سوريا يا حبيبتي  تأليف: شريف صعب, أبوسنان
يا بِركة مُعكّره, يا أمّه مُبعثره
...ماذا دهاكم يا ترى...
وماذا سوف تُخبرون الشنفرى وحنضله والأصمعي
واليازجي وأبا العلا... والبحتريَّ وعنتره!؟
وأين ماء وجهكم يا أمّةً مبعثره...!

دمشقَُ, كيف تبعثينَ جيشَك "المقدام"
لهدم ضيعة وزوجة وجدّة وطفلة
يتيمة مُعثّره....
من فوق رأسها تحوم طائره
وفوق وجهٍ باسمٍ كبسمةِ الملائكهْ
المنوره, وجسد أهلكه الشرودُ
والتشريد والتهويل والوعيد,
تسري مجنزرة!؟
....وتدمر العريقه المجيده المكسّره
تعانق الأطلال خوفاً من ضَياعها
في "ثورة الأمجاد والأحقاد!!"
تبّاً لك يا ثورة الأجداد...!
هل هكذا تعلمون الدرس للآباء
والأبناء والأحفاد... والأعداء والأمجاد!؟

لقد تلاشت شعرة الكرامه, يا معاويه
يا سيد الأسيادْ
فلا يطيق الكاسرُ المعتوه طفلاً ضاحكاً
ولا يحب "القانصُ" المهووسُ, حتّى ظبيةً
تعانق الكتاب والرباب والمزمارَ
في البلاد!!
هل هذه أنشودة الكفاح والجهاد...
أم هكذا علمكم سراطكم:
...أن تقذفوا العيون بالرماد!!!؟

غريبةٌ أسطورة القيادهْ في أوطانكم,أيا عربْ....
لم يبقَ منكم مخبر ليروي للتاريخ عن أبي لهبْ
أو حتّى عن زياد والحجّاج, من أهل الرتبْ...!
فلا "عقيدٌ" حاضرٌ, ولا "عليُّ صالحُ"
...حتّى ولا زينُ العباد, بنُ على المنتخبْ
"وصادمُ الافرنجِ", من تكريتَ, قد ولّى وهربْ
...وكأنّه ما قادَ, يوماً, قائدٌ "مباركٌ", في حربِ تشرين اكتسبْ!!!
فكلهم قد ديس بالنعال والبغال, وخار
تحت حملهمن شدّة التعب وجمرةِ الغضب,
يا ربُّ قلّي, ما السببْ!؟

هلاّ علمتمْ يا عربْ عن شاعر صاغَ وكتبْ:
"إذا عُطيت ولايةً فاعدل بها         واعلم بأنّك بعدها معزول
           وإذا رأيتَ جنازة فاحمل بها    واعلم بأنّك بعدها محمول"!؟

أو نبذةٍ تقول في نفس الصدد:
"ما طار طير وأرتفع              الاّ على الأرض وقع!!"
 
فها هو عكسُ الرياحْ, يظنّ "أنّه زعيم للأبدْ...
وأن خيراتِ بلاد الشامْ, بعزها وقمحها ورزها
وجوها وبحرها, باقٍ الى ولد الولدْ...!

ما هكذا تُقارع السيوف والرماحُ,  يا ابنَ الأسدْ...
...فإن شعباً جائعاً, لا ينحني, مهما انكمد
وان روحَ طفلةٍ صغيرة, مظلومة, حزينة, يتيمة, مهما تزايد العدد
سوف تثور, عاجلاً أم لآجلاً لتنتقم وتنتصرْ
من ألف كافر ٍ مَرَدْ
وأن رأسها سيبقى شامخاً, مقاوماً, مكافحاً
بحكم جبّار صَمَدْ!!!!