صدرت مؤخرا المجموعة القصصية الثالثة (الثمانيّة الثالثة) للنائب الكاتب سعيد نفاع وتحت عنوان "مأتم في الجنّة"، وقد كان سبق هذه المجموعة مجموعتان حملت الأولى عنوان "نكبة الدوري" والثانية "الحائل"، هذه المجموعة هي المؤلف الخامس للكاتب فقد أصدر مؤلفان آخران أحدهما دراسة تحت عنوان "العرب الدروز- والحركة الوطنيّة الفلسطينيّة حتى ال-48".
تشمل المجموعة ثماني قصص وحكايات من السنوات الأخيرة وأربع قصص "من الدفاتر القديمة" كان نشرها الكاتب في سبعينيّات القرن الماضي في الغد والاتحاد. كما شملت المجموعة مقالا أدبيّا بقلم الكاتب وآخر نقديّا بقلم الكاتب أبراهيم مالك.
لقد أهدى الكاتب المجموعة لابنه الخامس آخر العنقود "عمرو" المتأهب اليوم لدخول السجن رفضا للخدمة العسكريّة الإجباريّة، مخاطبا إياه:
"لقد نجحت يا عمرو في الخيار، فاخترت الاعتقال والسجن بدل حمل السلاح في وجه عمرو بطل إحدى بنات هذه المجموعة- عمرو والمستوطنة، فاقبل مني يا عمرو تقديرا لخيارك هذه الهديّة".
وقد جاء في القصّة التي حملت أسم المجموعة:
"لم يختطفني الرسل كما اختطاف العلماء في البصرة وبغداد من بين صراخ وعويل ذويهم، بعد نعف كتبهم مثلما لم تنعف منذ أن لوّنت أحبار كتبها مياه دجلة على يد المغول. ولا كما اختطاف الآمنين في نابلس من بين نظرات الأطفال الشاخصة المخنوقة الحناجر خوفا من البكاء...ظنناك أذكى من ذلك، أما وقد كنت أول من صادفناه وجئنا بك ولا مفر، فالأطفال في الجنّة يقيمون الأعراس للوافدين قتلا بأيادي الأعداء ويقيمون المآتم للوافدين قتلا بأيادي أهاليهم...فبلّغ!".