قاموس اللهجات العربيّة الفلسطينيّة العتيد
15/08/2021 - 10:14:17 pm

قاموس اللهجات العربيّة الفلسطينيّة العتيد

نظرات في قاموس البرغوثي

بروفيسور حسيب شحادة 

جامعة هلسنكي

 

خُلاصة

في هذه المرحلة المصيريّة من تاريخ الشعب الفلسطينيّ، هناك حاجة ماسّة لإعداد قاموس عامّيّ - فصيح جامع ومانع، لا سيّما أنّ أكثر من نصف هذا الشعب ما زال يعيش خارج وطنه. ما هي السمات العامّة الضروريّة لمثل هذا القاموس العتيد من حيث المصادر، لهجات المدن، لهجات القرى والأرياف ولهجات البدو؛ المنهاج في جمع المادّة؛ تبويبها وطريقة عرضها؛ المستويات اللغويّة المختلفة؛ أُسس ترتيب تسلسل المعاني والإكثار من الأمثلة؛ الإحالة واستخدام الاختصارات؛ اللهجات الفلسطينيّة والفصحى؛ الأهداف المتوخّاة؛ أهميّة دراسة اللهجات العربيّة الحيّة؛ الدروس والعِبَر المستفادة من قاموس الأستاذ عبد اللطيف البرغوثي.

مقدّمة

صدر حتّى خريف 1998 الجزآن الأوّل والثاني من "القاموس العربيّ الشعبيّ الفلسطينيّ - اللهجة الفلسطينيّة الدارجة للدكتور عبد اللطيف البرغوثي، ج. 1، الحروف ا-ذ، 310 ص.، البيرة 1987؛ ج. 2، الحروف ر-ف، 298 ص.، البيرة 1993؛ ج. 3، الحروف ق-ي، البيرة 1999. نَشرت هذا المؤلّفَ جمعيّةُ إنعاش الأسرة - البيرة، لجنة الأبحاث الاجتماعيّة والتراث الفلسطينيّ. أُسِّست هذه اللجنةُ عام 1972، ووضعت نُصبَ عينيها تحقيقَ هدف سامٍ، وهو نشر موادّ التراث الشعبيّ الفلسطينيّ العريق، من أغنية، حكاية، أسطورة، لغز، مَثَل، نكتة، طرفة ونادرة إلخ. لحفظها من الضياع والانتحال. قام أعضاء اللجنة المذكورة حتّى يومنا هذا بجهود مقدّرة في هذا الصدد، نذكر منها على سبيل المثال: إنشاء نواة لمتحف فولكلوريّ؛ إقامة ثلاثة مهرجانات في السبعينات في مدينة البيرة في الضفّة الغربيّة حول الزجل الشعبيّ، العرس الفلسطينيّ والطهور الفلسطينيّ؛ جمعُ حوالي أربعة آلاف مثل فلسطينيّ وتصنيفُها؛ إصدارُ ثلاثين عددًا من المجلّة الفصليّة التراث والمجتمع منذ عام 1974 وحتى أيلول 1997؛ إصدار عدة كتب مثل: تُرْمُسْعَيّا - دراسة في التراث (1973، ط.2، 1987)؛ مدخل لدراسة الفولكلور (1977)؛ الملابس الشعبيّة الفلسطينيّة (1982)؛ الإنجاب والطفولة (1984)؛ دليل متحف التراث الشعبيّ الفلسطينيّ  (1987)؛ دليل فن التطريز الفلسطينيّ  (1989)؛ مناضلة من فلسطين (هي السيّدة سميحة سلامة خليل رئيسة الجمعيّة، 1992). 

أسهم الدكتور عبد اللطيف البرغوثي، المولودُ عام 1928 في قرية كفر عين الواقعة في قضاء رام الله، وأحد أعضاء لجنة الأبحاث الاجتماعيّة والتراث الفلسطينيّ  - إسهامًا ملحوظًا في إثراء المكتبة العربيّة الفلسطينيّة. من مؤلّفاته: الأغاني العربيّة الشعبيّة في فلسطين والأردن (رسالة دكتوراة من جامعة لندن 1963، نشرتها جامعة بير زيت عام 1979)؛ حكايات جان من بني زيد، 1979؛ ديوان العتابا الفلسطينيّ ، 1986؛ القِصص العربيّة الشعبية من أرطاس، بالعربيّة والإنجليزيّة، 1987. أَضف إلى ذلك القاموس الضخم قيد البحث هنا، وهو كما ورد في مقدمّته "خطوة أولى في سبيل إصدار قاموس شامل للهجة الفلسطينيّة الدارجة حيث يُعتبر هذا العمل الأوّل من نوعه في هذا المجال.

يتطرّق المؤلِّف في مقدّمته (ج. 1 ص. 9-38، ج. 2 ص. 7-33) إلى نِقاط عديدة تندرج تحت ما يمكن أن يُسمّى "مدخل إلى اللهجة العربيّة الفلسطينيّة". من تلك النقاط: الضمائر المتّصلة والمنفصلة؛ الأسماء والأفعال والصفات؛ ٱسما الفاعل والمفعول؛ أساليب الاستفهام، التعجّب، النفي، النداء، الاستغاثة، التفجّع، التوجّع، الغنج، الشتم، الدعوات، المجاملات، التوسّل، الإيمان والحلفان. 

خُطّة البرغوثي وأفكاره

أمّا الأفكار الرئيسة التي طُرحت في بداية المقدّمة، فيمكن إيجازُها في البنود التالية:

أ) إنّ إعداد القاموس العربيّ الشعبيّ الفلسطينيّ  الشامل للمفردات والأدب والتقاليد، يتطلّب الاستعانة بفريق من المختصّين تدعمه مؤسّسة ذات ميزانية كافية. 

ب) إقدام الدكتور البرغوثي بمفرده على إعداد القاموس المذكور، جاء لعدم توفّر الفريق والمؤسّسة المذكورين ويُرجى أن يكون عمله هذا بمثابة نَواة للقاموس المنشود.

ت) هنالك ضرورة لدراسة اللهجات العربيّة أكاديميًّا ووطنيّا. إنّ دراسة كهذه، لا تضرّ اللغة الفصحى أو القرآن الكريم كما قد يدّعي البعض. اللهجة العربيّة الفلسطينيّة، التي لا وطنَ مستقلًّا لها، هي المهدَّدة بالضياع والاندثار، والواجب القوميّ والحضاريّ يُحتّم علينا تدوينها إذ إنّها من المقوّمات الهامّة للهُويّة العربيّة الفلسطينيّة.

ث) اللهجة العربيّة الفلسطينيّة شأنها شأن بقيّة اللهجات العربيّة الأخرى في العالم العربيّ، هي وليدة العربيّة الفصحى في جوهرها من حيثُ الصرفُ والنحو والدلالة. 

جـ) من أهمّ أوجه الخلاف بين اللهجات العربيّة وأمّها الفصحى، انعدام الإعراب في اللهجات واحتواء اللهجات لأصوات غير واردة في الفصحى، وهذه السِّمة الثانية تجعل عملية تدوين العربيّة المحكيّة بالرسم العربي ّ أمرًا عسيرا. ظاهرة التنوين، تنوين الفتح والضمّ والكسر، في اللهجات واردة رغم ندرتها. 

حـ) يرجو الدكتور البرغوثي ألا يُستغلّ ما قد يَتوصّل اليه من قواعدَ لغويّة في اللهجة الفلسطينيّة لتدريسها في المستقبل وذلك منعًا لتجميد اللهجة وتكبيلها.

خـ) نشوء اللهجات العربيّة تدريجيًا قد حدث إثر الفتوحات العربيّة واختلاط العرب بالعجم وتفشّي اللحن ومن ثمّ انتهاج المبدأ "سكِّن تَسْلَم". 

د) لا يستقيم للغة العربيّة الفصحى معنىً بدون الإعراب. 

ذ) معظم مفردات اللهجة العربيّة الفلسطينيّة مستمدّ من العربيّة الفصحى وقدر ضئيل هو دخيل عليها من الفارسيّة والتركيّة والإنجليزيّة والفرنسيّة والإيطاليّة.

ر) اللهجات البدويّة أقرب إلى العربيّة الفصحى من لهجات المدن والأرياف. 

ز) استخدام معجم "المنجد"، ط. 21، بيروت 1973، كمرجع أساسيّ بغية استخراج (احتواء) القاموس العربيّ الفلسطينيّ  والاعتماد عليه وعلى "محيط المحيط"، بيروت 1977، للتعرّف على أصول الألفاظ الدخيلة.

س) إيراد الكلمات وفق الترتيب الأبجديّ لصيغها المجرّدة أولًا فالمزيدة ثانيًا ووضع الفعل المضعّف الثلاثيّ في أوّل المادّة.

مناقشة هذه الأفكار

تحديد الهدف

إزاءَ هذه الأفكار، لا مندوحةَ من تعليق موجز على بعضها قبل الولوج في إعطاء صورة عن محتوى القاموس. بادئ ذي بدء، ينبغي أن نعرّف بدقّة ووضوح المؤلَّف الذي نحن بصدده هنا. أهو قاموس شعبيّ فلسطينيّ يُعنى بالأدب الشعبيّ (الفولكلور) والعادات والتقاليد والاعتقادات إلخ؟ أو إنّه قاموس للهجة العربيّة الفلسطينيّة كما ورد في العنوان بالإنجليزيّة 

(!sic) (Dictionary of the Arabic Palestinian Dialect)؟ أو إنّه، على ما يبدو، كلاهما معًا بل وأكثر من ذلك، ففيه مقارنة اللهجة الفلسطينيّة بالعربيّة الفصحى؟ إنّ تحديدَ الموضوع أمر ضروريّ ومركزيّ لما فيه من تأثير مباشر على منهاج البحث، حجمه، أسلوبه، طبيعته، تبويبه، متطلّباته، ومضمونه. بعبارة أخرى، هل بين أيدينا بحث انثروبولوجيّ أم لغويّ وشتّان ما بينهما.

يبدو لنا أنّه من الأنسب والأجدى علميًّا وعمليًّا لتراثنا الشعبيّ الفلسطينيّ  من جهة، وللهجة العربيّة الفلسطينيّة من جهة أخرى، بحث كلّ موضوع منهما على حدة. إنّ قاموسَ البرغوثي هذا هو عمل رائد، فهو يضمّ جانبًا انثروبولوجيًّا فولكلوريًّا وآخرَ لغويًّا فصيحًا وعامّيّا. كما يُعتبر هذا المؤلَّف أوّل قاموس للعربيّة الفلسطينيّة يستخدم العربيّة المعياريّة منطلقًا وأداةً للشرح والتفسير. 

ضرورة دراسة اللهجة، لغة الأمّ، وأهميّتها

في الواقع، حظيت اللهجة العربيّة الفلسطينيّة، لهجة الأراضي المقدّسة، بعدّة معاجمَ ثنائيّة اللغة منذ منتصف ثلاثينات القرن العشرين مثل قاموس بارثيليمي العربيّ-الفرنسيّ وقاموس باور الألمانيّ-العربيّ. أمّا القاموس العبريّ-العربيّ الفلسطينيّ  الأوّل فقد صدر عام 1968 والقاموس الثاني عام 1977 والثالث عام 1978 والقاموس العربيّ الفلسطينيّ - العبري ّالأوّل من إعداد الراهب يوحنان إليحاي صدر عام 1999 وأخيرًا قاموس إليحاي - قاموس شجرة الزيتون، العربيّ الإنجليزيّ. أمّا بداية البحث في مزايا اللهجة الفلسطينيّة وقواعدها فتعود إلى مستهلّ القرن العشرين. والجدير بالذكر أنّ هناك أطلسًا لغويًّا لفلسطين أعدّه ونشره برچشتراسر عام 1915.

