قصيدة المزمور الحادي والتّسعين
إياس يوسف ناصر
في مناسبة عيد الفصح المجيد، نَظَمَ الشّاعر إياس ناصر المزمورَ الحادي والتّسعين شعرًا وعبّر عن كلّ آية من آياته ببيت من الشّعر، وهي المرّة الأولى التي يُصاغ فيها هذا المزمور كاملًا على هذا النّحو من الشّعر العموديّ في تاريخ الأدب العربيّ. نشكر الشّاعر إياس ناصر على هذه القصيدة الدينيّة الرائعة راجين له وللجميع فصحًا مجيدًا وعيدًا مباركًا.
فِي سِتْرِ رَبِّي قَدْ سَكَنْتُ وَظِلِّهِ
فَهُوَ ٱلْعَلِيُّ ٱلْقَادِرُ ٱلْجَبَّارُ!!
هُوَ مَلْجَإِي حِصْنِي إِلهِي مَوْئِلِي
وَعَلَيْهِ مُتَّكَلِي.. فَلَسْتُ أَحَارُ!
وَهُوَ ٱلْمُنَجِّي إِنْ أَلَمَّتْ مِحْنَةٌ
وَبَأٌ يُمِيتُ.. وَصَائِدٌ مَكَّارُ!
يَحْمِيكَ تَحْتَ جَنَاحِهِ وَظِلَالِهِ
تُرْسُ ٱلْعَدَالَةِ حَقُّهُ وَسِتَارُ!!
لَا خَوْفَ مِنْ لَيْلٍ وَمِنْ سَهْمٍ طَوَى
أُفَقَ ٱلنَّهَارِ تَحُفُّهُ ٱلْأَخْطَارُ!!
لَا خَوْفَ مِنْ وَبَإٍ يَرُومُكَ فِي ٱلدُّجَى
أَوْ مِنْ هَلَاكِ ٱلظُّهْرِ حِينَ يُثَارُ!
هُمْ يَسْقُطُونَ عَلَى ٱلْجَوَانِبِ كُلِّهَا
أَلْفٌ.. وَرِبْوَاتٌ.. وَلَسْتَ تُضَارُ!!
وَهُنَاكَ تُخْبِرُكَ ٱلْعُيُونُ بِمَا رَأَتْ
كَيْفَ ٱلْجَزَاءُ يَنَالُهُ ٱلْأَشْرَارُ!!!
قَدْ قُلْتَ يَا رَبِّي إِلهِي مَلْجَإِي
سِتْرِي ٱلْعَلِيُّ وَمَسْكَنِي ٱلْمُخْتَارُ!
إِذْ ذَاكَ لَا تَلْقَاكَ ضِيقَاتٌ وَلَا
تَدْنُو لِبَيْتِكَ ضَرْبَةٌ وَدَمَارُ!
فَهُو ٱلَّذِي يُوصِي مَلَائِكَةَ ٱلسَّمَا
أَنْ يَحْفَظُوكَ.. فَحَيْثُ سَيْرُكَ سَارُوا!!
وَعَلَى ٱلْأَيَادِي يَحْمِلُونَكَ آمِنًا
كَيْلَا تُرَضِّضَ رِجْلَكَ ٱلْأَحْجَارُ!
أَسَدًا تَدُوسُ.. تَدُوسُ صِلًّا.. ساحقًا
شِبْلًا وَثُعْبَانًا.. وَأَنَتَ مُجَارُ!!
إِنِّي أُنَجِّيهِ.. وَأَرْفَعُ قَدْرَهُ..
إِذْ كَانَ مِنْهُ تَعَلُّقٌ وَجِهَارُ!
وَأُجِيبُ دَعْوَتَهُ وَأَصْرِفُ ضِيقَهُ
وَكَذَا يُكَرَّمُ فِي ٱلْوَرَى ٱلْأَبْرارُ!
وَأُطِيلُ منهُ ٱلْعُمْرَ.. أَمْنَحُ قَلْبَهُ
نُورَ ٱلْخَلَاصِ... لِيَنْعَمَ ٱلْأَخْيَارُ!

