كفرياسيف، هذه البلدة الجميلة التي كانت دائمًا مهدًا للعلماء والمبدعين، قد أنجبت طبيبًا استثنائيًا يعد من بين القلائل في عصره، وهو الدكتور شكري عطالله. يعد الدكتور شكري مثالًا للالتزام المهني والإخلاص في خدمة المجتمع، حيث تميز في مجال طب الأطفال وكان له دور بارز في حياة آلاف العائلات.

في عصرٍ قلّ فيه وجود الأطباء المتخصصين الذين يحظون بحب وتقدير واسع من الجميع، كان الدكتور شكري واحدًا من هؤلاء الأطباء النادرين الذين أخلصوا لمهنتهم بشكل استثنائي. لقد جمع بين العلم والإنسانية، وأصبح يُعتبر الملاك الحارس لأطفال المنطقة، حيث كان دائمًا يسعى لتحسين حالة المرضى وعلاجهم بأفضل الطرق الممكنة، محققًا بذلك سمعة طيبة عبر سنوات طويلة من العمل.

منذ أن بدأ مسيرته الطبية في كفرياسيف، استطاع أن يثبت نفسه في مجاله كطبيب متميز وموثوق فيه من قبل الأهالي. وعندما قرر تأسيس مركز تطور الطفل في المستشفى الفرنسي في الناصرة، كان قدوة في تقديم خدمات طبية متقدمة ومتخصصة لم يكن العديد من الناس في المجتمع العربي قد سمعوا بها في ذلك الوقت.

كان الدكتور شكري عطالله، خلال فترة عمله الطويلة، بمثابة مرجع طبي لأجيال متعددة من الأطفال والأهالي. كان أطباء المستقبل يتطلعون إلى طريقه، وكان الأطفال يثقون به، ويطمئنون عند زيارته، وأصبحت عباراته المشجعة والمطمئنة جزءًا من حياتهم.

مؤخرًا، أصدر الدكتور شكري عطالله كتابه الجديد بعنوان "مسار التطور: منذ الولادة حتى المراهقة"، وهو عمل يعكس تجربته الثرية والمتعمقة في مجال طب الأطفال. يقدم الكتاب معلومات طبية وعلمية قيمة، ويعد مرجعًا هامًا لكل من يهتم بتطور الطفل وصحته، سواء من الأطباء، الأهالي، أو طلاب الطب. من خلال هذا الكتاب، يتمكن القارئ من اكتساب فهم عميق لمرحلة التطور والنمو التي يمر بها الطفل، إضافة إلى توجيه نصائح طبية علمية ترتقي بمستوى رعاية الأطفال.

بفضل هذه الإنجازات العظيمة، يُعتبر الدكتور شكري عطالله من الأطباء الذين ساهموا بشكل بارز في رفع مستوى الرعاية الصحية في البلاد، حيث أصبح بصمة واضحة في مجال طب الأطفال وأثره محسوس في المجتمعات التي خدمها طوال مسيرته الطويلة.

إن الدكتور شكري عطالله، بفضل علمه الواسع، واهتمامه بتطور العلم الطبي، ومهنيته التي لا تضاهى، هو فعلاً طبيب ميتولوجي في زمنٍ قل فيه أمثاله، يبقى عطاؤه العلمي والإنساني هو السمة المميزة التي تظل محفورة في ذاكرة كفرياسيف والمنطقة لفترة طويلة قادمة، فهو ليس فقط طبيبًا متميزًا، بل رمزٌ من رموز العطاء والتفاني في خدمة المجتمع ، ليبقى اسمه حاضرًا في التاريخ كأحد أعلام طب الأطفال في بلادنا.

يسرنا في موقع المدار، أن نتقدم بأسمى آيات التقدير للطبيب القدير الدكتور شكري عطالله، الذي لم يتوانَ يومًا عن تقديم كل ما لديه في خدمة المجتمع، مقدمًا رعاية طبية استثنائية وعطاءً لا محدودًا. نُثمن عاليا جهوده الكبيرة وتفانيه في مجاله، ونسأل الله أن يمده بالصحة والعافية، وأن يطيل في عمره ليظل نموذجًا يحتذى به في ميدان الطب والأخلاق. نتمنّى للدّكتور شكري مزيدًا من النجاح والعطاء، وأن يظل دائمًا منارة للعلم والعمل الطيب في بلادنا.