أرى لزامًا عليّ أن أقول إن إجراء الأبحاث في مضمار ما يُسمّى بعلم اللهجات العربيّة (Arabic Dialectology)، وما أكثرَ لهجاتنا في الأقطار العربيّة، لا يحتاج إلى أيّ تبرير أو مسوِّغ مهما كان. العلوم اللغويّة الحديثة بمدارسها المختلفة، ترى في اللغات المحكيّة مادّة خام نموذجيّة للاستقراء والبحث. جمع هذا التراث اللغويّ اللهجيّ الضخم في العالم العربيّ أجمع، بغية بحثه ونشره لحفظه من الضياع والاستفادة منه لا سيّما في عصر التكنولوجيا المتقدّمة اليوم - واجب على لغويّينا وعلى الجامعات العربيّة. حبّذا لو ازداد اهتمام أهل اللغة بمحكيّاتهم فهم أدرى عادة بأسرارها من غيرهم. ويُسعدني أن أشيرَ هنا إلى أنّّ باحثًا عربيًّا فلسطينيًّا، الدكتور بندلي صليبا الجوزي، قد نادى بهذا منذ مطلع القرن العشرين. إنّ هذه اللهجاتِ هي اللسان الدارج أي لغة الأمّ الطبيعيّة بالنسبة للعرب كافّة، في حين أنّ العربيّة المكتوبة أو الفصيحة أو المعياريّة سمّها كما تشاء فهي لغتنا القوميّة ولغة التراث والعلوم.

إنّي لا أُضيف أمرًا جديدًا إذا ما قلتُ إنّ اللغة العربيّة الفصحى بأنماطها المختلفة ليست لغةَ أُمِّ أيّ عربيّ جُبِل عليها على الاطلاق. اللغة الفصحى مكتسبة بالجدّ والكدّ، يشرع في تعلّمها كلّ من تُتاح له الفرصة لذلك منذ نعومة أظفاره في الصفّ الاوّل الابتدائيّ وترافقه طوالَ حياته. ومشوار تعلّم أطفالنا لهذه اللغة طويل وشاقّ وما زال المربّون منذ عشرات السنين يسعون لتذليل الصعوبات الجمّة التي يواجهها المتعلّمون. أمّا اللهجات المحكيّة، مصريّةً كانت أو مغربيّة أو عراقيّة أو شاميّة أو سعوديّة إلخ.، فراسخة لدى كلّ شخص ناطق بها وهي سليقيّة حيث يتلقّنها العربيُّ سَماعًا منذ الرضاعة مع حليب أُمّه، كما يقال، والبون بين الاكتساب والرسوخ أو السليقة أو الملكة كما يقول ابن خلدون (ت. 1406) واسع وجوهريّ جدّا.

أيّة غرابة أو خطر إذن في دراسة اللغة التي يهفو لها كلّ جنان، ونتحدّث ونفكّر ونشعر ونحلُم بها؟ مثل هذه الدراسة لا تعني إحلالَ العامّيّة مكان اللغة العربيّة الفصيحة أو منافستها.

نخلُص إلى القول إنّ دراسةَ العامّيّات العربيّة عامّةً، والمحكيّة الفلسطينيّة على وجه الخصوص، واجبٌ قوميّ من الدرجة الأولى، فهي مثلًا تُنير سُبُل تعليم اللغة العربيّة المعياريّة لفلذات أكبادنا وتزيدها ثراء وحيويّة وزخما. لغة الأمّ مرآة النفس والعقل وأهمّ وسيلة للتعبير عن خوالج النفس والروح من إحساس وتفكير. إنّ المشاكل والصعوبات الجمّة التي تواجه الشبابَ العربيّ في اكتساب اللغة العربيّة الفصيحة كثيرة وواضحة للكثيرين، ومن أهمّها أوجه الشبه وأوجه الاختلاف المتداخلة بين العربيّة المعياريّة والعربيّة المحكيّة. اللغة المحكيّة هي عادة المنطلق والأداة والوسيلة في تعلّم اللغة الفصحى. وقد قال قاسم أمين في أوائل القرن العشرين بهذا الشأن "في اللغات الأُخرى يقرأ الإنسان ليفهم، أمّا في اللغة العربيّة فإنّه يفهم ليقرأ ...لذلك كانت القراءة من أصعب الفنون".

لهجة بلا وطن وكتابة قواعدها لا تكبّلها

ما يُقارب نصف الشعب الفلسطينيّ  (53٪) ما زال يقطن خارج وطنه منذ أكثرَ من سبعين عامًا، إمّا في الدول العربيّة وإمّا في الغرب. وعليه فإنّ التأثير اللغويّ الخارجيّ على لهجته أمر طبيعيّ فهناك، على سبيل المثال، اللُكنة المصريّة الجليّة التي كانت في كلام الرئيس الفلسطينيّ ، ياسر عرفات. أضف إلى ذلك، وجود ما يمكن أن يُدعى بـ "لاجئي الداخل" أي فلسطينيّي 1948 الذين أُجبروا على هجر قراهم والسكن في قرى أخرى مثل أهل البِروة، إقرث، كفر برعم، الطنطورة، عين غزال، عين حوض، اجزم، المجدل، عراق المنشيّة، رجم العلوي، ام الزينات، وملبّس إلخ. وكما ذُكر سابقًا، لا يوجد وطن مستقلّ بعد لناطقي اللهجة الفلسطينيّة.

على ضوء هذا الواقع، يُدهش المرء عند قراءة رغبة عبد اللطيف البرغوثي القاضية بألّا يُستغلّ ما قد يتوصّل إليه من قواعدَ في اللهجة الفلسطينيّة لتدريسها في المستقبل، وذلك منعًا لتكبيلها وتجميدها. أوّلًا علينا أن نفرّق بين اللغة المعياريّة واللغة المحكيّة. اللغة المحكيّة حيّة متطوّرة وقائمة بذاتها ولا خطرَ لتكبيلها إذا ما دُرّست قواعدُها كما هي الحال منذ عشرات السنين، في العالم الغربيّ وفي بلاد أخرى، ولا سيّما في إسرائيل. لم تُصَبِ اللهجة الفلسطينيّة بأيّ جمود أو تكبيل من جرّاء إعداد كتُب القواعد والمؤلّفات المدرسيّة التي تُعدّ بالعشرات منذ مطلع القرن العشرين وحتّى أواخره. قواعد اللغة، أيّة لغة، عبارة عن تنظير للسمات العامّة التي ترتكز عليها اللغة، أو بكلمات أخرى، إنّها وصف علميّ لبُنية اللغة. وبما أنّ اللغة المحكيّة كائن حيّ ينمو ويتبدّل بمرور الزمن وفقًا لعوامل ثقافيّة، سياسيّة واجتماعيّة، فكتابة قواعدها يجب أن تواكب النموّ والتغيّر. كتابة قواعدَ للهجة ما لا تكبّلها ولا تجمّدها بتاتًا إذ أنّ ناطقي اللهجة الفلسطينيّة العاديّين، على سبيل المثال، لا يعلمون شيئًا عن خصائص صوتيّات لهجتهم، صرفها، نحوها ودلالتها ولا حاجة لهم بذلك، ولله الحمد، فهي لغة أمّهم. 

وتحضُرني في هذا السياق الحادثة التي وقعت بين ابن جنّي (القرن العاشر الميلادي) وراويته الشجريّ التي تمثِّل ما نحن بصدده، النحويّ وابن اللغة السليقيّ، خير تمثيل: "وسألت الشجريّ يوما فقلت: يا أبا عبد الله، كيف تقول ضربت أخاك؟ فقال: كذلك. فقلت: أفتقول: ضربت أخوك؟ فقال: لا أقول: أخوك أبدا. قلت: فكيف تقول ضربني أخوك؟ فقال: كذاك. فقلت: ألستَ زعمت أنك لا تقول: أخوك أبدا؟ فقال أيشٍ ذا! اختلفت جهتا الكلام. فهل هذا في معناه إلا كقولنا نحن: صار المفعول فاعلا، وإن لم يكن بهذا اللفظ البتّة فإنه هو لا محالة".

أميل إلى الاعتقاد بأنّ تأليف قواعد للهجة الفلسطينيّة بالعربيّة الفصحى في الظروف الراهنة أمر ضروريّ وواجب قوميّ من الدرجة الأولى. مؤلَّف كهذا سيساعد، دون شكّ، الآباء والامّهاتِ في الغربة في عمليّة تعليم وإكساب أبنائهم لهجتهم العربيّة الفلسطينيّة، التي يتمخّض عنها تراث وحضارة يجب الحفاظ عليهما. إذ أنّ الغرض من نحو اللغة كما يقول ابن جنّي هو "… ليلحق من ليس من أهل اللغة العربيّة بأهلها في الفصاحة، فينطقَ بها وإن لم يكن منهم؛ وإن شذّ بعضهم عنها رُدّ به إليها".

بالرغم من كلّ هذا، ما زال هناك خصوم كثر للعامّيّات العربيّة يأنفون حتّى من البحث فيها. وهذا ممّا ورثه أهل علوم العربيّة المحدثون من اللغويّين القُدامى الذين أهملوا اللهجاتِ ونعتوا بعضها بـ "اللغات المذمومة". ففي كتاب إمام النحاة سيبويه (ت. 796م) نجد مثل هذه الأوصاف "قبيح"، "خبيث"، "لغة رديئة"، لغة رديئة جدا"، "ضعيفة" إلخ. إنّ مصيرَ أيّة لغة طبيعيّة في هذا الكون، من حيثُ التطوّرُ واستيعاب العلوم والفنون والتكنولوجيا المعاصرة على أنواعها المختلفة، متعلّقٌ أصلًا بمستوى ناطقيها العلميّ والاجتماعيّ. ما زالت نسبة الأمّيّة في العالم العربيّ عاليةً، والواجب القوميّ يقضي بمضاعفة الجهود للقضاء على هذه الآفة وتطبيق التعليم الإلزاميّ. وثمة سؤال يطرح نفسه، لماذا لم يُقدم علماء العرب حتّى الآن على تدريس العلوم في الجامعات العربيّة، وما أكثرَها، بلغة الضاد (باستثناء جامعة دمشق، على ما نعلم)؟ ولماذا، على سبيل المثال، لا يستخدم المشرق العربيّ الأرقام العربيّة؟.

لكلّ مقام مقال

لا ضيرَ في وجود نوع من الازدواج اللغويّ (diglossia)، أي وجود هوّة بين لغة مكتوبة وأخرى محكيّة، فهذه سُنّة الطبيعة في جميع اللغات البشريّة الطبيعيّة والحيّة منذ القِدم. وللازدواج اللغويّ في كلّ الشعوب أثر واضح في الفكر وبلورة الشخصيّة والتربية والأخلاق. وكما يقال "لكلّ مقامٍ مقال"، ومدى اتّساع الهوّة بين النمطين اللغويّين المذكورين مرتبط أساسًا بمستوى التعليم والثقافة لدى الناطقين باللغة. حُكي عن أبي عمرو بن العلاء اللغويّ المعروف (ت. 770م) ما يلي: "قصده طالب ليقرأ عليه فصادفه بكلاء البصرة (سوق بالبصرة) وهو مع العامّة يتكلّم بكلامهم، ولا يُفرّق بينه وبينهم فنقص في عينه، ثم لمّا دخل الجامع أخذ يخاطب الفقهاء بغير ذلك اللسان فعظم في عينه، وعلم انّه كلّم كلّ طائفة بما يناسبها من الألفاظ، وهذا هو الصواب، ومنِ ادّعى معرفة اللغة وتكلّم مع كلّ احد بالعالي والغريب فهو ناقص العقل".

جمْع المادة القاموسيّة

قبل الشروع بعمل جليل كهذا، كالذي شرع به الدكتور البرغوثي في إصداره، لا بدَّ من طرح عدّة أسئلة أساسيّة ومحاولة الإجابة عليها بغية اتّباع منهاج علميّ معيّن أو أكثر. من هذه الأسئلة: ما هي خطوط المنهج التي سار عليها الباحث في جمع المادّة اللغويّة، ومن ثمّ تصنيفها وتدوينها ومنهاج عرضها؟ مصدر العربيّة المحكيّة هو كلام الناس الدارج العاديّ وعليه فمن الضروريّ جدًّا القيام بتسجيل ميكانيكيّ (آليّ) لأكبر قدر ممكن من عيّنات هذا الكلام لدى جميع شرائح المجتمع الفلسطينيّ، ولا سيّما المسنّين والمسنّات الذين يرمون الكلام على عواهنه في شتّى القرى والمخيّمات والمدن. والشيء بالشيء يُذكر، لا شكَّ أنّ إقامة أرشيف لمثل هذه التسجيلات تُعتبر واجبًا وطنيًّا من الدرجة الأولى إذ بواسطتها يمكن الحفاظ على التراث العربيّ الفلسطينيّ. أضف إلى ذلك أنّه لا بدّ من جمع كلّ ما كُتب ونُشر (أو ما زال مخطوطًا) باللهجة العربيّة الفلسطينيّة نثرًا كان أم شعرا.ممّا يجدُر ذكره وجود مشروع بحث في جامعة حيفا منذ العام 1996 لجمع النصوص المحكيّة في شمال البلاد، ومقالة الأُستاذ رافي طَلْمون (1948-2004) في هذا الكتاب تعتبر إحدى نتائج هذا المشروع.

