أي حياة سنعيش !!بقلم حسين الشاعر – شفاعمرو
2012-12-09 13:53:28

الحياة هي الحياة.. لم تتغير، هي واحدة ليست أكثر نعيشها كلنا في نفس الهواء.. تحت السماء وفوق الأرض حتى الرمق الأخير من حياتنا، عندما نصل لإشارة قف بدون حركة ولا نفس فليس لهذا ذكاء بل هذا واقع نحياه.

ولكن السؤال كيف نحياها وأي حياة نختار؟ ، ليس بحكيم الذي يحياها وكأنه لم يحيا فيها.. تذكرت بعض  القصص التي قرأتها وتنطبق كثيراً على واقعنا.. قصصاً تسرد معانيها بأن شخصاً لم يعش طويلاً ولكن سيرته غزيرة بالعطاء والمحبة والتواضع...

وقصة أخرى لم تكن طويلة بل من اقصر القصص تحكى عن حياة شخص عاش طويلاً ولكن حياته تلخصت بثلاث كلمات ( ولد ، عاش، ومات) وانتهت حياته دون أن يدون لحياته أي تفاصيل هامة تذكر ولا هدف تحقق ولا تاريخ مشرف حتى يبقى قدوة أو ذكرى لتروى للأبناء والأحفاد...

نظرت حولي وتساءلت كم من حولنا ولدوا وعاشوا وماتوا فلم يشعر بهم أحد لا بحياتهم ولا بموتهم بينما هنالك أشخاصاً عاصرناهم في حياتهم الأخيرة ولكن قصصهم كانت قصيرة جداً فيستحق عنواناً ( ولد ومات) ولم يعش أبدا بالرغم من سنوات عمره الطويلة..!!                          

قد يتساءل القارئ لماذا يبحر الشاعر (الكاتب) في هذا السياق، لأن هذه الحياة تلامسنا جميعاً ونعرف الكثير يعيشون دون مبرر!! فقط أنهم ولدوا ويقضي وقته سائحاً في دنيا الله، ويتكاسلون في العيش برغد وبنعيم وينكدون احوالهم بأيديهم.

وعلى النقيض المباشر هنالك أشخاصا ولدوا ولم يموتوا بالرغم من غياب أجسادهم بيننا ، لا يزالون يحيون في ذاكرتنا لحياتهم المشرفة وأعمالهم الناصعة.. وبالتالي تذكرت احد الشعراء عندما قال: " قد مات قوم وما ماتت مكارمهم.... وعاش قوم وهم في الناس أموات".

عزيزي القارئ... الحياة لا تخلوا من الفرص ومن التحديات ولكن الحكمة في كيفية اقتحام الحياة من أبوابها منهم من يخطئون فيستغفرون ثم يصححون أخطاءهم بلا خجل، يعيدون ترتيب حياتهم في حالة سيطرت عليها الفوضى.

 

وهذا ليس بعيب، بل علينا ان نصح من سباتنا العميق ومن غفلتنا عن الإيمان بالباري عز وجل ونشكره على النعم وعلى الهواء الذي ننفسه لذلك علينا استغلال الوقت قبل فوات الأوان وننطلق بحياة جديدة.. الكاتب آن فرانك قال: " الحياة لا تقاس بعدد شهقاتنا وزفراتنا ، بل تقاس بالأوقات التي جعلتنا فيها نشهق أو نزفر".

فحياتنا سنعيشها مرة واحدة على هذه الدنيا قبل حياة الآخرة فأي حياة من الحياتين نختار؟!.

حياة من ولد وعاش ومات أم حياة ولد وعاش ولن يموت، علينا أن نعيش بكرامة وهامة مرفوعة وليس بذلة نلهث وراء التفاهات والمصائب وألم البال.

وأخيراً استوقفتني مقولة للكاتب الكبير د. إبراهيم ألفقي عندما  قال: " عيش كل لحظة كأنها آخر لحظة في حياتك.. عيش بالإيمان ... عيش بالكفاح.. عيش بالصبر.. عيش بالحب.. وقدر قيمة الحياة ".

ولكن للأسف كثيرون نعيش معهم لا يقدرون الحياة ولا يعرفون روعتها وجمالها، ويفقدون معنى الحياة.

إذا عيدوا حساباتكم الحياتية وما تبقى من العمر وحاولوا أن تضعوا برنامجاً كأنكم ولدتم اليوم...

المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبها فقط، وموقع المدار بفسح المجال أمام الكاتب لطرح افكاره االتي كتبت بقلمه ويقدم للجميع مساحة حرة للتعبير
الاسم الكامل :
مكان الاقامة :
التعليق :
هام جدا : أدارة الموقع لا تنشر اي تعقيب فيه تجاوز لقانون القذف والتشهير, وتقع المسؤلية على كاتب التعقيب
Copyright © almadar.co.il 2010-2024 | All Rights Reserved © جميع الحقوق محفوظة لموقع المدار الاول في الشمال
سيجما سبيس بناء مواقع انترنت
X أغلق
X أغلق