ربيع أنفسنا أولاً!! بقلم حسين الشاعر – شفاعمرو
2013-03-24 11:05:32

ما اجمل ان تستيقظ هذه الايام مبكرا وتفتح عينيك بالتزامن مع تفتّح أول زهرة من زهرات الربيع.. من شقائق النعمان وغيرها من الورود الجميلة التي تزين الأرض، ومع تدفق ينابيعه وجري غدرانه وهي تخيط الثوب الأخضر الذي اكتست به الأرض.. ومع زرقة وصفاء السماء، وتغريد وزقزقة العصافير التي تصدح معلنة إطلالة هذا الفصل الرائع الذي يعيد للارض حياتها ورونقها..
نعم، هذا هو فصل الربيع فيه تنبعث روح الأمل والشعور بالطمأنينة وتبدأ لدى الكثيرين حياة جديدة...
ولكن، ما يستفزني رغم هذا الجمال هو نوعية من الناس يلومون السماء والأرض ولا يلومون أنفسهم.. منهم من يتسابق في خلق أسباب الشقاق والفراق، وهم أنفسهم أبطأ الناس في خلق أسباب الوفاق ذلك لانهم مذبذبون متلونون فيهم خصال النفاق..
وتستفزني نوعية اخرى هي التي تعيش تجارب عديدة على جلدها، أو ترى من حولها، ولكنها تبقى شاردة وتمر التجربة بها مر الكرام.. ولكنها لا تتعظ ولا تتعلم ولا تستفيد..
كما تستفزني نوعية من البشر الواحد منهم يستحم بماء البحر وقلبه لا يتسع لنقطة تسامح وحذر.. وللأسف هنالك قلوب واسعة كالبحر ولكن شواطئها مالحة ومياهها الفكرية علقم!!
قد أتاكم الربيع الطلق يختال ضاحكا.. فماذا تنتظرون؟ إن لم يكن بداية العام الجديد بداية جديدة لحياتنا، فلربما بداية فصل الربيع وطلته البهية تذكرنا بسحر وجمال الطبيعة، تذكرنا بالتغيير نحو الافضل حيث من حكمة الخالق ان جعل هذا الفصل الخلاب يغير وجه الدنيا فتتزين باروع زينة، ونحن كالطبيعة بإمكاننا أن نتغير من جديد.. وان نخلع عنا ما قبح من الصفات ونتزين بما جمل وحسن منها.. وهذه فرصة لكل من علق بهم رواسب وديون.. أن يقوموا بجرد حسابات في نفوسنا وعقولنا.. وإحداث ثورة كالربيع العربي في منطقتنا..
لو طلبت منكم ترك القراءة الآن! لنقف مع أنفسنا.. وفكرنا معاً كم من الوقت نضيع كل يوم، وكم واحد منا لديه أفكار ومشاريع ولكنها تضييع في زحمة الحياة ومشاغلها.. قد يتساءل البعض هل كاتب السطور يعيش هذه الرؤية، بصراحة نعم أعيشها وبمتعة من خلال العمل على تحقيق الكثير من أهدافي التي رسمتها مع بداية العام الجديد..
خلال تجربتي القصيرة أيقنت أن بعض الأفكار التي راودتني قبل سنوات بدأت تتحقق الآن، والأفكار بمثابة رزق يسوقه الباري عز وجل إليك وليس من فقط العقل والذكاء.. وما علينا سوى ترجمتها على ارض الواقع..
تذكرت مثلاً قرأته في إحدى الروايات عن احد الأشخاص يقول: " لا تكن كمن أضاع إناء الطهي لعدم وجود اللحم، حتى إذا جاء اللحم لم يجد الإناء"!!. من هنا علينا الإدراك اليوم قبل الغد اننا نحن الذين ينبغي ان نصنع الظروف والمواقف وليست الظروف والألقاب هي التي تصنعنا..
واليوم مع بداية فصل الربيع ممكن أن نصنع ربيعاً لأنفسنا.. وهذا يحتاج إلى شجاعة وجرأة وقرار في الوقت المناسب..
والربيع ليس مجرد حالة طقس إنما فصل من حياتنا.. وان ايجابية الروح المكنونة داخل انفسنا جوهرة ان ظهرت بعثت شعاعا من الطمأنينة وزرعت ربيعا بأكمله حولنا.. فمجرد ابتسامة تنبع من القلب تملك افئدة الآخرين، فالابتسامة بحد ذاتها كلمة طيبة من غير لغة ولا حروف، ولا تحتاج لجهد او عناء.. واعتقد كما ان الربيع يطل علينا ابتداء بابتسامته الجميلة فلتكن بداية التغيير عندنا ايضا ابتسامة لغد افضل ومستقبل مشرق.. ولننطلق برونق ومشهد جديد من حياتنا ونعمل على تحقيق ربيع أنفسنا أولاً..

المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبها فقط، وموقع المدار بفسح المجال أمام الكاتب لطرح افكاره االتي كتبت بقلمه ويقدم للجميع مساحة حرة للتعبير
الاسم الكامل :
مكان الاقامة :
التعليق :
هام جدا : أدارة الموقع لا تنشر اي تعقيب فيه تجاوز لقانون القذف والتشهير, وتقع المسؤلية على كاتب التعقيب
Copyright © almadar.co.il 2010-2024 | All Rights Reserved © جميع الحقوق محفوظة لموقع المدار الاول في الشمال
سيجما سبيس بناء مواقع انترنت
X أغلق
X أغلق