بقلم: الإعلامي حسين الشاعر

تحاول الأشجار في هذه الأيام أن تبقى شامخة خضراء من خلال الحفاظ على أوراقها اليانعة والمزدهرة، ولكن فجأة يحل ضيفاً غير مرغوب عليها وعلى من حولها ، يحاول الضيف أن يعكر حلاوة الشجرة وقلبها وينجح خلال لحظة ان يحرك الشجرة وقد تنجح بإسقاط منها أول ورقة من أول هبة ريح.

وهنا مصيدة الحياة ولغزها حين نقوم ببناء حقولنا الثقافية والتعليمية والاجتماعية والعملية وأفكارنا التي نسبح بها ونغرسها في بستان عقولنا ونتوجها في قلب فؤادنا، ونقف بالمرصاد لكل مواجهة أو لكل عاصفة من الحقد والحسد والغيرة المستشرية بين مجتمعنا.

فالحكمة من يقف ويلملم الجروح التي مضت ويقف على أرجله بقوة وعزيمة والوقوف أمام كل التحديات باعتبار مسارنا وحضورنا داء لكل العاهات، إلا اذا اخترنا طريقاً خاصاً ونتخذ موقعنا من مخيلتنا عالماً خاصاً.

وحتى لا نطعن من الخلف علينا مجابهة الحقيقة وإن كانت قاسية بمرارتها وحلاوتها ، حتى لا نتخلى عن أحلامنا الرائعة وعن طموحاتنا العالية، وتبقى قلوبنا منفتحة الى الجهات الأربع لكي لا تسقط عنا أوراق الخريف مع هبة أول ريح!!

فهنالك نوع من البشر يحاول ان يتسلق على جدران غيره ويصل الى أهدافه السامة وعلى حساب غيره وللأسف هم الأكثرية ،  لذلك علينا ان نحافظ على أوراقنا الحياتية الجميلة من السقوط ونختار بدقة من نود أن يشاركونا معنا بقية الحياة!. وتبقى عزيمتنا وإداراتنا وإرادتنا أقوى من أي عاصفة...ولنكن كالشمس المشرقة والساطعة في وضح النهار وأن نتقي رب العالمين ونتكل عليه بكل الأحوال.

 للحياة مفاتيح عديدة ولكل إنسان مفتاح ومعرفة طبيعة الإنسان تدلك على معرفة مفتاحه المناسب للحياة كلها المليئة بالتفاؤل والأمل وعليه دائماً يا صديقي كن كالنحلة التي تقع على الطيب وتتجاوز الخبيث ولا تكن كالذباب الذي يتتبع الجروح! وعليه علينا إختيار الكلام الطيب كما نختار الثمر الطيب، وبهذه الطريقة من الممكن أن نصل الى قلوب الناس.. وأخيراً من حقنا أن نستمتع بحياتنا وتبقى أوراقنا خضراء ولن تتأثر من الزوابع والرياح ولا حتى من البرق والرعد.