يذكر الدكتور البرغوثي أنّه اعتمد على نصوص متوفّرة لديه، إلا أنّه وللأسف، لا يُفصح عنها في الجزء الأوّل ويكتفي في الجزء الثاني بالقول "مؤلّفاتي التراثيّة" دون إيراد قائمة بها مفصّلة ودقيقة وإدراجها في المكان المناسب وإحالة القارئ إلى الكتاب والصفحة كالمعتاد في الأبحاث العلميّة. المصدر الثاني الذي اعتمده البرغوثي في إعداد قاموسه كان بالطبع معرفته الشخصيّة بنمط من أنماط اللهجة الفلسطينيّة، قرية كفر عين في منطقة رام الله. يرد اسم قرية البرغوثي هذه بضع مرّات في القاموس وكان من المحبّذ بل من الضروري إعطاء ولو نبذة عنها في المقدّمة، فجلّ المادة اللغويّة العامّيّة النثريّة مبنيّة عليها. 

لغة الشعر ولغة العامّة

يلاحظ المتصفّح للقاموس، لا سيّما في الجزء الأوّل، بأنّ المؤلِّف قد هضب في المادّة الشعريّة، حوالي 950 بيتًا من الشعر الشعبيّ (أكثر من 600 بيت في ج. 1) وهذه الظاهرة تعكس خلفيّة البرغوثي العلميّة. والسؤال المبدئيّ الذي يطرح نفسه هو: أهنالك حاجة إلى استغلال هذا المصدر الشعريّ الشعبيّ في إعداد قاموس للهجة العربيّة الفلسطينيّة؟ إذا كانت الإجابة نعم، فإلى أيّ مدىً وما هي الطريقة المُثلى لعرض المادّة وما الهدف منها؟ هل هذه الشواهد الشعريّة تساهم في شرح الموادّ القاموسيّة؟ أم أنّه من الأنسب والأجدى، كما ألمحنا أعلاه، فصل القاموس اللهجيّ عن القاموس الشعريّ الفولكلوريّ؟ على كلّ حال، لا بدّ من التمييز الواضح بين لغة الكلام العاديّ الدارج ولغة الشعر الشعبيّ. لا يُعقل أن يقال، على سبيل المثال، بأنّ اسم الاستفهام "مَن" مستعمل في الكلام الدارج الفلسطينيّ  ٱعتمادًا على مثل يتيم متحجّر، "يِرْحم مَنِ (ا)نْتو فاقْدين"، في التعزية المألوفة. لا نحبّذ أسلوب الاستشهاد التلقائيّ ببيت أو أكثر من الشعر بمجرّد احتوائه على اللفظة المطروقة. في مثل هذه الحال نرى بأنّ إعداد معجم مفهرس للشعر الشعبيّ الفلسطينيّ هو الإطار العلميّ المناسب لذلك. على الباحث انتقاء الأمثلة الجيّدة فقط، والاحتفاظ بما بقي في جعبته لبحث آخرَ في المستقبل واتّخاذ قرار قاسٍ وعسير كهذا لا يفقه كنهه إلّا المجرِّب.

أداة التدوين

لا يُولي الدكتور البرغوثي موضوعَ كيفيّة تدوين المادّة اللهجيّة الفلسطينيّة الاهتمام الذي يستحقّه، بل يكتفي بالقول بأنّ الأبجديّة الفصحى لا تفي بالغرض. لا شكّ في ذلك، فالكتابة العربيّة ليست صوتيّة حسيّة بل فونولوجيّة (علم الأصوات اللغويّة) والعين عدوّة الأذن. لا توجد لغة في العالم تستعمل أكثر من 60 صوتًا من مئات الإمكانيّات التي يمكن لجهاز النطق التفوّه بها. لذلك يلجأ باحثو اللهجات العربيّة الأجانب، إلى استخدام الحروف اللاتينيّة كأساس لتدوين أبحاثهم وهذا ما يُعرف بـ "الأبجدية الصوتية العالمية" أي IPA أو الأبجديّة الصوتيّة المستخدمة في الموسوعة الإسلاميّة (Encyclopedia of Islam). هذا لا يعني بأنّ تدوين نصوص من اللهجات العربيّة بالرسم العربيّ مستحيل ولا يمكن أن يكون دقيقا. الأمر ممكن، إذا ما أدخلنا عليه التعديلاتِ والاضافات والعلامات الكفيلةَ لوصف صوتيّ دقيق قدر الإمكان، كما هي الحال في الرسم اللاتينيّ المعدّل. برامج الحاسوب المتطوّرة كفيلة إلى حدّ بعيد بتقديم الكثير من الأفكار والحلول في هذا الشأن. بالرغم من ذلك، فالأمر يتطّلب دراسة متأنّية فنحن بصدد ابتكار شيء جديد قد يلاقي معارضة، إذ لم يعتدِ العرب بعد على كتابة نصوص لهجيّة بطريقة دقيقة والحاجز النفسي ما زال كبيرا. 

يتكلّم الإنسان العربيّ بلهجته، وإذا أراد الكتابة فعليه بالفصحى. لا زلت أتذكّر المشقّة التي كان يتكبّدها طلابي العرب في الجامعة العبريّة في القدس خلال قراءة نصوص عربيّة مدوّنة بالخط العبري لكتّاب يهود في القرون الوسطى، أمثال موسى بن ميمون وسعيد بن يوسف الفيّومي وأبي الوليد مروان ابن جناح. لا مجال هنا لاستقراء موضوع أداة التدوين الجديدة ونكتفي بالإشارة إلى بضع نِقاط فقط. لا بدّ من التفريق بين لفظي كلّ من الحركتين الطويلتين، الواو والياء، في اللهجة الفلسطينيّة (ī , ē ; ō, ū) أمّا طريقة لفظ الضمّة والكسرة u / o و i / e على التوالي فلا تؤثّر على دلالة الكلمات. الكلمة "صوم" في العامّيّة الفلسطينيّة قد تكون مثلًا مصدرًا أو فعل أمر للمخاطَب، وعليه ينبغي كتابتها بشكلين مختلفين مثلًا "صوم" و"صوم" أي أن الواو بالخطّ الكوفيّ أو بخطّ البيان إلخ.  تُلفظ ō والواو العاديّة (بخطّ الجيزة) تُلفظ ū كما هي الحال في الفصحى. وبنفس الطريقة لا بدّ من التمييز بين "بِيبي" الدخيلة بمعنى "الطفل الرضيع" و"الاسم الشخصيّ غير الرسميّ لرئيس الحكومة الاسرائيليّة" أي "بِيبي" و"بِيبي". وقِس على ذلك بخصوص ضرورة التفريق بين أحرف الترقيق وأحرف التفخيم لا سيّما عندما يؤدّي هذا الفارق الصوتيّ إلى اختلاف دلاليّ (وهذا ما يُدعى بالاختلاف الفونيميّ، (الفونيم: أصغر وحدة لغويّة مميّزة في المعنى) مثل "بابا" أي "بابُها" و"بابا" أي "يا أبي" أو "حبر أعظم"، "بوزا" أي "فمُها بأسلوب غير مؤدَّب" و"بوزا" أي "بوظة"، "أيّ" للاستفهام و"أيّ" للتوجع، "أخ" أي "شقيق" و"أخ" للتوجّع. كذلك فإنّ طول الحركة يؤدّي إلى تغيير المعنى مثلًا: أسْكِيمُو = اسم شعب في القطب الشماليّ؛ أسْكِمُو = نوع من البوظة المثلّجة. 

قسم كبير من المادّة اللغويّة اللهجيّة، الذي جُمع ونُشر حتّى الثلث الأوّل من القرن العشرين، لا يمثّل بصدق اللغة الشعبيّة المحكيّة، بل فيه سمات واضحة من الأسلوب الفصيح، وعليه ينبغي التعامل معه برويّة واحتراز. الحصول على عيّنات موثوق بها من اللهجة العربيّة الفلسطينيّة يحتاج إلى خبرة واسعة، إذ أنّ الرواة عادة يميلون إلى إضفاء بعض "التفصيح/ التفصحن" في حديثهم، لا سيّما أمام الغريب ومسجّل الصوت وآلة التصوير. 

 

منهاج البحث ومجاله وأنماط العربيّة

ماذا يُدرَج في طيّات القاموس وماذا يُهمَل؟ ماذا بخصوص الكلمات العبريّة الكثيرة المستعملة في لهجات عرب 1948؟ ماذا بشأن لهجة اليهود المولودين في فلسطين مثل أستاذنا الفذّ موسى پيامنتا (1921-2012)؟ ما الغرض من إعداد القاموس ومن المستفيدون منه؟ هل هناك حقًّا لهجة عربيّة فلسطينيّة واحدة أم لهجات عدّة وما هي؟ ما الحدود الفاصلة بين اللغة المكتوبة واللغة المحكيّة؟ هل هناك مستويات في اللهجة العامّيّة؟ ما المنهاج في إدراج المعاني والاستعمالات المختلفة للكلمات؟ ما هي الاختصارات المستخدمة؟ هل يرمي الأستاذ عبد اللطيف البرغوثي إلى مقارنة اللغة الفصيحة بلهجته الفلسطينيّة، كما يبدو الأمر جليًّا في الجزء الثاني من قاموسه؟ في هذه الحالة الأخيرة أليس من الأفضل كتابة بحث بعنوان "الكلمات العربيّة الفلسطينيّة الفصيحة" أو ما أشبه ذلك كما نجد في بعض اللهجات العربيّة الأخرى؟ إنّ التخصّص والتعمّق من سمات الأبحاث المعاصرة. 

في العالم العربيّ ثلاثة أنماط لغوية رئيسيّة وهي اللغة الفصحى، اللغة المحكية ولغة بَيْنَ بَيْنَ (أو اللغة المشتركة، اللغة الوسطى، لغة المثقّفين). يمكن القولُ بأنّ اللغةَ العربيّة الفصيحة واحدةٌ في جوهرها في جميع الأقطار العربيّة وهي أهمّ دعائم القوميّة العربيّة إذ أنّها "الرباط الوحيد (koine) الذي يمكن أن يجمع العربَ في كلّ مكان". من المعروف أنّ هناك بعض الاختلاف الصوتيّ/الفونوطيقيّ والدلاليّ للعربيّة الفصحى في الدول العربيّة. في سوريا والعراق، على سبيل المثال، يُفرّق بين "المعلّم" و"المدرّس"، الأوّل عمله في المدرسة الابتدائيّة والثاني في المرحلتين الابتدائيّة والثانويّة، وهذا التفريق غير موجود في مصر والأردنّ ولبنان مثلا؛ "وزارة الزراعة" و "بعد الظهر" في المشرق العربيّ هما "وزارة الفلاحة" و "بعد الزوال" في المغرب العربيّ؛ "إقليميّ" في المشرق العربيّ هو "جهوي" في المغرب العربيّ؛ "تاريخ الولادة" في المشرق العربيّ هو "تاريخ الازدياد" في الجزائر و "تاريخ التكاثر" في المغرب؛ "الدعاية" في المشرق العربيّ يقابلها "الإشهار" في الجزائر؛ "رُشّح" في المشرق العربي هو "تمّ الدفع بـ " في ليبيا إلخ. 

