حُبًّا وكرامةً د. إياس يوسف ناصر
10/11/2025 - 07:08:09 pm

هذه العبارة الجميلة (حُبًّا وكرامةً) التي نجدها في الأدب العربيّ منذ عهود عهيدة إنّما تقال إذا طَلَبَ منكَ أحدٌ شيئًا ما، فتقول له إذّاك: "حُبًّا وكرامةً" أو "حُبًّا وكرامةً وقُرَّةَ عَيْن" للدّلالة على رغبتك الشّديدة في الاستجابة لطلبه، تَفعل ذلك من باب المحبّة والإكرام والتّوقير. 

وقد شاع في لغتنا العربيّة الحديثة قولهم "بكلّ سرور" في تأدية هذا المعنى المذكور، ولعلّه أقرب ما يكون إلى التّعبير في اللّغات الأجنبيّة: בשמחה (بالعبريّة)، (with pleasure، بالإنجليزيّة)، (gerne، بالألمانيّة). 

ولكنّي أجد متعةً في استعمال مثل هذه التّراكيب الفصيحة، كرّدنا على السّائلين الملتمسين "حُبًّا وكرامةً"، وهي عبارة تُصوّر جمال اللّغة العربيّة وفصاحتها، وتكشف عن الشّعور الذي يخالط المتحدّث في ردّه هذا الذي يدلّ دلالةً صريحةً على كرمه وأريحيّته: المحبّة الّتي يضمرها والتَّجِلَّة التي يأخذ بها المُخاطَب.

على أنّ بعضهم قد ذَهَبَ في تفسير هذه العبارة إلى أنّ الحُبّ كلمة فارسيّة الأصل تعني الجرّة والكرامة تعني غطاءها، فالمراد أنّي أهبك الجرّة وغطاءها، للدّلالة على الاستجابة للطّلب بشغف كبير. ولكنّي لا أميل إلى هذا التّفسير.  

هذه هي لغتي الّتي أفخر بها والتي تَجود علينا بأجمل العبارات فصاحةً وبيانًا.



المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبها فقط، وموقع المدار بفسح المجال أمام الكاتب لطرح افكاره االتي كتبت بقلمه ويقدم للجميع مساحة حرة للتعبير
Copyright © almadar.co.il 2010-2025 | All Rights Reserved © جميع الحقوق محفوظة لموقع المدار الاول في الشمال
سيجما سبيس بناء مواقع انترنت
X أغلق
X أغلق