لكم عالمكم ولي عالمي
عالمكم مدرسة ومصنعا ومعبدا وبرلمانا ودولة ونظاما ..
وعالمي متنزها غير مختوم .
لكي تدخله عليك الخروج من الحدود التي وضعها الفكر بكل ثقله التاريخي .. عليك ان تنقطع قدر المستطاع عن ابناء مجتمعك ،وتنسجم مع الطبيعة الخالصة للارض والسماء ..
اعمل او لاتعمل اي شيء معقول .. اجمع خزن انفق ما تشاء وكيف تشاء ..
وحين يأت الموت لا تكترث بعدد ونوع الحضور في جنازتك ، ولا بالصلاة والشهادة فوق ظلك المسجى في الصندوق الخشبي ..
فأنت موجة تغب لتصعد مرة اخرى في بحر لا متناه وبلا قرار ..
الابتعاد عن الناس عمليا هو الابتعاد عن الفكر والتفكير ، هو الابتعاد عن الضلال والانحراف التاريخي العبودي الظلامي الطويل .
هو الانسجام مع الله والكون ..
في الابتعاد عن المجتمع - في غيابة الوحدة - طهارة وتحرر من تعقيدات آلاف الاجيال ..
ان النجس والوسخ وقلة الشرف ، ليس فيما تعطيك الطبيعة ، وانما في تحويله الى قاذورات ذهنية وافرازات فكرية ، تحت تأثير التلوث الاجتماعي المتراكم في وعيك من المصطلحات والمفاهيم والاشتراطات والعادات ،عبر تعاقب الورثة الذين يستلمونها ممن سبقهم ليسلموها لمن يعقبهم ،بحلل واصباغ واشكال اخرى ..
اخرج من هذا اللعب الصبياني غير البريء ..
اخرج من هذا المصنع العتيق ، الذي تتوالد آلاته ومنتجاته وعامليه ومديريه واربابه على نفس الشريط ، وتتطور داخل نفس الجدران مع نفس الشقاء والاستغلال وبعض اللذات ..
انه الجحيم الذي تحدثت عنه جميع الكتب المقدسة بالرمز والاشارة ..
بينما النعيم في المعرفة الحرة وفي التحقق