نادرة وشاعرة

بقلم: د. عناد جابر

نادرة شحادة شاعرة كفرساويّة, تكتب الشعر منذ سنوات طويلة, وتنشره في المواقع المحليّة, وها هي تصدر مجموعتها الشعرية الأولى التي اطلعت على يعض القصائد فيها. أبارك لشاعرتنا هذا الإصدار وأتمنى لها مواصلة المسيرة الشعرية الجميلة.

نادرة شاعرة مطبوعة يخلو شعرها من التكلف والابتذال, بحيث نشعر عند قراءتها بصدق بوحها , فتنساب عباراتها انسياباً رقيقاً ناعما ً لا يثقل على القارئ, بل يدهشه بالصور الشعرية الجميلة المعبرة  والمزركشة بأبدع الألوان.

ولقد لاحظت من خلال اطّلاعي على بعض قصائدها ما في شعرها من انزياحات شعرية واستعارات وتشبيهات جميلة تخدم المعنى وتضفي على القصيدة صبغة رومانسية جميلة, خاصة وأن الشاعرة تتماهى كثيرا وفي معظم قصائدها مع الطبيعة بكل مكوناتها الجميلة الساحرة كما في الأمثلة التالية:

• أتنفسك صباحا في مواقد الشوق....

• فروحي ضباب مسلوب الخطى....

• في ظلالك المشرعة أمامي....

• عودي إلى صحراء روحك

واحضني الصيف في هوائها المبلول

قبل أن يتجمّد البحر أمامك

• تـشرب كـأس الشـمـسِ شرابا ساخنا

من فوّهة النهار

• تتسلل في كبرياء الشمس.... 

• أمـُدّ  يــدي لسـَوســنة

رُويــداّ  رُويــداّ

كــي لا تــفـــزع  ٍ

ألاطــفُها 

فــترتـاح فــي يــدي 

أزيلُ الغــيـمَ الأبــيــضَ

عــن وجـهـها

نلاحظ في هذه العبارات الشعرية الجميلة حقّا, رقّة وعذوبة وموسيقا داخليّة تستسيغها الأذن ,ولا تثقل على القارئ.

ومعظم كتابات نادرة تتسم بالعاطفية والذاتيّة, وقليلا ما تتناول الهم ّالعام , وليتها تنتبه الى ذلك, وتخرج أحيانا من دائرة الذاتيّ, فالشاعر صاحب رسالة إنسانية واجتماعية مهمّة.

أبارك لشاعرتنا باكورتها الشعريّة الجميلة, وأتمنى عليها دوام الإبداع والتطوّر, والمزيد المزيد من الإصدارات الجميلة كهذا الإصدار وأكثر مستقبلاً.