اِخترتُ أَلَّا أَعرف
بقلم: سهير ناصر - شحادة
هذه المرّة
اِخترتُ أَلّا أَعرف
من أَين تكون البداية
أَو متى تحين النّهاية...
كيف لي أن أَعرف
مَنْ سَبقَ وأَزْهرَ أوّلًا
على ضوء قمر تلاشى...
بعد نحيب طيرٍ
وَدّعَ يوم أمس...
براعمَ حُبّ وزهر
اِخترتُ أَلَا أَعرف
مَن رقص وتماهى
في ظلّ لحن يضحك ويئنّ
ثمّ يقع... في حضن غدٍ ساحرٍ
يطلق خيوط دخان
يتقنُ العزف...
في حقل فيه شوك وضجر
حسَنٌ أَلّا أَعرف
متى يأتي موعد زماني
فأَنا محاربٌ
آثرتُ العيشَ في بقعةٍ من النّسيان
دون ساعة رمل تضحك
وفي فمها عطرُ حُبٍّ
عاش ثمّ اندثر...
كيف لي أَن أَعرف
مواعيد وقوع الأزمنة ...
وبلوغ الأيّام الأخيرة
فتلك أسرار السّماء تبقى...
رغم الفوضى
وهذيان القدر
اِخترتُ أَلَا أَعرف شيئًا
عن غدٍ آتٍ وأمس لا يرحل...
واخترت أَلّا أبحثَ في سفر حياتي
عن نجمٍ بلغ قمّةَ بركان...
واحترق في حضن المطر
اِخترتُ ألّا أَعرف...