رانية  مرجية 

ويحك أيها الموت كسرت قلوبنا وأدميت عيوننا، كسرت قلب كل من عرف سناء منصور بركة   الجميلة صاحبة الابتسامة الملائكية والقلب الكبير ,   الذي اتسع للهلال وللصليب. لقد اخترتي يا صديقتي ان تتبعي قلبك وتتزوجي زواجا غير تقليدي أو كنائسي وقد اغضب قرارك الكثيرين لكنك ناضلت  من اجل الحب والعيش بكرامة مع من اختاره قلبك إيمانا منك بوحدة مصيرنا كشعب واحد نعم فالشراكة في الوطن توازي الشراكة بالدين. و في أحيان كثيرة تكون أهم من الشراكة بالدين, لا شك أن مصابنا برحيلك عن  عالمنا جلل ولكن  ما يعزينا يا  ابنة بلدي . وجودك الآن في الفردوس مع  شهداء الكلمة   والوطن ومع القديسين الأبرار

  وكل من عمل وامن بوحدة صليبنا وهلالنا وحارب الطائفية البغيضة المقيتة ,  أيتها الحبيبة هل تذكرين أخر لقاء لنا قبل أشهر عديدة بالرملة  كنت يومها تشعين نورا  وفرحاَ    واخبرتيني بالحرف الواحد انك   فخورة بنفسك وبعائلتك  المصغرة  وبزوجك  وبثمرة حبكما أمير    مضيفة  لقد اشتريت سعادتي بيدي واعلم أن الله يحبني ويحب أسرتي فالله محبة  ولا  يميز بين مسلم ومسيحي إنما نحن بنظره سواسية  وضحكتنا كثيرا  وقتها, لدرجة انك توجهت للكنيسة الأرثوذكسية للصلاة

وطلبت  منك  أن تذكريني بصلاتك   لأني نادرا ما أصلي داخل كنيسة ,  عرفتك إنسانة متواضعة  , صبورة طيبة القلب,  جريئة,  طموحة , والآن  غاليتي اسمحي لي أن انهي رسالتي بهذه الكلمات

يا ملاكا غبتِ عنا

إلا انك تحيين فينا

في الفردوس تحتفلين

مع القديسات والقديسينا

رحيلك كان مهيبا

هز أركان المسجد والكنيسة

وشق السماء شقا

وعلوتِ كالنسور

وارتميت بأحضان أم النور

يا جميلة الجميلات

ماذا اكتب والحروف تنحني وتتكسر

والدموع تنهمر كحبات المطر

والجو معبق

برائحة البخور

معطر

كم صليبا احتملت

وصبرت وتحديت

يا سناء

يا  قديسة من بلادي

هل تظنين أن الله اختارك صدفة

لا يا حبيبتي فأنت قديسة حلوة

في السماء لنا شفيعة

لكل سكان المدينة

فليكن ذكرك مؤبدا