لكل منا مناسبات عدة وعديدة , منها الخاص ومنها العام , ولكل منا آراؤه ورؤاه بما يخص تلك المناسبات , بالذات العامة منها التي عادة ما تكون أعيادا ذات طابع ديني . فالبعض ينتظرها بشوق وحنين ويحدث عنها وكأنها مناسبة فريدة ومميزة ويحتفي بها حتى للمرة الاولى في حياته , والبعض الأخر عادة ما تتغير افراده بموجب أحداث أو تغيرات وقعت معه , قد يندب حظه ويتباكى على الماضي كيفما كان حسب اعتقاده افضل من اليوم , سيما وأن العلاقات العامة التي كانت تسود بين الناس أسها الاحترام والثقة المتبادلة التي كادت تتلاشى في هذا الزمن المادي .
من البديهي والمعلوم أن " لكل فعل ردة فعل " إما في السلبي وإما في الايجاب , فالتطور الحاصل في مجالات علمية عدة , منها " عالم أو عالمية الإنترنيت " على سبيل المثال وليس الحصر , قد يؤثر على علاقاتنا الاجتماعية ويبدد رويدا رويدا تلك الاوقات المستفيضة التي خصصها احدنا للأخر .
إن جل ما يقلقني حقا تلك الأعمال الدخيلة على مجتمعنا من أعمال عنف مستشريه دون رادع , واضحت للأسف الشديد تجثم على انفاس بعض منا وتجد مكانها بيننا وكأنها جزء من حياتنا اليومية أو حتى من تراثنا , وهذا بحد ذاته كفيل أن يزيل الرأفة والطمأنينة منا , وأن يبعد عنا حتى البهجة الحقيقية من هذا العيد أو ذاك . ومع هذا كله يجب علينا جميعا على حد سواء أن نشحذ الهمم وأن نتعالى عن الضغائن التي افرزتها " معارك " الانتخابات المحلية والتي بحد ذاتها تكون رافدا اساسيا في عدم علاقاتنا الوطيدة كما كانت في ازمان غابرة , ومن ثم أن نتكاتف ونتعاضد بالخير فيما بيننا للحيلولة من استفحال مثل تلك الأعمال المضنية فكريا , علنا بهذا نعيد لأنفسنا أزرا من هداوة البال , وللعيد بهجته ورونقه . فالعيد هو مناسبة حقيقية لمحاسبة الذات وللحد من الرواسب السلبية التي قد تجد لها مكانا امنا في اذهاننا وسلوكنا , ومن شأنها أن تسيء أو تؤذي الأخرين أو تدحض وتبعد علاقاتنا الحميمة حتى القريبة منها . وما العيد إذا : إلا تضحية وعطاء . مع منتهى تقديري وخالص احترامي د. سلمان خير