قصيدة في رثاء المأسوف على شبابه
المرحوم ميخائيل نصرات سمارة
شعر: الدكتور منير توما
كفرياسيف
لا شيءَ يُعْهَدُ فــــي الدنيا ولا خَبَرُ
ما دام يظهرُ فيــها الشمسُ والقمرُ
يبدو لنا الـدهرُ فيهــا بَعدَهُ زمـــــنًا
الى بيــانٍ فيشـــكو ذلكَ البَشَــــــرُ
قــد مات "ميخائيلُ" اليـــومَ مُنفَرِدًا
عنّا كــمــا شاءَ حُكْــمُ اللهِ والقــَدَرُ
مضى الوسيــمُ لعينٍ فهـي دامـــعةٌ
وزادَ كَسْــرُ فؤادٍ فهــو مُنفَـطِـــــرُ
إنْ كانَ قد سادَ ذِكْرُ النَجْلِ منهُ فقـد
رضينا بالصَبْرِ لكنْ كيفَ يُصْطَبَرُ
هذا الطَمَوحُ الــذي كانـــــت مَحَبَتُهُ
للمنهــلِ العَـذبِ لا يرتابُـــها السَفَرُ
صافي الطبيعةِ دَرْبُ العلمِ لا ضَجَرٌ
فــي نفسِهِ لا ولا فــي روحِهِ كِبَـرُ
حُرَّ الطِبـــاعِ نبيلٌ حالـــمٌ فَطِــــــنٌ
قد اصطفــاهُ حنــانُ الأُمِ والبَصَــرُ
تبكي السِرائرُ فـي الأذهانِ مُرتَحِلًا
وقد بكَــتْ فَقْدَهُ الأشـواقُ والصُورُ
هـــو اللبيبُ ابـــــــــــنُ البـــلادِ لَهُ
بالعِلمِ يشـهدُ قــومُ الفِكْرِ والوَطَـــرُ
يبكيــهِ عِلْمُ العناصِرِ والجداولِ وال
أسفارُ والكتــبُ الغــــرَّاءُ والعِبَـــرُ
وإِنْ يكُـــن فاتَهُ طــولُ الحياةِ ففــي
دارِ السمــاءِ لهُ الفردوسُ ينتَظــــرُ
24/8/12