أمّا اللغة العربيّة المحكيّة فهي عبارة عن عدد كبير من اللهجات المحليّة ولا أحدَ يعرف تعدادَها. وهذه اللهجات التي يستعملها في الوقت الراهن قرابة الأربعمائة مليون إنسان في حياتهم اليوميّة العاديّة ليست وليدةَ اللغة العربيّة المعياريّة الحديثة بل ترجع بداية تاريخ نشوئها إلى القرن الثامن الميلاديّ إثر الفتوحات العربيّة الاسلاميّة. هذا هو الرأي السائد في المصادر اللغويّة العربيّة القديمة والحديثة بشأن انبثاق اللغة المحكيّة خارج شبه الجزيرة العربيّة إثر انتشار ظاهرة اللحن (الخطأ اللغوي بأنواعه، من حيث الصوتُ والصرف والنحو والإعراب) بين الأعاجم في مدنهم. ومن المعروف أنّ لغة الحديث، اللغة المحكيّة أقدم من لغة الكتابة بآلاف السنين.

يقول ابن جنّي النحويّ المعروف: "غير أنّ كلام أهل الحضر مضاهٍ لكلام فصحاء العرب في حروفهم، وتأليفهم. إلّا أنّهم أخلّوا بأشياءَ من إعراب الكلام الفصيح". وفي فصل آخرَ يتحدّث ابن جنّي عمّا طرأ على لغة أهل المدر (الحضر) من "الاختلال والفساد والخطل،… اضطراب الألسنة وخبالها، وانتقاض عادة الفصاحة وانتشارها، ...الضعفة الحضرية". هذا الرأي حول نموّ اللهجات العربيّة وظروفه يذكره الدكتور البرغوثي في المقدّمة. للأمانة العلمية لا بُدَّ من التنويه برأيٍ آخرَ يقضي بأنّ اللهجاتِ العربيّةَ كانت، كما هو معروف ومتوقّع، حيّةً تُرزق في حِقبة ما قبل الإسلام إلى جانب لغة الشعر الجاهليّ ولغة الخطابة والأمثال والحِكم. الازدواج اللغويّ، لغة الحديث الشعبيّة ولغة الأدب الرسميّة، قديم في تاريخ البشريّة قِدَم الفصل بين الحيوان والحيوان الناطق أي تعلّم اللغة "بالمواضعة أو بالإلهام".

اللغة واللهجة

منَ الصعوبة بمكان رسم خطّ فاصل ودقيق بين اللغة واللهجة، وللتفاهم المشترك دوْر ما في الموضوع. في الوقت ذاته يجب الإشارة إلى أنّ ناطقي لغات مختلفة كالسويديّة والدانمركيّة والنرويجيّة يفهم بعضُهم البعضَ في حين يصعُب ذلك أو يتعذّر في بعض لهجات اللغة الواحدة. منَ المستحيل رسم حدود دقيقة بين لهجات اللغة الواحدة. ويصِحّ القول بأنّ اللغة عامّة، تكون ذات تراث أدبيّ مدوَّن في حين أن للهجات تراثًا شفويًّا والعلاقة بينهما هي علاقة العامّ بالخاصّ، الأُمّ بالبنت، الأصل بالفرع. وفي موضوع الاختلاف اللهجيّ يكون لإحساس الشريحة الاجتماعيّة الناطقة بلهجة معيّنة وزن كبير، ولكلّ لهجة مجموعة من الخصائص المشتركة. هذه الصلة لم تكن جليّةً لدى الكثير من اللغويّين العرب القدامى، أمثال ابن جنّي الذي اعتبر اللهجات لغات وكلّها حجّة.

من الممكن تعليل ما بين اللهجات من فروق بمجموعة من العوامل: اجتماعيّة، سياسيّة، جغرافيّة وتاريخيّة، وفي بعض الحالات هناك العامل الطائفيّ. في نظرنا من الضروريّ والمفيد تقسيم اللهجة العربيّة الفلسطينيّة إلى ثلاثة أقسام أساسيّة - لهجة أهل المدن، لهجة أهل القرى (الفلاحين) ولهجة البدو. من الملاحظ أنّ الدكتور عبد اللطيف البرغوثي لم يأبه بهذه القضيّة الجوهريّة إلّا فيما ندَر. وهو كذلك يستعمل ألفاظًا وعباراتٍ عامّة دون أيّ تحديد مثل "وكثيرا ما يسقط الناس الهمزة"؛ "وقد يقولون"؛ "البعض يقول ويسمّي"؛ "في العامية"؛ "الناس يقولون / يلفظون" "في بعض أنحاء فلسطين" إلخ. وممّا يجدر ذكرُه في هذا السياق أن باوِر مثلًا في كتاب قواعده للهجة الفلسطينيّة الذي صدر عام 1898 يميّز بوضوح بين لهجة المدن ولهجة الريف ويشير أحيانًا إلى لهجة نابلس والشمال.

 الإعراب

هناك بون شاسع بين العربيّة الفصحى واللهجات العربيّة المعاصرة من حيثُ الفروعُ الأساسيّة للغة وهي الفونولوجيا (علم الاصوات الوظيفي أو التشكيليّ)، الصرف، النحو والدلالة. نكتفي في هذه العُجالة بالإشارة إلى فوارقَ ثلاثة: أوّلًا اللغة العربيّة الفصحى معرَبة أمّا العاميّات العربيّة فغُفل من الإعرابَ (هناك بقايا للتنوين لا سيّما تنوين الكسر في اللهجات البدويّة). من الأمثلة لتنوين الفتح كلمات "محنّطة/متحجّرة" مثل "أهلًا وسهلًا؛ شكرًا؛ عفوًا؛ نعيمًا؛ سَلفًا؛ أوّلًا؛ قصدًا؛ متلًا؛ طبعًا؛ رأسًا؛ أساسًا؛ أصلًا؛ فجأةً، وأمثلة لتنوين الكسر "غصبٍ عنّه؛ بْعيدٍ عنّك؛ أجْرٍ عنّه؛ بعد عمرٍ طويل" ؛ أمّا بخصوص تنوين الضمّ فلم أعثر على أمثلة له لا في لهجتي ولا في القاموس قيد البحث رغم أن البرغوثي يشير إلى وجوده. كما يذكر البرغوثي بأنّه لا يستقيم للغة الفصحى معنًى بدون الإعراب. 

لا يخفى على المضطلع أنّ في مثل هذا التعميم قدرًا من المبالغة. أوّلًا لمصطلح "الإعراب" معنيان رئيسيّان يمكن تلخيصهما بفعلي الأمر "أعْرِب" و"اشْكُل" في دروس قواعد اللغة العربيّة في العالم العربيّ. ففي الحالة الأولى يُطلب من المتعلّم القيام بتحليل صرفيّ ونحويّ ظاهر أو مقدَّر الخ. (الاتّجاه التفكيكيّ) في حين أّنه في الحالة الثانية على الطالب إضافة الحركة القصيرة المناسبة أو التنوين الملائم على الحرف الأخير من الكلمة أو الحرف الدالّ على الإعراب (الاتّجاه التركيبيّ). ثانيًا إنّ اللغة العربيّة المعياريّة اليوم، ليست مكوّنة فقط من مبانٍ لغويّة مثل هذه العبارات: "إنما يخشى اللهَ من عباده العلماءُ" (سورة فاطر آية 27)؛ إن اللهَ برئٌ من المشركين ورسولُه" (سورة التوبة آية 2)؛ "أنا قاتلُ (قاتلٌ) غلامِك (غلامَك) في قصّة الكسائي وأبي يوسف القاضي في مجلس هارون الرشيد؛ "مَن خَتَنَك (خَتَنُك)؟" قول الأمير عبد العزيز بن مروان للرجل المظلوم؛ "ما أجملُ (أجملَ) السماءِ (السماءَ)" سؤال ابنة لأبيها أبي الأسود الدؤليّ؛ "بكم ثوبك مصبوغًا / مصبوغٌ"؛ "زيد يأتينا صباحَ مساءَ" إلخ.

لغة الضاد والظاء

ثانيًا، يَحِقُّ/يَحُقُّ لنا أن نطلِقَ على العربيّة الفصحى المعاصرة الاسمَ، لغة الضاد والظاء، إذ أنّ هذين الصوتين المفخَّمَيْن لا وجودَ لهما مجتمِعَيْن في أيّة لهجة عربيّة حديثة بلֵ ٱندمجا في صوت واحد. ومن الملاحظ أنّ الضاد التي تأتي بدلًا من الظاء أيضًا ترد في لهجات المدن التي لا تستعمل عادةً الأصوات الأسنانيّة، الثاء والذال. أمّا الظاء التي تمثّل الضاد أيضًا فتوجد في اللهجات التي تستعمل الثاء والذال مثل اللهجات البدويّة. أضِف إلى ذلك بأنّ هناك بعض اللهجات في الأناضول تُقلب فيها الضاد والظاء زايًا مفخّمة في حين أنّهما يُقلبان في لهجات أخرى في قضاء سِعِرْد إلى الڤاء المفخّمة.

ممّا يجدر ذكرُه في هذا السياق أن هناك لهجةً عربية واحدة، على ما نعلم، وهي لهجةُ بني عَبادِلَ في شمال اليمن الشماليّ حيث لا اندماجَ بين الضاد والظاء، بل كلٌ منهما تُقلب إلى صوت آخر. تُقلب الضاد الفصيحة ظاءً أمّا الظاء الفصيحة فتُقلب ثاءً مفخَّمة. وقلب الظاء ثاء يذكره إمام النحاة سيبويه ضمن الأصوات السبعة الرديئة وغير الشائعة على ألسنة أهل الفصاحة إذ يقول عنها "… بحروف غير مستحسنة ولا كثيرة في لغة من ترتضى عربيته، ولا تستحسن في قراءة القرآن ولا في الشعر".

ربّما حسُن، في هذا السياق، التنويهُ بأنّ الضاد القديمةَ غير الضاد التي نعرفها اليوم، فهي اليوم أسنانيّة مطبقة انفجاريّة (كالدال المفخّمة) في حين كانت في الماضي البعيد رخوة مطبقة ومخرجها قريب من مخرج اللام أي "من أوّل حافّة اللسان وما يليها من الأضراس". ويبدو أنّه نتيجة لغرابة تلك الضاد القديمة ونُدرتها دُعي العرب باسم "الناطقين بالضاد" وأُطلق على لغتهم اسم "لغة الضاد"، "وزعم ناس أنّ الضاد مقصورة على العرب دون سائر الإمم"، وهذا أقدم شاهد عثرنا عليه حتّى الآن بخصوص التسمية المذكورة. 

صيغة المبني للمجهول

ثالثًا، وجود صيغة الفعل الثلاثيّ المبنيّ للمجهول في الفصحى واندثارها كليًّا تقريبًا في العامّيّات العربيّة الحديثة باستثناء بعض لهجات يمنيّة ولهجة عُمان. من الواضح أن وزن ”اِنفعل“ حلّ محلّ صيغة المبني للمجهول (internal passive). من الممكن العثور على بعض الأمثلة النادرة للصيغة آنفة الذكر في بعض اللهجات الفلسطينيّة، ففي لهجة كاتب هذه السطور، قرية كفرياسيف الواقعة في الجليل الغربيّ بالقرب من مدينة عكّا، يستعمل الكفارسة "خِلِق" و"شِفِي" و "قِلِب" بمعنى "وُلِد"و "شُفِي" و "انقلب" (أمّا "دِفي"، "حِفي"، "كِرِم" إلخ. فهي متحدّرة من ”فَعِل“ أو ”فَعُل“ اللازمين). وهنالك بضعة أمثلة للمضارع المجهول في نفس اللهجة، "تِرزِِق" أي "تُرْزَق " الوارد في المثل "مَحَلّ ما تِرْزِق إلْزِق" أي "في المكان الذي تُرزَق فيه التصق به"، "يِضْرَبْ" أي "يُضْرَب" في القول: "يِضْرَبْ بُطْرُس ؤسْخُولُه" أي " لا أتدخّل".

صرف واحد

بالرغم ممّا قيل، فإنّا نودّ أنّ نلفت النظر إلى حقيقة مهمّة وهي أنّ وشائج القربى بين العامّيّات العربيّة متلاحمةٌ لا سيّما في مجال الصرف. وعليه فإنّا نميل إلى الاعتقاد بأنّ الرحّالة بركهارد مصيب إلى حدّ بعيد في رأيه": تجد اختلافًا لا ريب في لهجات اللغة العربيّة العامّيّة أكثر من أيّة لغة أخرى، ولكنّه لا يصعب عليك أن تفهمها جميعًا إذا ما تعلّمت إحداها، وذلك على الرغم من اتّساع البلدان التي يتكلّم أهلوها بها". السؤال المركزي ّ يبقى مدى ذلك الفهم.

