بعث النائب د. عفو إغبارية برسالة إلى رئيس الحكومة بنيامين نتانياهو ووزير المعارف غدعون ساعر، يحذِّر من الهجمة العنصرية المنفلتة على الحيِّز الديمقراطي في الجامعات الاسرائيلية والذي بلغ ذروته على تربة سياسة الحكومة ووزارة المعارف، بمنح الطلاب الذين يخدمون في الجيش الأفضلية والتسهيلات، بما يتعلق بشروط القبول للجامعات والتخفيضات في القسط الجامعي والمنح المالية التعليمية وحتى بالنسبة لشروط السكن في مساكن الطلبة.

وقال د. إغبارية إن هذا الاشتراط له أبعاد عنصرية تعني أن التعليم الجامعي بكل امتيازاته يمنح فقط للطلاب اليهود وموجّه بشكل مباشر ضد الطلاب العرب، بهدف سدّ الطريق أمام إندماجهم في الجامعات الاسرائيلية، وبالتالي إرغامهم عنوة للتوجه نحو الخدمة العسكرية، ألأمر المرفوض لهم من الناحية السياسية والضميرية.

وأضاف د. إغبارية: "هذا التوجه العنصري لا يتماشى مع الادعاء أن دولة إسرائيل هي دولة ديمقراطية. ولذلك يجب إلغاء ربط قضية الخدمة أو عدم الخدمة في الجيش بحق الطالب العربي والطالب اليهودي على حدّ سواء بالتعليم. لأن مثل هذه السياسة العنصرية والكيل بمكيالين، إنما تدفع بالوضع إلى المزيد من التدهور الحاصل في قيم الديمقراطية وحقوق الانسان وخاصة في مجال التربية والتعليم والأكاديمية. خصوصًا وأن ملامح هذا التدهور أصبحت واضحة من خلال المدّ العنصري المستشري في الجامعات الاسرائيلية وفي نشاط حركات طلابية يمينية عنصرية تقف على رأسها حركة (إم ترتسو) الطلابية المتطرفة التي تتدخل في مضامين التعليم في أقسام العلوم والسياسة وتهاجم إدارات الجامعات والمحاضرين اليساريين، مطالبة باتباع سياسة كمّْ الأفواه والحدّ من حرية التعبير عن الرأي وإخراس الصوت اليساري العقلاني. هذا الوضع يقود إلى تصعيد المدّْ العنصري في الشارع الاسرائيلي وممكن أن يؤدي به الأمر إلى تنامي الفاشية وحينها يصبح من الصعب علاج هذه الآفة".