المناضل رياض سلمان الخطيب – القدس المحتلة.. وداعاًبقلم : غالب سيف
2011-09-12 13:23:54

تراكم الجمر على لظى الجمر واعتلى منسوب حزني قمة القهر فبكيتك وناديت ثم ناديت فجاء الصدى مكبرا" إنها يا رفيق الدرب مشيئة القدر إنها مشيئة القدر
انتقل إلى رحمته تعالى الأسير المحرر وأحد القياديين البارزين القدامى في الحركة الأسيرة من الفلسطينيين والعرب المناضل المرحوم والمغفور له رياض سلمان الخطيب , ابن مدينة الرام حالياً والذي ولد في جبل العرب في بلدة ملح في سوريا والذي تعود أصوله التاريخية إلى قريتي وقرية أجداده يانوح الجليلية (أحد الأجداد اشتهر بأنه كان أمين سر عطوفة المغفور له سلطان باشا الأطرش – قائد جيوش الثورة العربية السورية الكبرى , هو حسن الخطيب والذي جاء ذكره في كتاب : " أحداث الثورة السورية الكبرى , كما سردها قائدها العام سلطان باشا الأطرش وقدم لها العماد أول مصطفى طلاس" , ص 7 إذ جاء  فيها : " مذكرات سلطان باشا الأطرش تعرضت لمداخلات غير دقيقة عند تدوينها .. من صاحب مجلة بيروت المساء, فأرسل سلطان .. المرحوم أبي سليمان حسن الخطيب , من شهبا, الذي عاد بها إلى صاحبها") , توفي المرحوم رياض عن عمر يناهز أل- 63 عاماً , قضى منها 18 عاماً في الأسر , بعد أن نفذ أول عملية مسلحة لمقاومة الاحتلال الصهيوني للمناطق المحتلة عام 1967 في القدس المحتلة مكان سكناه في حينه,بعد  شهرين من بداية الاحتلال بتاريخ 26/8/1967 , وتم إطلاق سراحه وال-6000 أسير في ما يعرف ب: "صفقة جبريل" المشهورة , والتي كان هو فيها عميد الأسرى ورئيس اللجنة التي أعطيت صلاحية إقرار أسماء الأسرى الذين سيطلق سراحهم من قبل قيادة  الخارج. تحرر فقيدنا الغالي من الأسر وهو يعاني من اثر التعذيب ولم يكن بحالة صحية طبيعية وكل التقديرات التي سمعناها من ذويه أنه تعرض لحالات حقن أو دس السم في جسده , انتقاما بهيمياً منه ومن جرأته وفعله المقاوم وقدراته وميزاته القيادية العالية, وبحكم الحالة الصحية هذه عملياً قضى عمره تحت تأثيرها المميت والمقيت , وهكذا عاش وفارقنا المرحوم وكأن مقولات المناضل ألأممي الفذ تشي جيفارا قيلت لوصف حالته : " لكل الناس وطن يعيشون فيه إلا نحن فلنا وطن يعيش فينا" والمقولة الأخرى:  " الطريق مُظْلِم وحالك فإن لم تحترق أنت وأنا فمن سينير الطريق"؟؟  . 
والموت   نقاد على   كفه                  جواهر   يختار  منها   الجياد
جودة المرحوم الجوهرة تتمثل ليس فقط بفعله ورصيده الوطني العالي والغني والكبير, أيضاً بعائلته والتي فقدت الملازم عصام رفيق الخطيب والذي استشهد في انتفاضة شعبنا الفلسطيني الأولى وهو في ربيعه أل-17 , وفي حينه دونت سيرة استشهاده تحت مقالة بعنوان :" أول شهيد درزي في الانتفاضة" , وأما إخوانه جميعهم من قياديي الحركة الأسيرة ومن خيرة المناضلين ذوي السجلات والسيرة النضالية المشهود لها وبها , ثبتّتْ في الحالة هذه مقولة ابن خلدون : " التاريخ متجدد" , المرحوم كان الطليعي وذويه ساروا في طريقه وجددوا سيرة نضاله بجدارة.
جاء في مزامير داوود : " طوبى للرجل الذي لم يسلك في مشورة الكفرة" , فقيدنا وفقيد الوطن ليس فقط لم يسلك في مشورة الكفرة وإنما كان كعنترة في الشجاعة وكما كليب وائل بالعزّة, عينه ثرّة على الوطن وبحره النضالي طام ونهر عطائه طافح .. طوبى له ولسيرته وإرثه.


في هذا السياق نردد ما جاء في قصيدة "تقدموا" لشيخ الشعر والشعراء أبو محمد وطن سميح القاسم :
يصيح كل حجر مغتصب
تصرخ كل ساحة ..
من غضب
يصيح .. كل عصب
الموت .. لا الركوع
موت .. ولا ركوع
وداعاً يا أحد شيوخ المقاومة الشامخين والذين لم يركعوا ولتبقى ذكراك خالدة في سجل النضال والمناضلين وفي ضمير الوطن والوطنيين والشرف والشرفاء.

 

المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبها فقط، وموقع المدار بفسح المجال أمام الكاتب لطرح افكاره االتي كتبت بقلمه ويقدم للجميع مساحة حرة للتعبير
الاسم الكامل :
مكان الاقامة :
التعليق :
هام جدا : أدارة الموقع لا تنشر اي تعقيب فيه تجاوز لقانون القذف والتشهير, وتقع المسؤلية على كاتب التعقيب
Copyright © almadar.co.il 2010-2024 | All Rights Reserved © جميع الحقوق محفوظة لموقع المدار الاول في الشمال
سيجما سبيس بناء مواقع انترنت
X أغلق
X أغلق