(إلى الصديق الشاعر سليمان مرقس, بمناسبة صدور باكورته الشعريّة "صرخات في وجه الزمن المعطوب").
وتقول القصيدة:
دَوَّت ْ , فطالَ دويُّها الشّهُبا لمّا صَرَختَ, مُفجّرا غَضَبا
صَرَخاتُ نفسٍ,قضّ مَضجَعَها زمنٌ تردّى, زيتُه ُ انسَكَبا
فالخُلقُ ساءتْ, واختفتْ قيمٌ كانتْ لنارِ شُموخِنا حَطَبا
والصّدقُ والإخلاصُ في سَفَرٍ والحقُّ تاهَ, ونورُهُ احتجبا
والزّيفُ غطّى أرضَ واقِعِنا وإذا المظاهرُ ترتدي الكذِبا
والدّينُ يُعمى عن فضائلِهِ فَعَمى التّعصّبِ أسدلَ الحُجُبا
نَعَتِ المروءة ُ أهلَها وبكتْ والوجدُ تحتَ ضلوعِها التَهَبا
والعُربُ نامتْ في مراقدِها وتشرذمتْ , وتقطّعتْ إرَبا
اللهوُ أصبحَ جلّ َ غايتِها والجهلُ ينخُرُعظمَها العَطِبا
أمّا النفاقُ , فصار مسلكَها تمضي عليه لتبلغَ الأرَبا
تمضي ووحلُ العارِ يطمُرُها والذّلّ ُ يَحني رأسَها التَرِبا
والسّوطُ يَصْدَحُ فوقَ كاهِلِها وهيَ الخنوعةُ تنتشي طَرَبا
عَجَباً لها مِنْ أمّةٍ عشِقَتْ عَهْرَ القِحابِ, وصَدّتِ النُجُبا
فاصرُخْ أخي في وجههِ زَمناً حتى اليراعُ , لِوَصفهِ اكتئبا
زمنٌ , غدا عيشُ الكرامِ به كأسَ التغرّبِ, أُترِعَتْ نَصَبا
