مِن النساء الأكثر مهابةً في مسرحيات شكسبير بقلم: الدكتور منير توما كفرياسيف
23/04/2024 - 12:41:21 pm

لقد فكّر الخبراء لفترة طويلة في موقف شكسبير تجاه النساء، وحياته الجنسية، واظهرت كراهية النساء في بعض الأحيان تجاه السيدة السوداء في السونيتات، حالة زواجه الطويل – والبعيد المسافة – من آن هاتاواي، ولكن ما ليس موضع شك بالتأكيد هو أنه كتب أجزاء رائعة للنساء. في أعمال شكسبير يُلاحِظ أنّ النساء غالبًا ما يكُنَّ في قلب الحدث، تلك الشخصية التي يدور حولها الزخم الدرامي والتي تحصل على أكبر قطعة من الكعكة عندما يتعلق الأمر باختيار السطور. ونحن ندعو هذا الاختيار   السردي المسرحي بِ: "النساء الأكثر مهابةً في أعمال شكسبير" – ولا ندعوهن بطلات- لأنه في بعض الأحيان لا تستطيع أكثر السيدات التي لا تنسى من أن يطلق عليهن بشكل صحيح بطلات. وفي السطور التالية سنتناول بالتحليل بعض هؤلاء النسوة المهيبات في أعمال شكسبير المسرحية.   

  • الليدي مكبت في مسرحية "مكبت" Macbeth))

ربما تكون السيدة مكبت هي أشهر نساء شكسبير. إنّها قاتلة، طموحة ومتلاعبة بشكل خطير ومستعدة للقتال من أجل حق زوجها في السلطة بأي ثمن. لكن عدم قدرتها على الهروب من الذنب الساحق الذي تشعر بِهِ بانحدارها الى الجنون والانتحار في نهاية المطاف أمر مؤثر وصادم للغاية. أفضل السطور، وهي تهسهس على زوجها في محاولة لإيصاله الى الرَجُل يداي بلونك، غير انني أخجل

من أن أحمل قلبًا كالحًا مثلك

(الفصل الثاني، المشهد الثاني)

 

  • فيولا في مسرحية الليلة "الثانية عشرة" (Twelfth Night)

مجرد واحدة فقط من العديد من فتيات شكسبير، من المحتمل أن تكون فيولا هي الأكثر إعجابًا: جريئة، احتفالية وحقيقية بشكل حاسم. في مسرحية مليئة بالشخصيات التي لا يبدو أنها ملتزمة بشخص أو بآخر، فهي تعرف من تحب ولا تخطئ ابدًا عن المسار. على الرغم من أنها وجدت نفسها في مركز مثلث الحب اللزج، إلّا أنها خرجت منتصرة – على الرغم من أننا يجب أن نعترف بأننا لسنا متأكدين تمامًا مما نراه في النرجسي المتغطرس الذي هو أورسينو.

أفضل السطور عن طبيعة الملابس المتقاطعة:

فيولا: إنّ لهذا الرفيق من العقل ما يتيح له تمثيل دور المجنون.

فإتقان ذلك يحتاج إلى شيء من العقل.

(الفصل الثالث، المشهد الأوّل)

 

  • روزلند في مسرحية "على هواك" (As You Like It)

يجب أن تكون روزلند، وهي الأخرى التي ترتدي ملابس متقاطعة، واحدة من أفضل الأدوار النسائية المحبوبة في أعمال شكسبير. لذا فهي تتحكم في ظروفها المؤسفة وتتوجه الى الغابة لتغيير مصيرها. بصفتها ناقدة اسطورية، كما يشير أحد النقاد، فإنّ أعظم سمات روزلند هي معرفتها لذاتها: يمكنها أن تكون ساخرة بشأن الحب أو الرومانسية لكنها لا يتم خداعها ابدًا.

أفضل السطور عند إنهاء علاقة الحب مع أورلندو:

روزلند: ما الحب إلا خيال وجنون، واني لأنبئك بأنّ المحب يستحق أن يلقى به في غرفة مظلمة ويجلد بالسوط شأن المجانين، وأما السبب في أنّ المحبين لا يعاقبون على هذا النحو ولا يشفون من علتهم فهو أن الجنون أصبح شيئًا مألوفًا حتى ليبتلى بهِ الضاربون بالسياط أنفسهم.

(الفصل الثالث، المشهد الثاني)

 

  • بياتريس في مسرحية "ضجة فارغة" (Much Ado about Nothing)

مثل روزلند، فإنّ بياتريس – في رأي أحد النقاد – هي واحدة من أكثر النساء في سرعة البديهة.