وممّا يجدر ذكرُه أنّ النحويّين العرب القُدامى لم يستعملوا المصطلح "اللهجة" قط في مؤلّفاتهم. وجاء في المعاجم العربيّة القديمة أنّ معنى "اللهجة" اللسان أو طرفه أو جرس الكلام ولهجة فلان لغة أمّه وكانوا يُطلقون على "اللهجة" "لغة" أو "لغية".

هفوات قاموس عبد اللطيف البرغوثي

بالإضافة إلى ما ذُكر حتّى الآن من ملاحظات وتساؤلات وتحفّظات ومآخذ جوهريّة عامّة بشأن قاموس البرغوثي، لا بدّ من الإشارة إلى قائمة مختارة بالهفوات، التي عثرنا عليها خلال القراءة المتمعنّة والممتعة بغية تصحيحها في المستقبل. 

1) لم تحظَ لهجات عرب عام 1948 إلّا باهتمام ضئيل جدّا وكذلك لهجات المدن والبدو. ولا توجد في القاموس مادّة تخصّ الدروز، حوالي مائة وأربعين ألف نسمة يعيشون في الجليل، ولكنّهم ذُكروا في مادّة "عقل".

2) من المألوف في إعداد المعاجم الحديثة التطرّق في المقدّمة القصيرة إلى منهاج البحث، ثبت المصادر، إثبات لائحة بالاختصارات المعتمدة وإرشادات عامّة ضروريّة للقارئ.

3) اللهجة العامّيّة كيان قائم بذاته؛ وعليه فمن الضروريّ استقراء قاموسها دون اعتبارها تشويهًا للفصحى إذا ما أردنا إعداد قاموس علميّ وشامل للعربيّة الفلسطينيّة. بناءً على ذلك، فمن يودّ مثلًا أن يبحث عن "إنجاص" فموقعها الطبيعيّ تحت هذه الأبجدية وليس تحت الصورة الفصيحة والدخيلة من السريانيّة أيضًا "إجّاص" (ج. 1 ص. 51) وكذلك ما يقابل ”التوأمين" في العامّيّة أي"توم" مكانه تحت ت.و.م. وليس تحت اللفظة الفصيحة أ.ت.م. (ج. 1ص. 142)، أمثلة أخرى: ج. 1 ص. 42 (ميبرة)، 70، 73، 75، 87، 278؛ ج. 2 ص. 43، 208.(ص. 153).

4) أخطاء لغويّة ولا سيّما مطبعيّة كثيرة وقعت في القاموس مثلًا: ج. 1 ص. 40، 43، 53، 68، 76، 79، 84، 89، 92، 96، 97، 100، 104، 106، 107، 147، 151، 162، 164، 174، 187، 193، 197، 202، 215، 217، 223، 230، 231، 236، 243، 252، 253، 260، 261، 268، 310؛ ج. 2 ص. 34، 35، 39، 40، 41، 48، 49، 50، 51، 59، 60، 61، 63، 67، 69، 70، 71، 72، 79، 103، 111، 112، 114، 115، 126، 127، 129، 134، 138، 144، 149، 153، 163، 163، 171، 186، 195، 223، 234، 235، 244، 253، 256، 262، 269، 273، 275، 287، 292، 293.

5) لا مكان للقصص وللحكايات وللتفسيرات وللاستطرادات وللمعتقدات وللروايات وللوصفات وللرُّقى وللطُرف وللنكت في المعاجم. كذلك من الحشو إدخال ملاحظات حتّى ولو كانت ثاقبة وذكيّة مثل: "والذي يولد يوم (29) شباط لن يتمكّن من الاحتفال بعيد ميلاده الّا مرّة كلّ أربع سنوات". انظر ج. 1 ص. 42، 43، 46، 52، 54، 58، 61-62، 69، 72، 75، 82، 83، 84، 93، 96، 97، 98، 100، 106-107، 109، 112، 115، 127، 128-129، 131، 133، 134-135، 139، 140، 143، 144، 145، 148، 153-154، 155، 160، 163، 171، 172، 173، 176، 180، 182، 183، 200، 202، 214-215، 222، 223، 227، 241، 243، 246-247، 249، 250، 251، 261، 269-270، 300، 301، 302-303، 306-307؛ ج. 2 ص. 50، 56، 59، 60، 63، 68، 72، 73، 74، 77، 79، 92، 98، 103، 110، 114‏.116، 122، 128، 129، 130-131، 136 (في الجليل قريتان شركسيّتان)، 139، 149، 156، 158-159، 161، 163، 165-166، 167، 168، 170، 177، 179، 182-183، 185، 190-191، 196، 198، 199، 201، 202-203، 208، 211-212، 213، 216، 236-237، 242، 249، 264، 269، 270، 275، 278-279، 287، 292.

6) بدلًا من هذه النصوص الشائقة في معظمها وغير "المحتشمة" في بعضها، كان من المتوقّع إيجاد أمثلة لغويّة مقتضبة وجيّدة حول معاني الموادّ القاموسيّة واستعمالاتها. في المادّة القاموسية "أجا"، على سبيل المثال، كنّا نتوقّع شيئًا من هذا القبيل.

عيّنة للهجة كفرياسيف

أجى: يِيجي، تَعال/تَعْ، جاي (ذ/ث)،جَيّْين، جَيّات، جينِه: جاء: يجئ، جِئ، جاءٍ، جائية، جاؤون، جائيات، مجيء. أجآ توم صُبْيان: وُلد له صبيّان؛ جايْ جايْ يِمَيِّل عَلينا: عادةً يُعرّج علينا؛ أجَت مِنُّه مِشْ مِنّي: الجواب السلبيّ (المفضّل للمتكلِّم) صدر عنه وليس عنّي؛ إ(ل)سِّنِه إلْجاي/إِجّاي: السنة القادمة؛ مِنِ الْبير ؤجاي: من البئر وإلى هذه الناحية؛ تَعْ جايْ!: تعالَ (غير مؤدَّب) إلى هنا!؛ مِنْ خَمْسين سِنِه ؤجاي: منذ خمسين سنة وإلى الآن؛ روحَه جينِه: ذهابًا وإيابًا؛ هاي جينْتِى مِنِ (ال)سُّوق: هذه اللحظة، الآن وصلتُ من السوق؛ إيش يَمّا أجيتْ، أجيتْ ها أيْ موجِه تِقْحَفَك: ماذا يا أمّي جئتُ، جِئْتَ أخيرًا فلتبلعك الموْجةُ؛ إلّي بيجي أَهْلا ؤسَهْلا وِ(ا)لّي بِجيش مَعِ (ال)سَّلامِه: مَن يأتي فأهلًا وسهلًا به ومَن لا يأتي فلا أسَف على ذلك؛ خُدي هَلْبَمْيات بيجو 2 كيلو: خذي هذه الكمية من البامية إنها تُقدّر بـ 2 كغم؛ بيجي (= أبو) تْلَتين واحَد كانو في (ال)صَّلا: كان حوالي الثلاثين شخصًا (مصلّيًا) في الكنيسة؛ عَقْلُه بِجيش على عَقْلي: نحن لا نتفاهم، لا تناغمَ بيننا؛ إزا بيجي عَليك إلْبَنْطَلون خُدُه: إذا كان مقياس السروال مناسبًا لك فخذه!؛ هِيّاتو رايِح جاي عَ(لى)دَّكْتور: صحّته متدهورة، يتردّد دومًا على الطبيب؛ هَلْحَمّ بيجي ؤُبِروح: الحرارة متقطّعة، تأتي وتزول؛ شو جاي عَ(لى) بالَك توكُل؟: ماذا تُحبّ / تشتهي أن تأكل؟؛ إلّي بِجيش مَعَاك تَعال مَعآ: كُن دبلوماسيًّا / مرنًا، من لا يوافقك الرأي شاطره أنت رأيه؛ إلّي بِجيش بِالِمْنيح بيجي بِالْعاطِل: من لا يوافق مقتنعًا لا بدّ سيوافق مجبَرًا؛ إيجي خود نَحّ!: تعالَ وخُذ بعض السكاكر! (بلغة الأطفال وذويهم)؛ أجانِي فارِع دارِع: جاءني هائجا مهدّدًا؛ أَجَتْ ؤألَّله جابا: حدث أخيرًا أمرٌ إيجابي؛ سِتّنا غَزِيِّه جينا عَليكِ رُشّي (ا)لْمَطَر حَواليكِ....:أيتها السيدة (القدّيسة) غَزِيَّة نتوسّل إليك أن تأتي بالمطر؛ جينا ؤجينا ؤجينا جِبْنا (ا)لْعَرُوس ؤجينا كُرْمالِ عْيونِ (ا)لْكَحْلى...: ها قد جئنا وأحضرْنا معنا العروس وذلك من أجل العيون الكحيلة؛ ما أجَتْشِ (ا)لْعَتْمِه عَ قَدّْ إيدِ (ا)لْحِرامي: لم يفلح، لم يكن الظرف مناسبًا لتنفيذ أمر ما؛ تيعا تيعا...: نداء للدجاج لعلفه. 

7) في كثير من الحالات لا يدري القارئ العاديّ أين الفصيح وأين العامّيّ، انظر مثلًا ج. 1 ص. 56، "أُرجوان"، "إرث" فلا ذكر لـ "فصحى فقط" أو "فصحى"، ج. 1 ص. 48، 51، 52، 66، 67، 70، 76، 81، 82، 86، 102، 105، 110، 161، 177، 183، 192، 214، 219، 230، 285، 288؛ ج. 2 ص. 35، 37، 38، 41، 50، 59، 67، 70، 73، 80، 81، 94، 102، 105، 112، 127، 145، 151، 153، 162، 165، 172، 185، 188، 200، 205، 249، 257، 261، 265، 267، 268، 271، 272، 274، 287، 288، 289، 290.

8) نقص في الموادّ القاموسيّة، مثلًا: جمع إبرة هو أُبَر أيضًا، إبْرِة البريموس، ضرب إبره، أخد إبره إلخ. ج. 1 ص. 42، أبْصَرْ 44، أرض، أرْضِيِّة الجُمعة = أيّام الأسبوع، أرضيّة الطفل = قعّادة الطفل، أرضية إلأوضه = مصطبة الغرفة 57، إسّا = الآن ج. 1 ص. 59، إسْتَنّى ص. 63 وليس تحت "أني" ص. 73، 66، 67، 68، 70، 72، 74، 75، 76، 78، 80، 87، 90، 98، 101، 102، 107، 108، 111، 113، 136، 137، 140، 144، 148، 183، 216، 219، 221، 248، 260؛ ج. 2 ص. 34، 57، 68، 72، 102، 113، 119، 120، 146، 157، 158، 164، 178، 180، 181، 184، 235، 238، 263، 265، 267، 291، 293.

9) أسلوب العرض يجب أن يكون ما قلّ ودلّ: "فاذا تأخر الابن عن العودة تساءلت الأم عن تأخره قائلة: "أَبْصَرْ إشُّو جَرَى لُه" ج. 1 ص. 44، "فاذا … قائلة" حشو وينبغي شرح المثل بالفصحى، وكذلك في "أباط"، 54، 69 "إلّي: الذي وأخواتها الثماني في الفصحى" بدلًا من الأسطر الثلاثة، 151، 174 إلخ. في كلّ صفحة تقريبا.

10) إعطاء صيغة الجمع يجب ألّا يكون تلقائيًّا مثل "إبليس ج. أبالسة وأباليس" إذا لم تكن مستعملة في لهجة ما (مثلًا في لهجة كاتب هذه السطور) وجمع "إبن" هو "إوْلاد" وجمع "آدَم" ليس "أوادم" إذ في الواقع لا جمع له، وأحيانًا صيغة الجمع ساقطة، كما يجب التمييز بين الجمع واسم الجمع: ج. 1 ص. 45، 53، 60، 61، 68، 69، 70، 72، 78، 80، 81، 85، 90، 93، 108، 109، 120، 136، 151، (ص. 156)160، 169، 179، 182، 187، 190، 194، 196، 211، 214، 262، 308؛ ج. 2 ص. 34، 35، 77، 85، 111، 140، 147، 164، 168، 170، 180، 260، 268.

