" يَا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ ارْجِعِي إِلَى رَبِّكِ رَاضِيَةً مَّرْضِيَّة فَادْخُلِي فِي عِبَادِي وَادْخُلِي جَنَّتِي - صدق الله العظيم"
كنت تسألُني سر دوام وجعك وكنت أمرر أناملي برفق على جبهتك الطرية ,واصلي لك وعلاجي  ان لايطالك مكروه ..يا حبيبي كم تألمت مصارعا هذا الوحش الآكل جسدك الجميل ..كم تحملت  ابتسامتك البقاء  مكابرة وبطفولة على شقتيك , راضيا بقدرك متفائلا بما تبقى لك من وقت معنا ..ضممتك قبل سنة لم اعرف حينها انها كانت ضمتي الاخيرة ,كانت حرارة  وجهك فائقة بقيت على وجنتي آثارها ,وقُبلتي لجبنيك كان لها طعم الوداع ..تلصصت اخبارك دون مقربة منك ..خفت ألمك ..هربت بجسدي لكنك كنت دائم البال المشغول و ذلك المربي الحنون لأطفال المؤسسة ,ماذا سيفعل حمودي الصغير  وسامي وصالح  وكل هؤلاء الاطفال ذوي الاحتياجات الخاصة حين يحتاجونك .
يا غياب البراءة والطهارة  ,ماذا سيفعلن مربيات المؤسسة في غيابك  ,اسمع شهيقهن من بيتي ,صاخب الحزن عليك يا أميرنا المدلل.
ماذا ستفعل أمك الرائعة الطيبة في غيابك ,كانت تطلب من ربها انتقاء وردة أخرى غيرك ,مُسلمة ترتيب القدر لربها ,متأملة بتناسخك حسب معتقدات الطائفة.
ولدت بريئا طاهرا وذهبت  والطهر معك ..يا صغيري..يا رفيق باب القلب وقسمي العلاجي...وداعا .
أمير يجتاحني البكاء عليك دون انقطاع ..يا ترى بقيت تلك حُمرة الخجل تطفو وجنتيك وبريق عينيك يملىء المكان حنان ..لم يستطع المرض اغماضك وهلة وحدة ,من كثرة زرقة السماء بعينيك ,لم يستطع المرض إسكات نبضك المرتجى الحياة.
أميـــــــــــر حبيبي لقد تنحى الوجع عن إيلامك وإستسلم لراحتك الأبدية يا روحي ..وداعا يا حبيبي يا ولدي الروحي ..أتذكُر حين أتيت من المشفى لتكون بيننا ,كنا حولك انا  وأمنية  وراجي نتناول اجزائك برفق لنمددك براحة على الأريكة تُطعمك امنية بيد واحدة وتمسح دمعها بيدها الأخرى وانت تبتسم لإهتمامنا ...
أربت على روحك لتنام هادئا مطمئننا دون ألم يا حبيبي.

أيها السرطــــــــان !! أيها البشع  كف أخذ الطيبين ,كف جوعا لأجساد طرية .ألست نادما ايها الوحش من افتراسك لخلايا تستدعي التجدد ايها العضالي  من أوصاك بالأبرياء من سهمد طريقك لخلاياهم ..تحرثهم دون رحمة .
أميـــــــــــــــــــير سامحني  لهروبي عن رؤيتك في فراش المنتهى ..كنت على مقربة منك في نفس المشفى ,لكنني لم أقوى على رؤيتك  سرير دون حياة ,كيف لهذا الهدوء ان يتكاثر لـ Coma ...ومن ثم  لموت ..وداع يا أميرنا .
 أمير باسم ابو جنب: شاب من يركا يبلغ من العمر الـ 22 خطفه الموت
 في عمر الورد ورقته أصيب بسرطان في الرأس قبل أقل من عامين ..قريب روح ومن ذوي قربى المؤسسة التي عملت بها ,توفي اليوم بعد صراع مع المرض له الرحمة وله جنات الخلد وله كل ما في الارض من طيبات رحمك الله يا رفيقي ويا صغيري..