قصيدة مدح للمحامي ربيع ناصر
من دار السيد أبي إياد كامل حسين أبو سنان
رَبِيعُ العَدْلِ لِلْحَقِّ ناَصِرٌ محامٍ عَنِ المَظْلُومِ للظّلم ِقَاهِرٌ
يَا عَازِفَ العودِ جِئْتُكَ شاكيًا كَسْرَ ظَهْرِي
لأنّكَ بالمُرَافَعَةِ لَا تَشْكُو جُهْدًا وَلَا سَأَمَا
يا عازِفَ النّايِ نِلْتَ محبّتِي لأنَّكَ لِأَبْنَاءِ شَعْبِكَ جَالِيَا
حَيُّوا بالرّبيعِ الفَضْلَ وَالجُودَ والكَرَمَا والنُّبْلَ والحَسَبَ الوضّاح والشّمَمَا
بِمَدْحِكَ يَشْأُوا اليَرَاعُ بَدِيهَتِي فلا غَرْوَ إِنْ قَالُوا إنّي بِمَدْحِكَ مُلْهَمَا
يَا مَنْ رأى حَدُّ الحُسَامِ وَضاءَهُ وَرَأَى السّحابُ سَخَاءَهُ فَتَعَلَّمَا
يَا مَنْ سَجَايَاهُ تُضِيءُ للنّاسِ فَتَخَالُ في لَيْلِ الحَوَادِثِ أَنْجُمَا
أَخْلَاقُكَ كَالرَّوْضِ رَوَّاهَا النّدَى وَجَلَا الغَمَامُ جَمَالَهَا فَتَبَسَّمَا
كُنْتَ الحَبِيبَ لِمَنْ أَصْفَوْكَ وُدَّهُمُ مُنذْ آنَسُوا مِنْكَ سَجَايَا تُشَرفُ الأُمَمَا
وَإِنْ كَانَ زَمَانُنَا يُرِيدُ للمُحَامِي فَخْرًا فَشَخْصُكَ نَالَ الشّهادَةَ وَبِهَا سَمَا
وَحَسْبُكَ مِنْ أَهْلِ المَوَدَّةِ عِلْمُهُمْ بِأَنَّنِي مَمْدُوحُ الخِلَالِ شَهْمًا أَبِيًّا مُكَرَّمَا
الصِّدْقُ يَشْهَدُ وَالوَفَاءُ كِلَاهُما أَبَدًا بِأَنَّكَ مَا خُنْتَ زبُونًا ولا عَهْدًا ولَاذِ ذِمَمَا
بَنَيْتَ لِنَفْسِكَ مِنْ جَوْهَرِ العَلْيَاءِ مَنْزِلَةً بِعِلْمٍ وَأَخْلَاقٍ لَا بِمَالٍ وَدِرْهَمَا
بَانَتْ عَطَايَاكَ فِي الأُفْقِ سَاطِعَةً حَبَاكُمْ بِهَا عِزًّا مَنْ لِذَاتِكَ رَسَمَا
ويَا لَكَ بَحْرًا في العطايَا والأمَانَةِ زَاخِرًا وفي المُلِحَاتِ للنّوَازِلِ مُحَطِّمَا
أَنْتَ المِثَالُ لَجِيلٍ سَالِفٍ كَرُمَتْ نُفوسُهُ وجَرى نحو العُلَا قُدُمَا
تُرَاثٌ مِنَ الأَخْلَاقِ والفَضْلِ والتَسَامُحِ أَهْدَيْتَ لِكُلِّ صدرٍ في القلبِ مُتَيَّمَا
رَوْضُ العدْلِ بدونِكَ لا تُفَتَح أَزَاهِرُهُ إلَّا لِأَنَّكَ قَدْ عَلّمَها الإخلاصَ والشِّيَمَا
لو كنتَ تعلَمُ يا ربيعَ أيّ محامٍ أَمِينٍ أنتَ لَأَمْسَيْتَ إلى الجَوْزَاءِ مُلْتَزِمَا
فارجِعْ إلى كفرسميع بالغارِ مُكَلّلًا فمَا عَوَّدْتَنَا نَلْقَاكَ إِلَّا منتصِرًا مُنَعَّمَا
وَمَا العدْلُ والحقُّ إلَّا ما نَطَقْتَ بِهِ من أَجْمَلِ اللَّفْظِ فَأَسْمَعْتَ مَنْ بِهِ صَمَمَا
وَلَمْ تَمُنَّ ما أسلفتَ من منن كالغيثِ ليس بمنّانٍ إذا انسجما
كَم ِاسْتَلَنْتَ فكنتَ اللّطفَ مكتملًا وَكَمْ صَلُبْتَ فكُنْتَ اللَّيْثَ مُقْحِمَا
فِي ميْدانِ القضاءِ أنتَ فارِسٌ بالعبءِ مضطلِعًا بالحزمِ معتصِمَا
أنتَ كأَقْدَارِ الشُّيوخِ حَصَافَةً رَأْيًا وَعِلْمًا وَحَصَافَةً جَاوَزَتِ الهَرَمَا
حَيَاةُ الجِسْمِ بَعْضُ القَرْنِ لكِنْ حَيَاةُ أَمَانَتِكَ أَقَلُّهَا بقاؤُكَ عَلَمَا
وَرَائِحُ القَوْمِ والغَادِي إِذَا جَهِلَا مَعْنَى الخُلُودِ فقد مَثَلْتَهُ لَهَا
وَمَنْ يعتصم باللّه فِيمَا يَرُومُهُ نَالَ عِزَّ الدَّارَيْنِ لِأَنَّ بالشُّكْرِ تَدُومُ النِّعَما