(ألقى الشاعر هذه القصيدة في مناسبة تكريمه في كلية دافيد يلين في القدس، وقد جرى هذا التكريم في حفل عقدته الكلية هذا الأسبوع لتخريج فوج جديد من طلابها)
قلبي إليكمْ... مِنَ الأشعارِ يَنهملُ
أنّى التفتُّ... تَغنّى الشّوقُ والجَذَلُ!
فلو نَظَرْتُمْ إلى وجهي... لَطالَعَكمْ
وجهُ الأحبّةِ... حيث القلبُ والمُقَلُ!
ولو سَأَلْتُمْ فؤادي... قام يُخْبِرُكمْ
أنْ ليس منكم، على طُولِ النّوى، بَدَلُ!
حفلٌ بهيجٌ... به الأطيارُ صادحةٌ
والزّهرُ يَرفُلُ... والأرواحُ تحتفلُ
حفلٌ بهيجٌ... به ألقى أساتذةً
هُمُ النّجومُ وفِيهِمْ يُضرَبُ المَثَلُ!
كواكبُ العِلْمِ شَعّتْ في مَدارجِها
وحَقّقَ العزمُ... ما يصبو له الأملُ!
فكان للكَدِّ فَضْلٌ... حينما دَرَسُوا
وكان للهِ فَضْلٌ... حينما وَصَلُوا!
يا دارةَ العِلْمِ... ليتَ الشِّعرَ يُسْعِفُني!
وهل تُعبِّرُ عن أعماقيَ الجُمَلُ؟!
فالذّكرياتُ... قناديلٌ مُعلَّقةٌ
في لُجّةِ الرّوحِ بالأشواقِ تَشتعلُ!
تلك الصّفوفُ... وما زالت بذاكرتي
أيّامَ أُنْشِدُ أشعارًا... وأرتجلُ!
وأَشرَحُ الدّرسَ حين الدّرسُ يَحمِلُني
إلى جذوري وآبائي ومَنْ رَحَلُوا!
هذي هي الضّادُ... قد عَلّمْتُكم زَمَنًا
فيها بلادي... وفيها الدّهرُ والأزلُ!
سِيرُوا إلى المَجْدِ في آفاقِهِ شُهُبًا
وَامْضُوا إلى الخيرِ... كَنْزُ النّاسِ ما بَذَلُوا!
وَلْتَذْكُروا العُمْرَ أنّ العُمْر صَفْوَتُهُ
اَلبِرُّ والعِلْمُ... والأخلاقُ... والعَمَلُ!