يعتبر مزاحها اللفظي مع (بينديك) من بين اكثر المزاح المفعم بالحيوية وأحيانًا اللاذعة التي من المحتمل أن نصادفها في الأدب. هناك ضعف في أنّ كبرياءها بالإضافة الى ولائها الشديد (لهيرو) التي تمتاز بكونها عاطفية الى حد صبياني. وطلبها من (بنيديك) بعد أن تمَّ هجر (هيرو) بشكل غير رسمي تستحق أيّ سيّدة كالليدي ما كبت:

ومن أفضل السطور في المسرحية:

بنيديك: مريني افعل شيئًا من أجلك.

بياتريس: اقتل كلوديو.

بنيديك: ها ! هذا محال. ولو أعطيت العالم كله.

بياتريس: إنك برفض سؤالي تقتلني ... وداعًا!

(الفصل الرابع، المشهد الأول)

 

  • كليوبطرة في مسرحية "انطونيوس وكليوبطرة" (Antony and Cleopatra)

كليوبطرة شخصية غير عادية، عاشقة شرسة، محاربة، سياسية داهية وداعية، ترفض الإنصياع لإرادة أي رجل حتى في الموت. لقد سحرت الجماهير والقراء على مر العصور. والمنظور الرائع الذي يمكن من خلاله مشاهدتها هو ذلك الذي يظهرها لنا دون أدنى شك أنّها من المشاهير.

إنّها امرأة شديدة الوعي بسحرها العام ومصمّمة على لعب دورها حتى نهايته النهائية.

من أفضل السطور في هذه المسرحية اتهام كليوبطرة لأنطونيوس بأنّه يخونها مع زوجته:

لكم غلظت الإيمان حتى زلزلت الآلهة في عروشها، ولكن كيف أصدّق أنك وفي لحبي وأنت الغادر الذي خان عهد فولفيا؟ يا للجنون المطبق. لقد كنت معتوهة حين جعلتك تأسرني في حبائلك بتلك العهود الزائفة التي لا تصدر عن القلب بل ينمقها الفم، وتنقض نفسها وهي بعد على شفتيك.

(الفصل الأول، المشهد الثالث)

 

  • بورشيا في مسرحية "تاجر البندقية" (The Merchant of Venice)

للوهلة الأولى نرى أنَّ حصة بورشيا هي حصة ما يشبه الجنيّة اليائسة على الرغم من المظاهر. صحيح أنها غنيّة وجميلة ولكن تلاحقها مجموعة من الأوغاد الذين يسعون وراء شيء واحد فقط، والأسوأ من ذلك، اختيارها لأحد هؤلاء الأوغاد فقد حدّد لها والدها أمر زواجها من أحدهم من وراء القبر. وبحلول نهاية المسرحية كانت قد احتفظت بنفسها في محكمة يهيمن عليها الذكور وقلبت كل التوقعات بشأن النساء الثريّات المدللات في رؤوسهن: كل من أنطونيو وباسنيو مدينان لها بوقت كبير.

ومن أفضل سطور المسرحية، متنكرةً أثناء الدفاع عن أنطونيو في المحكمة تقول:

جمال الرحمة أن تكون خيارًا لا إضطرارًا فهي كماء ينهمل بالخير ويهطل باليمن عفوًا ممن وهب وبركة لمن كسب.

(الفصل الرابع، المشهد الأول)

 

  • جولييت في مسرحية "روميو وجولييت" (Romeo and Juliet)

إنَّ مصير جولييت ليس سعيدًا تمامًا مثل بورشيا، روزاليندا أو بياتريس، لكنها تثبت على طول الطريق أنها أكثر من مجرد مباراة للرجال من حولها. ففي النهاية، جولييت هي التي تتقدم لخطبة روميو وليس العكس. وهي شجاعة بما يكفي للتخلي عن عائلتها وكل ما تعرفه من أجل الحب الذي تؤمن بهِ حقًا.

ومن أفضل السطور في المسرحية حيث جولييت تتكلم الى روميو في البستان قائلةّ:

لا تقسم بالقمر. إنّ القمر لا يدوم على حال وهو في فلكه يغيّر صورته كلّ شهر فإني أخشى أن يكون حبك مثله متقلبًا.

المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبها فقط، وموقع المدار بفسح المجال أمام الكاتب لطرح افكاره االتي كتبت بقلمه ويقدم للجميع مساحة حرة للتعبير
الاسم الكامل :
مكان الاقامة :
التعليق :
هام جدا : أدارة الموقع لا تنشر اي تعقيب فيه تجاوز لقانون القذف والتشهير, وتقع المسؤلية على كاتب التعقيب
Copyright © almadar.co.il 2010-2024 | All Rights Reserved © جميع الحقوق محفوظة لموقع المدار الاول في الشمال
سيجما سبيس بناء مواقع انترنت
X أغلق
X أغلق