نسمات شفاعمرية بقلم زايد خنيفس
اضحى مبارك ووقفة مع انفسنا
في المشاهد الاخيرة وقبل الوصول الى اكتمال البدر وحلول الاضحى والتفات نبي الانبياء ابراهيم (ع) الى السماء ولملائكة ظهروا بأمر الله وقدرته على وجوه اوائل ظهروا في زمن المعجزات, وفي المشهد الاخير شلال من المؤمنين متجهين نحو منى وقضاء "يوم التروية" ليرتشف المؤمن في طريقه لمدينة لم تنسَ نبيها ومدينة تعرف الانصار واهل البيت وآيات نزلت على بقعة مقدسة حفظت وصايا النبي وطريق الخروج من ابواب مدينة والعودة اليها في اختبار الله لأنبيائه الصالحين, وفي المشهد الاخير امة وامم تبحث عن الصباح الاتي والفجر الطالع من ثنايا الايمان. وفي المشهد القريب مدينتي ككل المدن المتشابه الباحثة عن حنينها لصور الجميلة في قوالبها.
عيد الاضحى المبارك من اجمل ايام السنة لما يمثل من معاني التضحيات من اجل خطوات نحو قدرة الله ومعجزاته ومن تضحيات للخالق نحو خلقه والنبي الاول ابراهيم (ع) وابناؤه ومن اتوا بعده في مسيرة الايمان ,فلا يظن احد من البشر بان الامور والاشياء تمشي بدون رقيب في كوكب عرف الحياة على وجهه فكان اختبار الله لخلقه ولا شيء يسير الا بقدرته وامره ماسك مثبت كون وكواكب وعالم, لا نعرف نهايته واسراره ,وعيد الاضحى  رمز الفداء ورموز العطاء ودروبا نحو مناسكه مسبحين مهللين باسمه وبأنبيائه وأخياره والصالحين والآتين بعده على نفس الدروب.
عيد الاضحى معاني التسامح والمحبة الصادرة من القلوب الصادقة وفي زمن نحتاج فيها الى الكلمة الصادقة والوعود الصادقة, وما الانسان الا بأصغريه قلبه ولسانه, وعيد الاضحى صفحة جديدة بين الاخوة والاهل وتمسك في القيم الانسانية التي ارسلها الله آيات مباركة على انبيائه ورسوله, فما اجملنا نضحي من اجل انفسنا واولادنا وفلذات اكبادنا ومجتمعنا وبلدنا ,ولا ننسى ان نسأل دائما ماذا نعطي لبلدنا ؟! من اجل رفعته وتقدمه .
والمشهد تضحية بكل معاني الكلمة من اجل مجتمع يصبو الى صفحات جديدة يمحو من قاموسه انانية الانسان, ففي المرايا الماثلة امامنا وجوه تبحث عن جمالها في انسانية الانسان, وعيد الاضحى وقفة اولى ووقفة كبيرة مع انفسنا مع خالق نسجد امامه في كل اللحظات.