11) يجب الإشارة إلى ألفاظ نادرة الاستعمال بالنسبة إلى مرادفات لها احتلت مكانها لدى الأكثريّة مثل: "أُتُومْبيل، تْرُمْبيل، إطْرُمْبيل، أطونبيل" التي استُبدلت عادة ب"السيارة"، "بوسْطَه /بريد"، "إصْبِطار / مستشفى"، سِكِّه / تْرين / قِطار" إلخ. من الصعب القول بأنّ اللفظة الفلانيّة أكثر شيوعًا من أخواتها في حالة انعدام الأطلس اللغويّ المعاصر أو مسح ميدانيّ شامل. بناءً على ذلك فإنّ قول البرغوثي بأنّ "يَرْغول" أكثر انتشارًا من "المِجْوِز، القُصّابَه والمَقْرُونَه" في فلسطين مستند، على ما يبدو، على الانطباع فحسب. ج. 1 ص. 57، انظر ج. 1 ص. 207 "الحرشية"، 251، ج. 2 ص. 137 (شِشْمه).

12) يجب إدراج ستّ الصيغ الرئيسة للفعل ثمّ جميع أوزانه المستعملة وَفق ترتيب معيّن مثلًا الترتيب الغربيّ: I II III IV إلخ. أي فَعَل، فَعَّلَ، فاعَلَ، أفْعَلَ إلخ. مشفوعة بالأمثلة المناسبة، أكَل، يوكُل، كول، ماكِل، مَكول، أكِل؛ بِتّاكَل إلخ. ج. 1 ص. 67.

13) توخّي الدقّة والوضوح، وعدم الإسهاب في العرض والترتيب، والوصف والإحالة وعدم التَّكرار وتجنّب الحشو والتعميمات: هناك فرق بين "الإخوة" والإخوان" انظر ج. 1 ص53، أداة التعريف "ال" توصل بأوّل الاسم والصفة في الفصحى والعامّيّة، في العامّيّة تستعمل أيضًا "هَلْ" إلخ. ص. 67، 70، 72، 77 (البابا هو الرئيس الروحيّ للكنيسة الكاثوليكيّة وليس للكنيسة ككلّ)، 79 (باش إلخ. قبل باشا)، 80، 81، 82، 87، 94، 98، 101، 105، 125، 131، 137، 143، 145، 148، 150، 151 (التلمود هو التوراة الشفهية، بابلي واورشليمي)، 156، 158، 163، 171، 185 (الچلوكوز هو سكّر الدم وليس الفواكه-فروكتوز)، 198، 207، 216، 217، 218، 227، 230، 240، 243، 244، 249، 255، 257، 260، 271؛ ج. 2 ص. 34، 35، 44، 60، 67، 68، 69، 70، 77، 89، 92، 95، 99، 101، 104، 105، 107، 114، 116، 124، 126، 147، 159، 162، 164، 165، 166، 167، 172، 174، 176، 178، 187، 190، 191، 212، 232، 238، 248، 249 (يقدّر عدد الروما، الغجر، بأكثر من 12 مليونًا وليس بأكثرَ من مليون نسمة)، 260، 264، 266، 267، 278، 289، 292، 293.

14) توخّي الحذر بشأن التأثيل (الإتيمولوجيا) والابتعاد عن التحليل المبنيّ على الحكايات الشعبيّة. ج. 1 ص. 64، 73، 81، 83 (الثاء لا تقلب شينا، أصل الفعل "بحش" سريانيّ-عبريّ)، 100، 125، 137، 144، 155، 167، 174، 175، 179، 191، 207، 209، 211، 212، ج. 2 ص. 63، 66، 79، 85، 160، 173، 177، 191، 201، 292.

15) إبقاء موادّ قاموسيّة لا تُحصى بدون أيّ شرح أو تفسير لا سيّما الشعر الشعبيّ مثلًا: ج. 1 ص. 44، 45، 53، 64، 73، 84، 101-102، 148، 188، 201، 203، 211، 218، 221، 245، 246، 272؛ ج. 2 ص. 40، 41، 44، 50، 59، 77، 90-91، 93، 99، 126، 127، 132، 135، 144، 150، 161، 163، 166، 177، 179، 186، 187، 200، 202، 205، 208، 209، 210، 213، 221، 225، 228، 229، 234، 236، 241، 242، 243، 244، 246، 251-252، 258، 260، 263، 264، 265، 269، 270، 271، 277، 279، 280.

16) إدراج الحرف/الصوت الأجنبيّ الدخيل "چيم" بعد "الجيم" وإيراد الكلمات الدخيلة المستعملة في اللهجات الفلسطينيّة مثل: چابي؛ چِتارَه ج. چِتَرات؛ چَدَع ج. چُدْعان، چَدْعَنِه؛ چَدون، چْرام ج. چْرَمات؛ چْرَفَتّا ج. چْرَفَتّات، چْرافِه ج. چْرَفات؛ چْريبْفرُوت؛ چَزوز؛ چُلّ ج. چْلال؛ چَلّبِيًّه ج. چُلّبِيّات؛ چَلَن ج. چْلان، چَلَنات؛ چَوّاد ج. چَوّدين؛ چَوّل، چول ج. چْوَال، چُلَرْجي ج. چُلَرْجِيّه؛ حبْة چَوافَه ج. چَوَفات جج. چَوافة؛ چولْف؛ چير (جابي؛ قيثارة؛ شجاع؛ مقود الدراجة النارية؛ غرام؛ ربطة عنق؛ الكريب فروت؛ كازوز؛ بنّورة؛ جلابية؛ غالون؛ قوّاد؛ سجّل هدفا في كرة القدم، هدف في كرة القدم؛ حامي المرمى؛ جوافة؛ غولف؛ غيارات السيّارات على التوالي). 

الخاتمة

يُعتبر قاموس الدكتور عبد اللطيف محمود البرغوثي، بالرغم ممّا قلناه، نَواة لثلاثة مؤلّفات مختلفة وضروريّة يجب الفصل بينها خدمة للعلم وللتراث الفلسطينيّ وهي:

 ا. قاموس اللهجة العربيّة الفلسطينيّة - العربيّة الفصيحة.

ب. معجم مفهرس للشعر العامّي الفلسطينيّ.

ت. كلمات عربيّة عامّيّة فلسطينيّة فصيحة.

بخصوص المؤلَّف الأوّل، وهو ما يعنينا في هذا المقام، يمكن القول بأنّ عمل البرغوثي، لا سيّما بعد إزالة ما علِق به من شوائبَ وهفوات، هو بمثابة اللبَنات الأولى في صرح اللهجات العربيّة الفلسطينيّة، عامّي - فصيح. هنالك بداية معروفة في إعداد القاموس، أي قاموس، ولكن لا نهاية له. فينبغي على ذوي الاختصاص اللغويّ الأكاديميّ الحديث التعاون من أجل تشييد هذا الصرح.


 

المراجع

 

ابن جنّي، عثمان. الخصائص، تحقيق محمد علي النجار، ج. 1-3 ط. 2، بيروت܁ 1952.

ابن خلدون، عبد الرحمن. المقدّمة، القاهرة܁ 1327هـ.. 

ابن زولاق، الحسن. أقدم مؤلَّف في الأدب الإسلاميّ المصريّ من القرن الرابع الهجريّ، كتاب أخبار سيبويه المصريّ وهو غير سيبويه النحويّ، علم وأدب وتاريخ. قام بنقله، بنشره وكتابة تراجمه محمد إبراهيم أسعد وحسين الديب. القاهرة܁ 1933.

ابن فارس، أحمد. الصاحبي في فقه اللغة وسُنن العرب في كلامها، تحقيق ونشر محب الدين الخطيب. القاهرة: 1910 .

ابن مصطفى، أحمد وطاش كبرى زاده. مفتاح السعادة ومصباح السيادة في موضوعات العلوم، تحقيق كامل بكري وعبد الوهاب أبي النور. القاهرة، 1968.

ابن النديم، أبو الفتح. الفِهْرست. القاهرة، 1912/13. 

أبو السعود، حاتم محي الدين. مدن فلسطين، غريب الديار في الديار. عمّان، 1992.

أبو سعيد، أحمد. معجم الألعاب الشعبيّة اللبنانيّة. بيروت، 1983.

أبو سعيد، أحمد. قاموس المصطلحات والتعابير الشعبيّة، معجم لهجيّ تأصيليّ فولكلوريّ. بيروت، 1987.

أبو الطيب اللغوي. مراتب النحويّين، تحقيق محمد أبو الفضل إبراهيم. القاهرة، 1974.

أرسلان، شكيب. القول الفصل في ردّ العامّيّ إلى الأصل، تحقيق محمد خليل الباشا. بيروت: الدار التقدميّة، 2008.

الأسدي، سعود. أغاني من الجليل، أشعار زجليّة. الناصرة، 1976.

أشقر، القس سعيد عبود. كتاب الطرفة الباهجة في الأمثال والحكم العربيّة الدارجة. القدس، 1933.

أمين، أحمد. قاموس العادات والتقاليد والتعابير المصريّة. ط 1، مصر، 1953.

الأنباري، كمال الدين. نزهة الألباء في طبقات الأدباء، تحقيق محمد أبو الفضل إبراهيم. القاهرة، 1967.

أنيس، إبراهيم. محاضرات عن مستقبل اللغة العربيّة المشتركة. القاهرة، 1960.

أنيس، إبراهيم. في اللهجات العربيّة. القاهرة، 1952، 1965.

أولمان، ستيڤن. دَوْر الكلمة في اللغة، ترجمه وقدّم له وعلّق عليه كمال محمد بشر. القاهرة، 1975.

أيوب، عبد الرحمن. العربيّة ولهجاتها. القاهرة، 1968.

باشا، أحمد تيمور. الكنايات العامّيّة. القاهرة، د. ت. 

باشا، أحمد تيمور. معجم تيمور الكبير في الألفاظ العامّيّة، ج. 1 تحقيق حسين نصّار. القاهرة، 1971.

باشا، أحمد تيمور. لهجات العرب. القاهرة، 1973.

پاي، ماريو. أُسس علم اللغة (ترجمة أحمد مختار عمر). جامعة طرابلس، 1973.

بدوي، السعيد محمد. مستويات العربيّة المعاصرة في مصر. القاهرة: دار المعارف بمصر، 1973.

برجشتراسر، وليم. التطوّر النحويّ للغة العربيّة، سلسلة محاضرات ألقاها في الجامعة المصريّة. القاهرة، 1981.

البرغوثي، عبد اللطيف. القاموس العربيّ الشعبيّ الفلسطينيّ - اللهجة الفلسطينيّة الدارجة، ج. 1-3. البيرة: جمعيّة إنعاش الأُسرة (953 ص.)، 1987، 1993، 1998.

البكري، حازم. دراسات في الألفاظ العامّيّة الموصليّة. بغداد، 1972.

بيامِنْتا، موسى. مشوار للشيخ جرّاح ونَحلات شِمعون. نصوص بعربيّة يهود القدس بالاشتراك مع ش. د. چويطاين، القدس: معهد الدراسات الشرقيّة، الجامعة العبريّة، 22 ص. ستانسل، 1942.

التنير، محمد داود. ألفاظ عامّيّة فصيحة. بيروت: دار الشرق، 1987.

التونسي/الحريري، بيرم. أزجال بالعامّيّة. 7 أجزاء. القاهرة، 1975-1982.

الجندي، أحمد علم الدين. اللهجات العربيّة في التراث 1- 2. ليبيا-تونس، 1978.

جهاوي، عوض المرسي. ظاهرة التنوين في اللغة العربيّة. القاهرة، 1982.

الجوزي، بندلي صليبا. دراسات في اللغة والتاريخ الاقتصاديّ والاجتماعيّ عند العرب، جمع وتقديم جلال السيد وناجي علوش. بيروت: دار الطليعة، 1977.

الجوزي، نصري. بدنا ريديو، رواية في اللغة الدارجة (ed. S. D. Goitein, Jerusalem)، 1944. 

الجومرد، محمود. اللهجة الموصليّة، دراسة وصفيّة ومعجم ما فيها من الكلمات الفصيحة. الموصل: مركز البحوث الآثاريّة والحضاريّة، وزارة التعليم العالي والبحث العلميّ، 1988.

حاطوم، أحمد. كتاب الإعراب، محاولة جديدة لاكتناه الظاهرة. بيروت: شركة المطبوعات للتوزيع والنشر، 1992.

