ضاع حبّ النّاس بين الموديلات والمساحيق وعشوائية الرّقص وواحات العطورِ
ضاع في غلاء وغلاوة الأزياء، وبعد المراسيم المشنشلة بالعسجد، وغِبّ شرب الخمورِ
بعد أن رفَل المغتبطون بالخَزّ، والحِلَى، وبهرجة أصناف الدِّمقس والحريرِ
بعد "تانْغو" الارستقراطيّين المتفرّجين على مرار شعوبهم مخدّري الضّميرِ
وبعد"دانْس" البرجوازيّين المتطفّلين عليهم المُغالين بطفرات الشّزر والغرورِ
ضاع بين الشّوك والصّخورِ؛ على موسيقى ميْس أفنان الغار، والصّنوبر، وغِنوة الشّحرورِ
ضاع بين خفوت أضواء الحجرات البعيدة الباردة الباهتة، ودموع الوسادات، وتغيّرات طقس السّريرِ
ضاع عند، وبين الإخوة المُضيمين الظّالمين المكابرين على رغد الحرمان، وكأس الشّراب المريرِ
ضاع، وضيّع الهائمين بتماثيل الأصفر الرنّان والخزنات، لا حلال ولا زلال، صوتهم كصوت الرّاجف المقرورِ
ولا زالت العصافير تعشق الأشجار؛ والنحل يلاثم الأزهار، وزنابق الوديان تضحك للغديرِ