المجاملة بين الحقيقة والكذب!!بقلم: حسين الشاعر - شفاعمرو
2012-12-26 01:13:37

تأملت كثيراً في مخيلتي سوقاً يقف فيه عدد من التجار.. بينهم بائع ينادي بأعلى صوته : زجاجات وعلب للبيع.. ظننت للوهلة الأولى انها علب فارغة لنضع بعض الحاجيات.. وعندما سألته ماذا تبيع؟ قال: مواضيع إجتماعية.. علب تفاؤل وعلب أخرى فيها الأمل، وعلب للصدق وعلب للنفاق والمجاملة.. اشتريت علبة المجاملة فتحتها ففتحت قناة للحديث معها..
المجاملة نتداولها يومياً في حياتنا.. قد لا ندرك معانيها الكبيرة في مجتمعنا لأنه ليس كل فرد منا يستطيع أن يجامل الآخرين.. بل منا من لا يعرف حتى أن يعبر عن ذلك وان كان بكلمة شكراً..
المجاملة هي احدى قنوات التي ستعبر منها الى بوابة الحياة الجميلة.. ولن يدخل هذه البوابة الا من أحسن قولها بصدق اما من يجامل في عملية تمثيلية ونفاق فهو يفعل ذلك حتما من أجل الوصول الى مآرب شخصية.
الكثير منا وللأسف لا يشعر بالإشباع الداخلي في جوهره لأنه ينقصه بريق من المعنوية.. ان عدم الإشباع الذاتي هذا يعني انك لا تستطيع ان تعطي وتقدم للآخرين ومن الصعب ان تصبح مصدر فرح وبهجة لمن حولك..
حياتنا مليئة بالأمثلة.. حيث نعيش الكثير من المواقف مع أشخاص لا يعاملوننا كما يجب، والعكس ربما صحيح، فحتى تملأ حياتك بأشخاص يحترموك ويحبوك لا بد ان تنتبه الى معاملتك معهم فانهم لن يحترموك لسواد عيونك..
من المهم جداً في حياتنا ان نجامل بعضنا البعض بصدق دون نفاق وكذب أو لمجرد المجاملة، لأن المجاملة في كثير من المجتمعات أصبحت جزءا جوهرياً في المعاملة بين البشر وجزءا من التعاليم الأساسية للخروج من وكر محبة الذات ...
ان كل رجل يعلم انه في الوقت الذي تقدره فيه زوجته أو زملاؤه فانه سيقدم المزيد والرغبة في العطاء والإبداع وخلق أجواء رائعة.. ولكن عندما يلاقي رداً سلبياً وعدم تقدير فسيجد نفسه امام حاجز وضوء أحمر يمنعه من كل ذلك، الا في حالة واحدة وربما أكثر، ولكن اهمها ان يدرك ان ثقته بنفسه أعلى من أي مجاملة وموقف، وأن يعرف السر الذي في داخله .. وهذا الشخص لن توقف قطار المجاملات عزيمته وإرادته نحو التقدم اذا آمن بنفسه وبقدراته..
باعتقادي ان موضوع المجاملة متشعب ويحتاج الى بحث جوهري فان المجاملات اصبحت من الكماليات والأساسيات في حياتنا وللأسف حتى لو كانت كذبا ونفاقا!!.
وكما قال المثل: "كل شيء زاد عن حده نقص".. وفي بعض الأحيان يصبح مذلة للقائل والمجامل نفسه ..
فحاول عزيزي القارئ أن لا تتعصب وتأخذك الحمية فتقدم الكلام الباطل على الحق وتدافع عن الباطل وتطعن في الحق بل اتق رب العالمين ووضع نفسك على الصراط المستقيم.
يؤلمني عندما ارى بعض الاشخاص يرتدون قناعا ويتعاملون به مع المسؤولين ومع الناس وحتى انهم يصدقون انفسهم  ويظهرون بالصورة المغايرة..
وأخيراً انصحك وانصح نفسي ان تتعامل بتلقائية مع من تتعامل معهم وان تكون ذا شخصية مستقلة وان تجامل بصدق وليس بنفاق وكذب..

المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبها فقط، وموقع المدار بفسح المجال أمام الكاتب لطرح افكاره االتي كتبت بقلمه ويقدم للجميع مساحة حرة للتعبير
الاسم الكامل :
مكان الاقامة :
التعليق :
هام جدا : أدارة الموقع لا تنشر اي تعقيب فيه تجاوز لقانون القذف والتشهير, وتقع المسؤلية على كاتب التعقيب
Copyright © almadar.co.il 2010-2024 | All Rights Reserved © جميع الحقوق محفوظة لموقع المدار الاول في الشمال
سيجما سبيس بناء مواقع انترنت
X أغلق
X أغلق