ينبغي على الإنسان الذي يفكر أن يكون شخصية مرموقة وايجابية في المجتمع ان يتذكر ان كان مديراً، رئيساً، ورب المنزل انه  شخص منظور اليه مراقب في سلوكه يحتذي به ويقتدي به الآخرون.
لذلك ليس كل شخص بإمكانه ان يكون قائدا وصاحب منصب الا إذا تميز وتملك صفات : التواضع، الخلق الحسن، العلم والمعرفة، الرؤية الثاقبة، الأمانة، والمعاملة الإنسانية.. وغيرها من الصفات الحميدة...
ما شدني لكتابة هذا المقال هو، اللقاء في بحر الأسبوع الماضي بالبروفيسور زاهر عزام، ابن مدينة شفاعمرو، مدير القسم الداخلي في مستشفى رمبام، حيث قدمت له التهاني على تعيينه نائباً لعميد كلية الطب في "التخنيون" لشؤون التعليم، وهو أول عربي يتبوأ هذا المنصب الرفيع على صعيد الوسط العربي.
وخلال جولة بين أقسام المستشفى قام العديد من الأطباء باستشارته، وآخرون قدموا له التهاني، فكان رده بابتسامة وشجاعة وبثقة عالية توّجها التواضع والذوق الرفيع وجميع هذه الصفات الإنسانية تتجلى بمركبات شخصية البروفيسور.
وباعتقادي ليس المنصب هو الذي رفع من مكانته إنما هو بذاته صنع هذا المجد لذاته، وأعطته المكانة المرموقة بين الأطباء والممرضين والممرضات وحتى بين المرضى.
لقد اخترت في هذه العجالة ان اتحدث عن البروفيسور زاهر عزام بايجاز كنموذج ناجح يفتخر ويعتز به كل واحد منا يؤمن برقي أبناء مجتمعنا، ويدعو الى الاقتداء به في مسيرته حتى وصل الى ما وصل اليه من منصب يستحقه عن جدارة.
وأنت عزيزي القارئ.. امامك الفرصة لكي تكون نموذجاً ايجابياً.. ان كنت مربيا، قائداً،موظفا، مديراً، رئيسا، وغيرها من القيادة والألقاب الكثيرة.. فعليك ان تنمي في نفسك عدة صفات ابتداء من الأمانة والشجاعة والمبادرة، والتواضع، والذوق الرفيع، والأصغاء والالتزام بالوقت.. ولا تنس الابتسامة فهي المفتاح الأساسي لكل بداية، وعندها - ان اتصفت بهذه الصفات وتميزت بهذه السمات - فلن تجد نفسك الا محققا لطموحاتك متبوئا اعلى المناصب ومحمودا بين الناس.. لأنك ان كنت تتبوأ منصباً أو مركزاً كبيرا، فسوف تكون محط أنظار الآخرين، وستصوب تجاهك العيون متفحصة لسلوكك، ممحصة لمواقفك وافعالك، مراقبة لخطواتك وحركاتك وسكناتك، متأسية ومقتدية تتبع أداءك لواجبك كما ينبغي.
وأخيرا.. عليك ان تتحلى بهذه الصفات لأنك ستحاسب، فكن حكيماً باتخاذ القرارات، متحكما بالتصرفات والمعاملات، معتدلاً لطيفاً واحياناً حازماً.. واحرص على الالتزام بما تقول لأن كلام صاحب المنصب بمثابة كلام السلطان.. وتذكر انه ليس هناك مستحيل.. فبإمكانك أن تغير مجرى حياتك لوحدك وتقرر خلال فترة وجيزة انك ستصبح انساناً ايجابياً ونموذجاً يحتذى به بين الموظفين والمدراء والأولاد والجيل الصاعد، بل لجميع من حولك.. وهذا يحتاج منك الى الطموح والاقدام والمثابرة والصبر الجميل..