"يوسف نعمان ناصر: شاعر الأجيال وأديب الأوطان"
01/04/2025 - 07:45:26 pm

يوسف نعمان ناصر هو شاعر وأديب من مواليد عام 1947 في قرية كفر سميع، يُعد واحدًا من الشخصيات الأدبية البارزة في الأدب الحديث، حيث امتزجت في كتاباته الأصالة اللغوية مع الحس الوطني والإنساني العميق.

أكمل تعليمه الابتدائي في كفر سميع، ثم انتقل إلى ترشيحا حيث أنهى دراسته الثانوية عام 1964. بعدها التحق بجامعة تل أبيب، وحصل على درجة البكالوريوس في اللغة العربية والأدب العالمي، ثم تابع دراسته العليا في جامعة حيفا ونال درجة الماجستير في الأدب العربي والأدب المقارن.

عمل يوسف ناصر أستاذًا للغة العربية والأدب في مدرسة ترشيحا الثانوية منذ عام 1970، وكان له دور بارز في المجال التربوي من خلال إعداد دورات استكمال لمعلمي اللغة العربية في مختلف المراكز التربوية في القدس والجليل. كما درّس في جامعة القدس، وأسهم في تطوير المناهج التعليمية العربية في البلاد.

إلى جانب عمله الأكاديمي، كان ناصر عضوًا في اللجنة التنفيذية الأولى لرابطة الكتاب في البلاد، وساهم في تحرير مجلة "الرسالة"، التي كانت تُعنى بالشأن الثقافي والأدبي.

تميّزت كتاباته بأسلوب شعري وأدبي متين، يجمع بين الصورة الفنية الراقية واللغة العميقة. من أبرز مؤلفاته: ديوان ومضات وأعاصير ، رواية ضريح الحسناء ، المعلم في الإعراب ، ورق ورحيق، قلائد العقيق، لعاب الأفاعي، صوت صارخ في البرية.

إلى جانب أعماله الأدبية والتعليمية، كان يوسف ناصر من الشخصيات المؤثرة في المشهد الثقافي. حرص على تعزيز الهوية الوطنية من خلال الشعر والكتابة، وساهم في تطوير الوعي الثقافي لدى الأجيال الجديدة.

من بين إنجازاته البارزة أيضًا، قام ببناء كنيسة القديسين قسطنطين وهيلانة في كفر سميع، والتي تُعد من المعالم المميزة في الهندسة البيزنطية الحديثة، حيث تعكس اهتمامه العميق بالتراث والهوية الدينية والثقافية.

كما قام بتحرير أرض وقف الكنيسة الارثوذكسية في كفرسميع من المصادرة وأقام عليها ضاحية للأزواج الشابة من ابناء الطائفة الارثوذكسية في كفرسميع، ولتضحياته من اجل الكنيسة والطائفة قلّده المثلث الرحمات البطريرك ذيوذوروس وسام "فارس القبر المقدس".

يُعتبر يوسف ناصر نموذجًا للأديب الملتزم الذي لم ينفصل عن مجتمعه، بل سخر قلمه وفكره لخدمته. استطاع من خلال كتاباته أن يترك بصمة واضحة في الأدب ، حيث ظل صوته حاضرًا في الدفاع عن القضايا الوطنية والاجتماعية، وساهم في تطوير الحركة الأدبية والتعليمية في البلاد.

ختامًا، يوسف ناصر لم يكن مجرد كاتب وشاعر، بل كان شخصية أدبية وفكرية تركت أثرًا عميقًا في الثقافة ، وما زالت أعماله تُلهم الأجيال الجديدة من الأدباء والمفكرين.

قصيدة مهداة من موقع "المدار" - إبراهيم جريس، تقديرًا للشاعر والأديب يوسف نعمان ناصر، لمكانته الأدبية ودوره في تعزيز الهوية الثقافية والوطنية:

يا من نثرتَ الحرفَ طيبًا وعطرًا،

في أرضِنا أضاءتْ منكَ البِشرى،

يوسفُ النورِ في دربِ الكلم،

ومدى الشعرِ في سماءِ السُّؤددِ.

أنتَ السَّحرُ الذي ينسابُ بيننا،

كالسُّطورِ التي في القلبِ لا تُمحى،

حُروفُك صيغتْ من فكرٍ عميق،

وقلبٍ يحملُ همَّ الأرضِ والإنسان.

من كفر سميعٍ كنتَ لنا فجرًا،

شاعرًا سابِقًا الزمانَ في أمان،

دافعًا عن الحقِّ في كلِّ سطر،

وعن القضايا الوطنيةِ كالأعوان.

أدبكَ الحيُّ، وتاريخكَ الباقي،

يبقى في الذاكرةِ دوما، بلا نسيان،

أنتَ نبعٌ للشعرِ واللُّغةِ،

تسقي الأرضَ من رحيقِ الإلهام.

يا يوسفُ، أنتَ للشعبِ قصيدة،

تُحاكي مجدَ العروبةِ والإنسان،

أنتَ البوصلةُ التي تهدي المدى،

لأجيالٍ تأتي بعدكَ بالإيمان.

نقدّرُ قلمكَ الذي سطرَ الوعي،

وعينكَ التي رأتْ الأملَ في الغد،

يوسف نعمان ناصر، لكَ المجدُ،

وأنتَ في القلبِ أبديّ، يا سند.



المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبها فقط، وموقع المدار بفسح المجال أمام الكاتب لطرح افكاره االتي كتبت بقلمه ويقدم للجميع مساحة حرة للتعبير
Copyright © almadar.co.il 2010-2025 | All Rights Reserved © جميع الحقوق محفوظة لموقع المدار الاول في الشمال
سيجما سبيس بناء مواقع انترنت
X أغلق
X أغلق