بقلم : الاستاذ كميل ابو دولة
في البدايةِ اريدُ ان اتقدّم بأحر التعازي لعائلة الشابّ المرحوم المأسوف على شبابهِ سامر ابو طريف (ر) وللعائلات الثكلى جرّاء حوادثِ الطّرقِ , وأتمنى الشّفاء للشباب الذين اصيبوا بحادث طرق ليلة أمس الجمعة على مفترق يركا.
وإذا نظرنا بعمقٍ الى فحوى هذه القضية نجدُ للأسفِ أنّ الإصابات جرّاء الحوادث تزداد في يركا يوماً بعد يوم ٍ , بينما تشيرُ الاحصائيـّات الى انخفاضِ النسبةِ على الصعيدِ القطريّ.
ان حوادث الطرق هي آفة خطيرة تودي بحياة الطفل والشابّ والعجوز دون تفرقة !
وأما بخصوصِ ما يحصل في قريتنا الحبيبة يركا, فانّ الازديادَ في الحوادثِ والإصاباتِ والضّحايا مؤشرٌ مقلقٌ للوضعِ الرّاهنِ ويعـّبر عن خللٍ في اتخاذِ المسؤولية ِعمـّا يجري ويعبـّر عن عجزٍ أمام الوضع الراهن من قبل المجتمع ككل , ومن قبلِ من يخصّه الأمر وبالتالي هناك فجوة في التوعية وضبط الامور, والنتائج واضحة للأسف!
فهل يُعقل وهل من الصحيح أن نتابع حياتنا بشكل اعتيادي بعد كل ما يجري دون أن نقف ونوقف ما يحصل ؟!
وإذا سألنا أنفسنا من هو المسؤول عما يجري فنرى ان الأجوبة قد تكون متفاوتة , فهنالك من يتّهم الشّباب وآخر يتهم الأهل او المدارس او السلطة المحلية او الشرطة وغيرها ... وهذا لا يفيدنا بشيءٍ !
في اعتقادي وحسب رأيي الشخصيّ , وبكل تواضعٍ فانّ المسؤولية على هذا الموضوع هي مسؤولية جماعية , لا تقتصرُ على فردٍ او على فئةٍ او على مؤسسةٍ دونَ الاخرى !
اعتقد أن كل شيء يبدأ في التربيةِ الصّحيحةِ وينتهي فيها , وتأتي التربيةُ من الارشادِ والتوعيةِ والمراقبةِ في البيتِ وفي المدرسةِ وفي الشارعِ وفي المؤسّساتِ العامـّة وفي كلِّ مكان ٍ وزمانٍ.
وتكونُ التربية أقوى وأنجعْ عندما تتضافر الجّهود الجّماعية وتُستغل بالشكلِ الصحيحِ لتصبّ في مصلحةِ الفردِ والمجتمعِ , فالمناخُ الايجابي يعودُ بالفائدةِ على الجميعِ .
لم أقصدْ في مقالي هذا ان القي اللـّوم على شخصٍ معينٍ , لاسمح الله , او على فئةٍ او على مؤسسةٍ معينة (وفي الحقيقة تردّدت كثيرا قبل نشر المقال , ولكني لم اسمح لنفسي ان اقفَ مكتوف الايدي ًعلى الوضعِ الخطيرِ الذي وصلنا اليه, دون ان نفعل شيئا) ! .
انمّا القصد هو انّه علينا جميعاً اتـّخاذ المسؤوليةِ الكاملةِ لما يجري في بلدنا , لنوقف هذه الحوادث الخطيرة التي تعكـّر صفو ألأجواء اليركاويّة وتودي بحياةِ اشخاصٍ أبرياءٍ رائعين , يعزُّ علينا مفارقتهم وهم في مقتبلِ العمرِ !
علينا اتخاذُ خطواتٍ مباشرة ٍ دون تردّدٍ ,خاصّة بعد الحوادث الأخيرة ,واليكم بعض المقترحات ومنها :
1) اعادةً تفعيلِ دوريّة الأهالي (סיירת הורים) في ساعات الليل المتأخرة وفي نهاية الاسبوع .
2) مطالبة السلطة المحلية بإتـّخاذ الاجراءات اللازمة للرّدعِ وتوفيرِ الميزانيات للتوعية وغيرها .
3) مطالبة الشرطة بالمساهمة في التوعية وضبط مخالفي القانون .
4) اقامة فعاليات على صعيد المدارس للتوعية والتثقيف ومسيرات طلابية في شوارع القرية .
5) الطلب من رجال الدين الأجلّاء والخلوة الموقـّرة بإتّخاذِ قسط ٍفي الموضوعِ نظراً لدورِ الخلوةِ الايجابيّ في المجتمع.
6) ايقاف جميع وسائل النقل الغير مرخّصة ومنع الشباب من سياقةِ وسائلِ النقلِ غير المرخّصة وبشكل غير قانوني وخاصة : ויזבה - טרקטורון .
اهل بلدي الاعزّاء - ان تضافر الجهود الجماعيّة يصبّ في النهايةِ في مصلحةِ المجتمع اليركاويّ.
وأختتم بقول الشاعر : اذا الشعب يوماً ارادَ الحياة - فلا بدّ ان يستجيبَ القدر.