المدخّنات في المجتمعات العربيّة: أنوثة مفقودة وإيحائيّة غير مقبولة
2010-08-21 21:31:25

بعد دخول النرجيلة عالم التّدخين من بابه الواسع، وعدم اقتصارها على الرّجال، بدأت تبرز في المجتمعات الشرقيّة أصوات معارضة وغير متقبّلة للمرأة المدخّنة بشكل عام... والمرأة المدخّنة للنرجيلة بشكل خاص معتبرين أنّها تفقدها من أنوثتها وأنها تحمل إيحاءات غير أخلاقيّة.

الشقّ الواسع من ملفّ التّدخين اليوم، ليس منصبًّا على الضرر الذي يلحقه بصورة كبيرة، إنّما يرجع الشغل الشاغل إلى الآراء المتركّزة حول معارضة المجتمع الشرقي للمرأة المدخّنة، معتبرين أنّ التدخين حكر على الرجل، وأن هذه العادة منصبّة تحت إطار إثبات ما يحقّ له كرجل، وما لا يحقّ لها كأنثى. إذ إنّ التّدخين، وبخاصة بعد دخول "النرجيلة" عالمه، يتطلب جلسات خاصة خارج المنزل، ولأنّ مجتمعنا حتى اليوم، لا يتقبل بنسبة كبيرة خروج المرأة، لم يتقبّل فكرة النرجيلة في عدادها، معتبرين أنها بذلك، تفقد من أنوثتها وأنها تحمل إيحاءات غير أخلاقيّة من خلال حركة التدخين التي تقوم بها. أمّا اليوم، فباتت الأبواب مشرعة أمام الطرفين في ما يختصّ بالتدخين، وذلك لعوامل الإنفتاح التي يلقاها مجتمعنا، والتي تمنع هذا التمييز بين الرجل والمرأة، بعيداً عن الضرر الصحي الذي يؤديه التدخين، إنما النظر إلى هذه القضية من منطلق تمييز جنسي.

 النرجيلة من ناحية الضرر الصحي أكثر تأثيراً من السيجارة، حيث أثبتت بعض الأبحاث العلمية أن تدخين النرجيلة يؤدّي إلى مخاطر أكثر من تدخين السيجارة ويعود ذلك إلى آفات التبغ أو الغليون. إضافة إلى خطر الكميات الكبيرة من النيكوتين التي تصل مجرى الدم في كل سحبة. أما بالنسبة إلى الحوامل أو المرضعات، فإنّ سهولة امتصاص النيكوتين عبر كافّة الأنسجة تجعله يصل إلى الجنين عبر المشيمة، مسبباً نقص وزن الجنين أو موته. وتقدّم هذه الأبحاث دراسة علمية تثبت أن النساء أكثر تعرّضًا للإصابة بالآثار السامة لتدخين السجائر أو النرجيلة من الرجل، موضحين أن النساء المدخّنات يصبن بأضرار في الرئة في وقت مبكر من العمر، مقارنة بالمدخنين من الرجال. إذ إنّ النساء لديهنّ ممرّات هوائيّة أصغر حجمًا من الرجال، الأمر الّذي يجعل من كلّ سيجارة إمكانًا لخطر أكبر.

أمّا الفارق بين النرجيلة والسيجارة من الناحية الإجتماعية، فأجمعت الآراء على أنّ تدخين النساء السيجارة هو أمر غير مقبول إجتماعيًّا، معتبرين أنّ السيجارة عادة اكتسبتها النساء من الرجال، من خلال المنظر التي تظهر به المرأة في طريقة حملها لها وإخراج الدخان من فمها، و ما تحمله من إثارة للرجل عبر قيامها بعملية التدخين، وسبب آخر، أنها ترافقها أينما ذهبت، عكس النرجيلة.

المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبها فقط، وموقع المدار بفسح المجال أمام الكاتب لطرح افكاره االتي كتبت بقلمه ويقدم للجميع مساحة حرة للتعبير
الاسم الكامل :
مكان الاقامة :
التعليق :
هام جدا : أدارة الموقع لا تنشر اي تعقيب فيه تجاوز لقانون القذف والتشهير, وتقع المسؤلية على كاتب التعقيب
Copyright © almadar.co.il 2010-2024 | All Rights Reserved © جميع الحقوق محفوظة لموقع المدار الاول في الشمال
سيجما سبيس بناء مواقع انترنت
X أغلق
X أغلق