مراسل موقع المدار مفيد مهنا
*ابو نصر: المجلس يعمل بائتلاف شامل، ونعمل جميعا بتفاهم تام لخدمة العاملين والدفاع عن قضاياهم ومصالحهم*
مجلس عمال لواء الجليل في مقرّه المتواضع في قرية يانوح تلتقي تحت كنفه قرى ساجور، الرامة، عين الأسد، بيت جن، البقيعة، كسرى سميع، حرفيش، فسوطة، يانوح جث، معليا، يركا، جولس، وأبو سنان. ويرأسه النقابي ابو نصر نمر ملا بعد أن قضى سنوات طويلة كعامل وكرئيس لبعض لجان العمال في مصانع مثل سكلون وكور.. ثم وجد طريقه إلى الهستدروت ليواصل نشاطه النقابي فقام موقع "المدار" بلقائه، وأجرى معه الحوار التالي:
"المدار": في اية سنة انتخبتَ لرئاسة مجلس عمال مركز الجليل؟
أبو نصر: كان هذا عام 2002 ثم أعيد انتخابي لدورة أخرى، خلال هذه الفترة قمت بكثير من الترتيبات والإجراءات الإصلاحية في العمل والتوجه النقابي، والمجلس يعمل بائتلاف شامل بجميع الكتل المتمثلة في المجلس، ونعمل جميعا بتفاهم تام لخدمة العاملين والدفاع عن قضاياهم ومصالحهم.
"المدار": نلاحظ ان من مجمل القرى التي ذكرتها، ويتكون منها مجلس العمال، لا تحتوي على مناطق صناعية لاستيعاب عمال هذه القرى باستثناء يركا وجولس؟!
أبو نصر: مجلس العمال مسؤول عن تنظيم العمال والدفاع عن حقوقهم، والحكومة هي المسؤولة عن التصنيع، وللأسف حكومات إسرائيل المتعاقبة ميّزت ضد قرانا واعتمدت الى إقامة المناطق الصناعية في معلوت وتيفن وشلومي وكرمئيل، والذي زاد الوضع صعوبة، إقفال العديد من مشاغل الخياطة في العديد من القرى، مما ساهم في ارتفاع نسبة البطالة، خاصة بين الفتيات والنساء عامة. وكما هو معلوم فإن معظم النساء الدرزيات لا يخرجن للعمل خارج قراهن مما ساهم في تدني المستوى المعيشي لدى مئات العائلات، في وقت أصبح من الصعب الاكتفاء بمعاش واحد للعائلة، أمام ارتفاع أسعار الحاجيات وتسديد فواتير بعض المتطلبات مثل الكهرباء والماء والتلفون والارنونا والبث..
"المدار": كمجلس عمال أين دوركم في التصدي لظاهرة إقفال مثل هذه المشاغل والمصانع؟
أبو نصر: قاومنا بكل إمكانياتنا منع انتقال المخايط إلى خارج البلاد، للصين وفيتنام وغيرها. وأجرينا الكثير من الاتصالات واللقاءات مع المسؤولين بما فيهم، وزارة الصناعة والتجارة، وأكثر من مكان عمل نجحنا في منع إقفاله من خلال الدعم والقروض التي وفقنا في تجنيدها. مع هذا ومنذ سنة 2002 أقفلت في قرى يركا وجولس وحرفيش ويانوح وبيت جن وعين الأسد وغيرها أكثر من 20 ورشة عمل ومشغل خياطة. وفي هذا المجال اسمح لي ان انوه: حتى الملابس العسكرية التي يرتديها الجنود بما فيهم الدروز المفروض عليهم التجنيد الإجباري، تقوم الحكومة بخياطتها وتجهيزها خارج البلاد، وليس في المخايط التي بقيت، وتعاني من أزمة، في القرى المعروفية.
"المدار": الى أي مدى وصلت نسبة البطالة في قرى مجلس عمال لواء الجليل؟
أبو نصر: بين الرجال حوالي 10% وبين النساء اكثر من 20%. وهناك عدد كبير من النساء ضمن البطالة المخفيّة، حيث لا يقمن بالتسجيل في مكاتب العمل، وأحد الأسباب الرئيسية كونها موجودة في كرمئيل ومعلوت، هذا الأمر يشكّل صعوبة السفر لديهن. حتى مكتب العمل الذي كان قائما في البقيعة لسنوات طويلة تم نقله الى معلوت! فإذا كان السبب توحيد مثل هذه المكاتب. لماذا لا تتوسط هذه المكاتب القرى المعنية؟ أو لمَ لا يأتي من في معلوت إلى البقيعة أو من في كرمئيل من عاطلين عن العمل إلى الرامة ؟
"المدار": هل تعلمون بأن مخطط و يسكونسين ببشاعته يزحف نحو قرى مركز الجليل؟
ابو نصر: قبل مدة قصيرة أجرينا، بصحبة بعض لجان العمال وإدارات مصانع النسيج، لقاءً مع وزير الصناعة والتجارة فؤاد بن اليعزر، فقال لنا بهذا الخصوص، هاتوا لي 1000 بنت وسأقوم بتأهيلهن المهني لمدة ثلاثة شهور. فقلنا له وبعد هذه المدة أين سيعملن في يكنعام أَم في حيفا؟!! فالمشكلة ليست في التدريب المهني وإنما بعدم وجود أماكن عمل في قرانا. وهنا لا يسعني الا القول بان هذه الخطة التي يطلق عليها بالعبرية "اوروت لتعسوكاه" ليست إلا خطة محدودة الفعالية وفي النهاية تضر بالعمال وعلى الحكومة ان تبحث عن حلول جذرية للحد من البطالة.
