    ذو  ابعاد   دراماتيكية  قد  تحد  أو  تفصل  بين  افراد  الاسرة  الواحدة  ,  وبالذات  بين  الوالد/ة  العنيف/ة  وبين  أولادهم  أو  أي  منهم .
 
 لهذا  وليس  من  منظار   القانون  وحسب  انما  بالعقل  والمنطق  والأخذ  في  التعاليم  الدينية  يجب  الابتعاد  عن  العنف  ونبذه  كليا  ,  والذي  ان  صح  الترابط  بمثل  هذه  القضايا  الدخيلة  على  مجتمعنا  كالتي  اعلاه   اضحى   مع  الاسف  الشديد  يجثم  على  انفاس  شرائح   منا  ليست  بقليلة .

المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبها فقط، وموقع المدار بفسح المجال أمام الكاتب لطرح افكاره االتي كتبت بقلمه ويقدم للجميع مساحة حرة للتعبير
الاسم الكامل :
مكان الاقامة :
التعليق :
هام جدا : أدارة الموقع لا تنشر اي تعقيب فيه تجاوز لقانون القذف والتشهير, وتقع المسؤلية على كاتب التعقيب
Copyright © almadar.co.il 2010-2024 | All Rights Reserved © جميع الحقوق محفوظة لموقع المدار الاول في الشمال
سيجما سبيس بناء مواقع انترنت
X أغلق
X أغلق