حداد، إلياس نصر الله. اللغة العربيّة العامّيّة في فلسطين. ط. 2، القدس، 1946.

حنظل، فالح. معجم الألفاظ العامّيّة في دولة الإمارات العربيّة المتّحدة. أبو ظبي: وزارة الإعلام والثقافة، 1978.

الحنفي؛ جلال. معجم الألفاظ الكويتيّة: في الخطط واللهجات والبيئة. بغداد: مطبعة أسعد، 1964.

الحنفي، الشيخ جلال. معجم اللغة العامّيّة البغداديّة ج. 1-2. بغداد: منشورات وزارة الثقافة والفنون، 1978-1982.

الخالدي، وليد (محرِّر). كي لا ننسى قرى فلسطين التي دمّرتها إسرائيل سنة 1948 وأسماء شهدائها. بيروت/واشنطن: مؤسَّسة الدراسات الفلسطينيّة، 1997.

الخليلي، علي. أغاني العمل والعمال في فلسطين "دراسة". القدس: منشورات صلاح الدين، 1979.

الدسوقي، محمد علي. تهذيب الألفاظ العامّيّة. جزآن. مصر، 1923.

دمّوس، حليم. قاموس العوامّ. ط. 1، دمشق: مطبعة الترقي، 1923.

الدومنكي، الأب أ.ب. مرمرجي. بلدانيّة فلسطين العربيّة. بيروت: مطبعة جان دارك، 1948.

رضا، أحمد. ردّ العامّيّ الى الفصيح. صيدا/ط. 2، بيروت: دار الرائد العربيّ، 1952/1981.

رضوان، محمد محمود. لغة الأطفال. عمّان، 1974.

زيّاد، توفيق. عن الأدب والأدب الشعبيّ الفلسطينيّ . بيروت: دار العودة، 1970.

السامرائي، إبراهيم. أصول اللغة العامّيّة البغداديّة. بغداد، 1965.

السامرائي، إبراهيم. تنمية اللغة العربيّة في العصر الحديث. القاهرة܁ 1973

السامرائي، إبراهيم، التوزيع اللغويّ الجغرافيّ في العراق. مكتبة لبنان ناشرون، 2002.

سرحان، نمر. موسوعة الفولكلور الفلسطينيّ. 5 أجزاء. عمان: دائرة الثقافة܁  1977.

السكاكيني، وداد. قاسم أمين - نوابغ الفكر العربيّ - 35، القاهرة܁ 1935.

السلفيتي، راجح. زجليّات. عكا: الأسوار، 1987.

سيبويه، الكتاب. تحقيق عبد السلام محمد هارون، ج. 1-5 القاهرة: دار القلم/ دار الكتاب العربي للطباعة والنشر/ الهيئة المصريّة العامّة للكتاب، 1966-1977.

السيد، محمود. في قضايا اللغة التربويّة. الكويت، د. ت.

السيرافي، أبو سعيد. أخبار النحويّين البصريّين، تحقيق محمد عبد المنعم خفاجي وطه محمد الزيني. القاهرة: شركة مكتبة ومطبعة مصطفى البابى الحلبى وأولاده بمصر، 1955.

السيوطي، جلال الدين. المزهر في علوم اللغة وأنواعها. القاهرة: مكتبة ومطبعة محمد علي صبيح وأولاده، د. ت.

الشافعي، محمد بن ابي السرور الصديق. المقتضب فيما وافق أهل مصر من لغات العرب، تحقيق هشام عبد العزيز وعادل العدوي. القاهرة: أكاديمية الفنون، 2006.

الشالجي، عبود. موسوعة الكنايات العامّيّة البغداديّة. 3 أجزاء. بيروت/بغداد: الدار العربيّة للموسوعات، 1983.

شاهين، عبد الصبور. في علم اللغة العام. بيروت: مؤسَّسة الرسالة، 1992.

الشبيبي، محمد رضا. أصول ألفاظ اللهجة العراقيّة. بغداد: مطبعة المجمع العلميّ العراقيّ، 1956.

شرف الدين، أحمد حسين. لهجات اليمن قديمًا وحديثا. القاهرة: مطبعة الجبلاوي، 1970. 

الشماع، صالح هادي. اللغة في الطفولة الأولى. القاهرة: دار المعارف، 1955.

شوقي، أمين محمد. كلام الناس، مائة من الألفاظ الفصيحة التي تبدو عامّيّة، لجنة اللهجات، مجمع اللغة العربيّة، انتقاها وأعدّها محمد شوقي أمين واستشهد لها من معجمات اللغة عبد الله اسماعيل متولي. القاهرة،  1980.

صباغ، ميخائيل بن نقولا بن إبراهيم. الرسالة التامّة في كلام العامّة والمناهج في أحوال الكلام الدارج. ستراسبورغ، 1886.

الضرير، عبد الله بن عبد الرحمن الأمين. العربيّة في السودان. ط. 2 بيروت، 1961.

عبد التوّاب، رمضان. فصول في فقه العربيّة. القاهرة: دار المسلم للطباعة والنشر، 1979. 

عبد التوّاب، رمضان. لحن العامّة والتطور اللغويّ. القاهرة: مكتبة زهراء الشرق، 1967/ط. 2 2000.

عبد العال، عبد المنعم سيّد. لهجة شمال المغرب "تطوان وما حولها". القاهرة: دار الكتاب العربيّ، وزارة الثقافة، 1968.

عبد العال، عبد المنعم سيّد. معجم الألفاظ العامّيّة ذات الحقيقة والأصول العربيّة مأخوذة من القرآن- الحديث- معاجم اللغة ومأثورها. ط 2 القاهرة: مكتبة الخانجى بمصر، دار مكتبة الفكر، 1972.

عبد العزيز، بنعبد الله. نحو تفصيح العامّيّة. الرباط، 1972.

عبد العزيز، بنعبد الله. الأصول العربيّة والأجنبيّة للعامّيّة المغربيّة. الرباط، 1972.

عبد اللطيف، محمد حماسة. العلامة الإعرابيّة في الجملة بين القديم والحديث. القاهرة/ دار غريب للطباعة والنشر والتوزيع، 2001/1983. 

عبّود، مارون. الشعر العامّيّ، أمثال القرية اللبنانيّة وأغانيها وسهراتها واللغة العامّيّة فيها. بيروت، 1968.

عرنيطة، يسري جوهرية. الفنون الشعبيّة في فلسطين. بيروت: مركز الأبحاث - منظَّمة التحرير الفلسطينيّة، 1968. ط. 3، أبو ظبي: المجمع الثقافيّ. مؤلَّف في التراث الشعبي يبحث في مواضيع عديدة مثل الشعر العامّيّ، الأمثال، الخرافات والحكايات، الطرائف والأحاجي، الأغاني والرقص والعادات والتقاليد، 1997.

العزيزي، روكس بن زائد. قاموس العادات واللهجات والأوابد الأردنيّة. عمّان: مطبعة القوات المسلّحة الأردنيّة، 1973-1974.

عضيمة، حمد عبد الخالق. "من خصائص لغة العرب أثر الإعراب في تمييز المعاني". المجلّة العربيّة ع. 1 س. 2، الرياض،  1977.

عكاري، أنطوان. الأشعار الشعبيّة اللبنانيّة، دراسة وبعض نماذجها الحلوة. طرابلس: جروس برس، سلسلة التراصّ الشعبيّ اللبنانيّ، 1986.

علي، أسعد أحمد. قصة القواعد في اللغة العربيّة. بيروت، ط. 1، 1973.

عوض، سعود عوض. دراسات في الفولكلور الفلسطينيّ . بيروت: منظَّمة التحرير الفلسطينيّة، دائرة الإعلام والثقافة، 1983.

عياش، عبد القادر. كنايات من الفرات. دير الزور،  د. ت.

عيد، محمد. الملكة اللسانيّة في نظر ابن خلدون. القاهرة: عالم الكتب، 1979.

عيد، محمد. المستوى اللغويّ للفصحى واللهجات للنثر والشعر. القاهرة: عالم الكتب، 1981.

غصن، مارون. حياة اللغة وموتها-اللغة العامّيّة. ط 1، بيروت، 1925.

فريحة، أنيس. معجم الألفاظ العامّيّة، جمعها وفسّرها وردّها إلى أصولها. بيروت: مكتبة لبنان، 1973.

فريحة، أنيس. اللهجات وأسلوب دراستها. بيروت: دار الجيل، 1989.

فك، يوهان. العربيّة، دراسات في اللغة واللهجات والأساليب، ترجمة عبد الحليم نجّار. القاهرة، 1951؛ وهنالك ترجمة عربية لرمضان عبد التوّاب، 1980.

القاسم، عون الشريف. قاموس اللهجة العامّيّة في السودان. ط 2 مصر، 1985.

القفطي، جمال الدين. إنباه الرواة على أنباه النحاة. تحقيق محمد أبو الفضل إبراهيم. القاهرة، 1950-1955.

كرم، نجيب. القاموس العامّيّ لمصر وسوريا مع مجموعة من أمثال العوامّ. بيروت، 1931.

لِبِّس، نائلة عزّام. الأغاني الفولكلوريّة النسائيّة لمناسبة الخِطبة والزواج. ط. 3، القدس، 1994،  ط.1، 1989.

لوبون، غوستاڤ. حضارة العرب بترجمة عادل زعيتر. القاهرة: مؤسَّسة هنداوي للتعليم والثقافة، 2013/1884.

ماييه، أنطوان ولانسون. منهج البحث في اللغة والأدب، ترجمة محمد مندور. بيروت، 1947.

المخزومي، مهدي. مدرسة الكوفة ومنهجها في دراسة اللغة والنحو. ط. 2، القاهرة: ملتزم الطبع والنشر شركة مكتبة ومطبعة البابى الحلبى وأولاده بمصر، 1958. 

مراد، كامل. اللهجات العربيّة الحديثة في اليمن. القاهرة: جامعة الدول العربيّة، معهد البحوث والدراسات العربيّة، 1968.

مطر، عبد العزيز. لهجة البدو في إقليم ساحل مريوط. القاهرة: دار الكتاب العربي، 1967.

مطر، عبد العزيز. خصائص اللهجة الكويتيّة. الكويت: مطابع الرسالة،  1969. 

مطر، عبد العزيز. من أسرار اللهجة الكويتيّة. الكويت، 1970.

مطر، عبد العزيز. ظواهر نادرة في لهجات الخليج العربيّ. الدوحة: دار قطري ابن الفجاءة، 1983. 

مطلق، ألبير. معجم ألفاظ حرفة صيد السمك في الساحل اللبنانيّ. بيروت،  د.ت.

معمّر، توفيق. "بتهون" قصة بالعامّيّة. الناصرة: مطبعة الحكيم، 1959. 

مغناة الجليل. غناء فوزي السعدي، مصطفى دحلة ونبيلة أبو عيطة. القدس، 1978.

المقالح، عبد العزيز. شعر العامّيّة في اليمن. بيروت: دار العودة، 1978.

نجا، إبراهيم محمد. اللهجات العربيّة. القاهرة: دار الحديث، 1965.

ناصف، حفني. مميزات لغات العرب وتخريج اللغات العامّيّة عليها وفائدة علم التاريخ من ذلك. ط. 1، القاهرة: المطبعة الكبرى الأميريّة ببولاق مصر المحميّة، 1957،  1304 هجريّة.

وافي، عبد الواحد. نشأة اللغة عند الإنسان والطفل. القاهرة (ط. 2): دار الفكر العربي، 1962.

وهبة، جورج عسّاف. المكالمات المألوفة باللغة العربيّة الدارجة في فلسطين. القدس، لمكالمات المألوفة باللغة العربيّة الدارجة في فلسطين.

اليسوعي، الأب روفائيل نخلة. غرائب اللهجة اللبنانيّة السوريّة. بيروت: المطبعة الكاثوليكيّة للآباء اليسوعيّين، 1962.

اليسوعي، الأب هنري فليش. العربيّة الفصحى نحو بناء لغويّ جديد، تعريب وتحقيق عبد الصبور شاهين. بيروت ط 1: المطبعة الكاثوليكيّة، 1966.

يعقوب، إميل بديع. الأغاني الشعبيّة اللبنانيّة، دراسة وبعض نماذجها الحلوة. طرابلس: جروس برس، 1987.