"المدار": ومع هذا الوضع المؤلم وافقتم كمجلس عمال على فصل العمال ضمن خطط الإشفاء في المجالس المحلية!
أبو نصر: نعم اضطررنا للأسف وبتأنيب ضمير على مثل هذا الإجراء، في مهمة ضرورية لإنجاح عمل هذه المجالس وإخراجها من أزمتها. والأمر الثاني مثل هذه الخطط فرضتها وزارة الداخلية وكنا مضطرين لدعمها.
"المدار": لكن معظم هذه الإجراءات فشلت وما زالت غالبية المجالس، في هذه القرى، تعاني من الأزمة والعجز المالي!
أبو نصر: المسؤول الأساسي عن فشل المجالس في أداء مهامها، هي الحكومة التي تركت الوسط العربي بما فيه قرى مجلسنا، بدون موارد ودخل ذاتي، كالتي تدرّها المصانع والورشات والأبنية الحكومية في الوسط اليهودي، كما هو الحال في معلوت وكرمئيل وغيرها. ثم ان وزارة الداخلية قامت بتقليص الميزانيات بشكل لا تستطيع المجالس المحلية الصمود أمامه. وبهذا الكلام، انا لا أعفي بعض رؤساء المجالس من مسؤولياتهم. ومنها عدم الالتزام التام بخطط الإشفاء، وانخفاض الجباية في الارنونا وأسعار المياه، وترك كادر المستخدمين فوق المعدل المطلوب قي الميزانية، وما إلى هذا من أمور مطلوب ضبطها.
"المدار": لكن هناك مجالسا مثل مجلس شلومي، ورغم كونه موازيا لمجلس حرفيش، مثلا، من حيث عدد السكان والمتطلبات، إلا ان ما تقدمه الحكومة لشلومي او "كفار هفرديم"، من ميزانيات وهبات هو أضعاف مما يقدم لحرفيش أو يانوح؟!
ابو نصر: تفرقة حكومية غير مبررة. وفي هذا السياق اود أن أعيد للذاكرة انه عندما وَقَعتْ "الكيبوتسات والموشافات" بازمة مالية، سنّت الحكومة قانونا على اسم غداليا غال، (رئيس لجنة المالية في الكنيست)، وقامت بتسديد وشطب ديون تلك التجمعات وبلغت أكثر من ثلاثة ملياردات شاقل. فلماذا لا يطبق هذا القانون على مجالسنا؟؟
.jpg)
"المدار": وبماذا ساعد مجلس العمال، عمال المجالس المحلية ممن لم يتلقوا رواتبهم لعدة اشهر؟
أبو نصر: دفعنا رواتبا بحوالي 2,5 مليون شاقلا لمستخدمي مجلس يركا وفي جولس أربعة معاشات وساعدنا في الرامة، وقدمنا قروضا مباشرة، بدون أي فوائد، لعمال مجالس حرفيش، معليا، أبوسنان، وفسوطة. وقمنا بدعم مشاغل في بيت جن ومصنع في يركا. وهذه المساعدة عبارة عن قروض بدون أي فوائد. ووقفنا جانب العمال. وبالمناسبة لدى مجلسنا محام دائم لملاحقة أي قضية عمالية ومجانا.
"المدار" في النهاية وبكلمة مختصرة نمر ملاّ كرئيس لمجلس عمال ماذا يتوخى من العامين؟
أبو نصر: أمام انتشار البطالة وما تقوم به الحكومة من برامج خصخصة وإقفال المصانع، والتهرب من التوقيع على اتفاقيات العمل وغير هذا من إجراءات ومتطلبات، يتطلّب من العمال إن يرصّوا صفوفهم لينتخبوا لجانهم المهنية، وللتمسك بحقوقهم ويتوجونها بانضمامهم للهستدروت، لضمان تنظيمهم النقابي والدفاع عن مصالحهم بالعمل والعيش الكريم.
الرئيسية
اضفنا للمفضلة
اتصل بنا
