1 هل الورق مطفاّة للذاكرة
كتب الصديق والجار خليل كريني ابو ابراهيم كتابا متواضعا ضمّنهنشاط لجنة اليوبيل في كفرياسيف اواشط سنوات السبعين من القرن الماضي.
فكتبت له اقول: ان الواقع المرير الذي تعيشه الاقلية العربية غي هذه البلاد : والظلم الاّليم الواقع على رقاب العباد والمؤسسات المدنية لا يقاس فهو شرس الى ابعد حدود التصّور والخيال.
القهر والاستبداد سيّدا الموقف لدى الاقلية العربية الفلسطينية فالظالم ينهش ميزانيات السلطات المحلية العربية ويقلل ّ مساحة ارض العربي فيشرعن سرقة الارض ويبتلع القسم الاكبر منها بحجج وا هية لا تصمدامام واقع الحياة والتا ريخ في بلادنا.
وكان هذا الظلم البشع من الطبيعي ان يحرّك مدّا جماهيريا رافضا له ويعزّز نضال الجماهير العربية
الصامدة في وطنها والمتتشبّثة بارضها. هذا الظلم الواقغ غلى شعبنا يغتال احلامنا وضيّق على الاجيال الصاعدة في كل مجالات الحياة الانتاجبة التثقيفية التعليمية والحياتية الاخرى.
يحدّدون للشباب العربي نوافذ الحياة الجامعية ويضيّقون الخناق في المواضيع وفي شروط القبول فيهرب كثيرون الى الخارج ليتعلموا تحت طائلة التكاليف الباهظة التي يرزح تحت كاهلها الاهل المنسحقون اصلا.
يحاولون ان يسدوا كلّ باب للفرح وان يسرقوا احلام الناس من كل حدب وصوب.
فب مثل غذا الوضع الاليم وعلى ضوء تجربة الحياة في كل مكان مشابه, خاصة تجربتنا, يجمل بنا الّا نفقد احلام حياتنا المتطلعة, ابدا, الى غد انساني كريم, حر,, راق وافضل, وان نتوحّد في سبيل المصلحة العامّة حتى نقهر جحافل الظلم والاستبداد.
لا شك في ان المبادرة النشطة, الواعية, التاّلقة والمصممة في لذل الجهد والعطاء لانجاز مشاريع حيويةمن بناء وترميم, شق شوارع , بناء مدارسواقامة مؤسسات تعليمية تعم البلدات العربيةوتلبي طموحات واحلام الشباب, يشكّل كل هذا افضل ردعلى سياسة الظلم المذكورة, لكن كل هذا يفترض من يبادر اليها وينشط في رعايتعا ويحرص على تحقيقها من رحم هذا الشعب المحروم المظلوم يجدر بشبابنا ان يبداّ حياته, قينطلق كطائر العقا ب فيعمل على دعوة كل الشباب الى التعاون والتكافل والتبرع السخي, حينها سيتحرك اكثر الناس ويهبّوننهوضا ملبين هذه الدعوة الكريمة الخلّاقة البنّاءة و حينها تنصهر اكثريّة شعبنا المظلوم في بوتقة اجتماعية تبرعيّة لامثيل لها, الشباب يعمل بجهد لمصلحة البلدة, النساء تجلب ما تيسّر 2من طعام وشراب في كل الحارات, مزغردة تعطي بالمشاركة الفرحة , كل حسب امكانياته في كل الحارات, وتشارك النسوة
والفتياي الى جانب الاخوة والسبان والرجال وتنتصب البلدة" لا
احب ان اسمي كفرياسيفنا قرية فهي بلدة " متماسكة ومتكافلة,خاصة عند الضرورةالحياتية في مواجهة المصائب والمحن .
اذكر كل هذا وانا اطّلع على بعض ما رواه وخطه الجار خليل كريني عن تجربة العمل التطّوعي في بلدتنا احد الناشطين البارزين
في تلك الفترة الغنية بعبرها, دروسها وتجاربهاالمثقفة والمهذبة انسان اطلقنا عليه اكثر من لقب منها: ابو العمل التطّوعي امدّ الله في عمره وسدّد خطاه , سجّل في ما كتب حقائق فترة اليوبيل, مرور خمسين عاما على ناّسيس المجلس المحلي عام 1975 , تلك الفترة كما اذكر من 1975 حتى 1978 وما بعدها حتى بداية النصف الثاني من الثمانينات.
يومها شمّر الناس عن سواعدهم ومدّوا هذا المدّ الجماهيري من
جيوبهم على اختلاف مشاربهم وطبقاتهم الاجتماعية ومن كل الحارات دون فرق بتاتا
وكما قال شاعرنا المفوّه الاستاذ احمد الحاج:
افدي الذي وهب الحياة لشعبه لا يدّعي منّا ولا معرو0فا
افدي الذي كره الهوان بعزّة من كان للضيم المذل عيوفا
واقبلّ الارض التي من خطوه شرفت وظلّ منزّها وشريفا
فشكرا لهذا الرجل الذي حطّم رقما قياسيا في محبّته لبلدته كفرياسيف,
سهر كثيرا ليخرج هذا الكتاب الى حيّز الوجود.
وشكرا لهذا الشعب الفينيق الذي ينتفض ويرتفع من بين الانقاض والف الف تحيةلابطال المل التبرعي وليكونوا قدوة للشباب في كل مكان.
في هذه الايام التي اصبحنا فيها وبسببها نخشى ان تكون وبالا علينا جميعا
بسبب مانشهده من عنف وانحراف ولا مبالاة في هذه الايام صرنا نردد,
ليت الزمان يعود لتلك الايام لعل هذا الشعب يستفيق مرّة اخرى.
في تلك الايام تسربلت يلدنا بثياب العز المنبعث من نخوة شبان صبايا العمل التبرعي.
انني اشعران كلمات كتابه موجّهة اساسا وعمدا للاجيال الشابة تدعوهم وتحفّزهم على النهوض والوحدة لما فيه المصلحة العامة.
بدوري كمعلم وكمدير سابق للمرسة الثانوية راّيت لزاما عليّ ان اقول لو القليل الموجز واجدني ملزما بتاّكيد حقيقة ان الشباب اليوم كما في السابق
متعطّش للعمل التيرعي والمهم ان نتحرّك لنحرّكه ان نبادر ونجنّده لهذه المبادرات المعطاء . المهم ان نبداّ مستفيدين من تجاربنا وتجارب الّاباء وتجارب الّاخرين حينها سنرى الشبان, صبايا وشباب يتعمشق على هذا العمل ويتجنّد له, ويسهم فيه بكل جد, همّة عالية, عزيمة مضحية .
حبّذا لو ارتقينا ببلداتنا الى هذه الوح المليئة بالبذل والعطاءاتصفّح تعاستنا يعد كل هذه الاعوام , فيعلق الوطن حبرا اسود في يدي.