يعقوب، إميل بديع. الأمثال الشعبيّة اللبنانيّة. دراسة وتصنيف. طرابلس-لبنان  ط. 1، 1984؛ ط.  3، 1987.


 

אליחי, יוחנן. מילון עברי-ערבי לשפה הערבית המדוברת. ירושלים, תשל’’ז.

אליחי, יוחנן. המילון החדש לערבית מדוברת: ערבי-עברי. תל-אביב: משרד הביטחון, ירושלים: קסת - הוצאה לאור, 1999. 

בן–זאב, ישראל ‬. הערבית המדוברת, כרכים 1‏–2‏. ירושלים, 1943‬–1948.‬‬‬‬‬‬‬‬

לוין, אריה. דקדוק הלהג הערבי של ירושלים. ירושלים: י’’ל מאגנס, האוניברסיטה העברית, תשנ’’ה.

פיאמנטה, משה ‬. ’’תרומתה של הערבית המדוברת ללימודי הערבית‘‘, יעקב לנדאו (עורך), הוראת הערבית כלשון זרה. ירושלים, 1961.‬‬‬‬

שחאדה, חסיב. ’’מבעיותיה של המילונאות העברית לערבית המדוברת‘‘. לשוננו, מ''ג, ירושלים: האקדמיה ללשון העברית, תשל’’ט, עמ’ 25‬–70.‬‬‬‬

שחאדה, חסיב. ’’הרהורים על הערבית כשפת אֵם וכלשון לאום בישראל‘‘. אלחצאד כרך 9, בית ברל, 2019, עמ’ 45–86.

 

Amara, M. H and B. Spolsky. "The Diffusion and Integration of Hebrew and English Lexical Items in the Spoken Arabic of an Israeli Village". Anthropological Linguistics, 1986, 28, 1, pp. 43-58.

Barthélemy, A. Dictionnaire arabe -français. Dialectes de Syrie: Alep, Damas, Liban, Jérusalem. Paris (Fasc. 4-5 publ. par H. Fleisch), 1935-55.

Bauer, L. Das palästinische Arabisch. Die Dialekte des Städters und des Fellachen. Grammatik, Übungen und Chrestomathie. Leipzig 1898a. (2. Aufl. 1910, 3. Aufl. 1913), 4. Aufl, Leipzig. [reprint 1970]).

Bauer, L. “Arabische Sprichwörter”. ZDPV 21 (1898b): 129-148.

Bauer, L. Wörterbuch des palästinischen Arabisch. Deutsch-Arabisch. Leipzig, 1933, Jerusalem. 2 Aufl. Wiesbaden 1957 (Deutsch-Arabisches Wörterbuch der Umgangssprache in Palästina und im Libanon, unter Mitwirkung von Anton Spitaler).

Baumann, E. & Dschirius Jusif. “Volksweisheit aus Palästina”. ZDPV 39 (1916): 153-260.

Behnstedt, P. Die Dialekte der Gegend von Ṣa˓da (Nord-Jemen), Semitica Viva, Band I Wiesbaden, 1987.

Bergsträßer, G. 1915. “Sprachatlas von Syrien und Palästina”. ZDPV 38 (1915): 169-222.

Bergsträßer, G. “In Sachen meines Sprachatlas”. Zeitschrift für Semitistik (= ZS) 1 (Leipzig 1922): 218-226.

Canaan, T. “Der Kalender des palästinischen Fellachen”. ZDPV 36 (1913): 266-300.

Christie, W. ‘‘Der Dialekt der Landbevölkeruing des Mittleren Galiläa. ZDPV-XXIV (1901): 69-112.

Dalman, G. Palästinischer Diwan. Beitrag zur Volkskunde Palästinas. Leipzig, 1901.

Denizeau, C. Dictionnaire des parlers arabes de Syrie, Liban et Palestine (Supplémen au Dictionnaire arabe-français de A. Barthélemy), ... Paris, 1960.

Driver. G. M. A Grammar of the Colloquial Arabic of Syria and Palestine. London, 1925 .

Einsler, L. “Arabische Sprichwörter”. ZDPV 19 (1896): 65-101.

Eliḥai, Y. Dictionnaire de l’arabe palestinien. Jérusalem, 1973.

Elihay, J. The Olive Tree Dictionary. A Transliterated Dictionary of Conversational Eastern Arabic . (Palestinian). Jerusalem: Minerva, 2004

Ferguson, Ch. A. "Diglossia", Word 15 (1959): 325-340; and in: Language and Social Context ed. by Pier Paolo Giglioli (Penguin Modern Sociology Readings) 5th ed. London, 1979: 232-251.

Halloun, M. A Practical Dictionary of the Standard Dialect Spoken in Palestine. Vol. I English.Arabic, in collaboration with Samia ˓Aṭa (an internal and experimental edition). Jerusalem, 1997.

Jastrow, O. Die Mesopotamisch-Arabischen qƏltu-Dialekte. Band I: Phonologie und Morphologie, Abhandlungen für die Kunde des Morgenlandes, herausgegeben von der Deutschen Morgenländischen Gesellschaft, Band XLIII, 4. Wiesbaden, 1978.

Khatib, A. Gh. Palestine Colloquial Arabic. 3rd. ed. Jerusalem, 1945.

Koplewitz, I. "The Use and Integration of Hebrew Lexemes in Israeli Spoken Arabic" in: Durk Gorter, Jarich F. Hoekstra, Lammert G. Jansma and Jehannes Ystma (eds.), Fourth International Conference on Minority Languages, 19-24 June, 1989, Vol. II: Western and Eastern European Papers. Philadelphia, 1990.

Linder, S. Arabische Lieder aus Råmalla. Le Monde Oriental 25 (Uppsala, 1931): 102-119. 

Linder, S. Palästinische Volksgesänge, aufgezeichnet und gesammelt von S. Linder, hrsg. H. Ringgren. Uppsala Universitets Årsskrift 1952: 5, 1955:9.

Littmann, E. Neuarabische Volkspoesie. Berlin, 1904.

Littmann, E. “Arabische Straßenausrufe”. Der Islam 10 (1920): 178-227.

Littmann, E. Jäger und Prinzessin, ein neuarabisches Märchen aus Jerusalem. Bonn, 1923.

Löhr, M. Der Vulgärarabische Dialekt von Jerusalem. Nebst Texten und Wörterverzeichnis. Gießen, 1905, Rec. by Barthélemy, Jouranal Asiatique 10, VIII (1906): 197-258.

Macalister, R.A.S. The Language of the Nawar or Zutt. The Nomad Smiths of Palestine. London: Printed by T. and A. Constable at the Edinburgh University Press, for the Members of the Gypsy Lore Society, and Published by B. Quaritch (Gypsy Lore Society, Monographs; 3), 1914.

New Testament in Palestinian urban Arabic. Jerusalem, 1946: Matthew, Mark, and the Epistle of James.

Piamenta, M. Ḥazīṭ, ‘‘Unfortunate’, a decaying element in colloquial Arabic”. Arabic and Islamic Studies, Bar-Ilan Departmental Researches, No. 1,: XLVI-XLVIII and 260 (1973). Ramat Gan:Bar Ilan University, Department of Arabic.

Piamenta, M. “Jerusalem Arabic Lexicon”, Arabica (Revue D’Ètudes Arabes) XXVI/3 (1979): 229-266.

Rosenhouse, J. The Bedouin Arabic Dialects, General problems and a Close Analysis of North Israel Bedouin Dialects. Wiesbaden, 1984.

Ruoff, E. Arabische Rätsel, gesammelt, übersetzt und erläutert. Ein Beitrag zur Volkskunde Palästinas. (Ph.D diss.) Tübingen, 1933.

Saarisalo, A. Songs of the Druzes. Translations, Transliterations and Comments. An Arabic Appendex. Studia Orientalia IV, 1 (1932) Helsinki.

Schmidt, H. and P. Kahle. Volkserzählungen aus Palästina, gesammelt bei den Bauern von Bīr Zēt und in Verbindung mit Dschirius Jusif herausgegeben. Bd. 1 Göttingen, Bd. 2, 1918, 1930. Forschungen zur Religion und Literatur des Alten und Neuen Testaments, 1. Folge 17-18.

Shehadeh, H. “Kunt ‘Ištri” in Kufir-Yasīf Dialect. ZAL 11 (Tübingen, 1983): 79-83.

Shehadeh, H. “Bōrad and his Brothers in Kufir-Yasif Dialect”, in T. Harviainen, A. Parpola and H. Halén (eds.), Dialectologia Arabica. A Collection of Articles in Honour of the Sixtieth Birthday of Professor Heikki Palva. Studia Orientalia 75 (Helsinki, 1995): 229-238. 

Shehadeh H. “The Hebrew of the Arabs in Israel (In the Light of Two Matriculation Examinations, 1970, 1972)” in M’hammed Sabour and Knut S. Vikør (eds.), Nordic Research on the Middle East 3, Ethnic Encounter and Culture Change, Papers from the Third Nordic Conference on Middle Eastern Studies, Joensuu 1995. Bergen, 1997: 49-71.

Spoer, H. H., and E. N. Ḥaddād. Manual of Palestinian Arabic. Jerusalem, 1909.

Spoer H., und E. N. Ḥaddād. “Volkskundliches aus el-Qubēbe bei Jerusalem”. ZDMG 68 (1914): 233-252; ZS 4 (1926): 199-226; ZS 5 (1927) : 95-134; ZS 6 (1928) : 253-274.

Stephan, H. Stephan. Arabic Self-Taught. Jerusalem, 1935.


 

The Future Dictionary of the Palestinian Arabic Dialects,

Comments on Al-Barghouthi’s Dictionary.

prof. Haseeb Shehadeh

University of Helsinki



 

This is an attempt to outline the main basis that should be taken into consideration in the preparation of a comprehensive dictionary of all Palestinian dialects in which Modern Standard Arabic is the language of explanation and interpretation. Here the main investigation revolves around ˓Abdul Latīf Al-Barghouthi’s three volume dictionary published in 1987, 1993 and 1998, which consists of approximately one thousand pages. 

At this crucial stage in the history of the Palestinian people, there is an urgent need to prepare a comprehensive spoken Palestinian Arabic – MSA dictionary, particularly because of the following facts. The native speakers of Palestinian Arabic numbering over twelve million still do not have their independent state. More than half of this people still live in the diaspora, in various Arab countries as well as elsewhere worldwide. Naturally, the majority of these people, especially the young generations, do not speak authentic Palestinian dialects. Furthermore, the Arabic of the Palestinians living in Israel, numbering over one and a half million, has been under serious and continuous waves of hebraisation since 1948. If these developments continue at this pace, it can be said that this vernacular will be on the list of extinct languages in the not-too-distant future. And last but not least, such a dictionary is an urgent necessity from a cultural and national perspective alike. Language, any human language, especially the mother tongue, is the mainstay of national identity and a mirror of civilisation. To some extent, the al-Barghouthi dictionary can be considered as the core of a major and urgently needed dictionary that is still to come. 

The general requirements for such a future dictionary cover many aspects: adequate sources, including urban dialects, village dialects, and Bedouin dialects; methodology of collecting and recording the material from all sections of society, old and young, males and females of all denominations and locations; classification; presentation of the material in an accurate transcription using additional signs in Arabic script; various language levels; principles of the sequence of various meanings; providing natural and sufficient examples; usage of abbreviations; references; Palestinian and classical dialects; and the overall objectives of the project.

It goes without saying that the preparation of such a comprehensive Palestinian Arabic dictionary requires an experienced team of linguists and lexicologists with trained field researchers supported by an institution with an adequate budget. 



 

المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبها فقط، وموقع المدار بفسح المجال أمام الكاتب لطرح افكاره االتي كتبت بقلمه ويقدم للجميع مساحة حرة للتعبير
الاسم الكامل :
مكان الاقامة :
التعليق :
هام جدا : أدارة الموقع لا تنشر اي تعقيب فيه تجاوز لقانون القذف والتشهير, وتقع المسؤلية على كاتب التعقيب
Copyright © almadar.co.il 2010-2024 | All Rights Reserved © جميع الحقوق محفوظة لموقع المدار الاول في الشمال
سيجما سبيس بناء مواقع انترنت
X أغلق
X أغلق