نزوة خائبة
شعر: الدكتور منير توما
كفرياسيف
التقت بفتىً جميل
يروقُ القلوبَ حُسْنُهُ
فذابتْ فيهِ عشقًا
واشتهتْ حينها أنْ تندفعَ
نحوَ هذا الحبيب، وضّاح المحيّا كالقنديل
لكنّها تمالكتْ نفسَها ومشاعرها
وعادتْ الى بيتها
وهي تحلمُ بالفتى الممشوق أسودَ الشعرِ
وقد رأتْ فيهِ شابًا ليسَ له مثيل
وفي فراشها استغرقتْ بفكرٍ ثقيل
تبحثُ عن تفسيرٍ لموقفها الهزيل
فتجمّدَ إحساسها وتوقّف ذهنها عن الحركة
وقد اصفرّتِ الشمسُ عندَ الأصيل
وهي المرأة التي ما عَرَفتْ إلّا الحدسَ بقلبها،
وفي دقائقَ معدودةٍ اغرورقتْ عيناها بالدموع
واسْتجمَعَت قواها وتخيَلتْ هذا الفتى
قد اقتربَ منها بنظراتهِ الصريحة
والتصقَ بجسدها دونَ تمثيل
وحينَ استفاقتْ من رؤى طيفِهِ
أحسّتْ أنّها ترتجفُ كطفلٍ عليل
وأنّها قد وقعتْ في هاويةٍ سحيقة
بعدَ أنْ فُتِنَتْ وضلّتْ السبيل
دونَ أنْ تجدَ لفتاها من بديل
ينقِذُها من سِحرِ وسامةٍ فقدتْ معهُ
كلَّ صبرٍ التمستهُ من إرادةٍ
أَبَتْ أنْ تسعفها إلّا بنشوةٍ
تتمناها في أحلامها مُفعمةٍ بلذةِ التقبيل
فاستكانتْ لحظةً وهمّتْ بالخروجِ
مِن دُجى الحيرةِ والليلِ الطويل
علّها تجد هذا الحبيب في حانةٍ
لا تكتُمَ فيها زوالَ حيائها القليل
وكم كانت دهشتها حينَ رأتْ فتاةً
تداعبُ مفاتنَ هذا المعشوق النبيل
لتستشيطَ غضبًا وتقفلَ خائبةً
كأنها لبؤةٌ شرسةٌ
أضاعت رفيقًا بين أشجار النخيل.